أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود سلمان الشويلي - الاحزاب الدينية والحريات














المزيد.....

الاحزاب الدينية والحريات


داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)


الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 14:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


للاحزاب الاسلامية اجندة خاصة بها بما له علاقة بالحريات ، تلك الحريات التي تجد لها مكانا رئيسيا في تحديد اولويات الامر في أي مجتمع يريد ان ينهض ليواكب المجتمعات الاوربية المتطورة والمتقدمة في كل شيء .
فهذه الاحزاب تعتقد انها ستطبق الاسلام الاصولي – بالنسبة للاحزاب السنية – و الاسلام الشيعي – بالنسبة للاحزاب الشيعية – وهذا الامر يتطلب امور منها ما له علاقة بالحريات ، ان كانت تلك الحريات عامة او على المستوى الشخصي .و هناك اكثر من سؤال يثار بوجه هذا التطبيق – السني او الشيعي – ومن ضمن هذه الاسئلة في هذا المستوى اسئلة على الحريات السياسية والحريات الشخصية.
واول ما يتبادر الى الذهن على مستوى الحريات السياسية هو موقف الاحزاب الاسلامية اذا وصلت الى الحكم من الاحزاب التي تشكل ليس على اساس ديني ، بل انها تشكل على اساس قومي ،او ليبرالي ،او علماني ،او شيوعي، او وطني؟
فهل تقبل تلك الاحزاب الدينية بمثل هكذا احزاب؟
مثلا لو تاسس حزب على اساس قومي ، فما هو موقف تلك الاحزاب الدينية الاسلامية من هكذا احزاب؟ و تلك الاحزاب الدينية تجد ان الاسلام فوق القوميات .
ولو تاسس على اساس ليبرالي ، كيف تقبل به تلك الاحزاب الدينية ؟وهي ترى ان عقيدتها لا تسمح بترك الامور على غاربها .
او على اساس علماني، فان الاحزاب الاسلامية تعادي العلمانية وتعتبرها كفر والحاد.
او على اساس شيوعي، وهذه الاحزاب تعد الشيوعية كفرا والحادا ايضا.
اما اذا كان على اساس وطني فالاحزاب الدينية اممية في توجهاتها وليست وطنية.
اذن فحرية تشكيل الا حزاب عندما تصل الاحزاب الدينية للحكم تساوي صفرا.
اما على المستوى حرية الفكر و الاعتقاد فانها تصطدم بالاتي من الامور :
- حرية الابداع الفكري والادبي والفني .
ان تلك الاحزاب الدينية لا تؤمن بحرية هذه الامور ، فالابداع الفكري معناه ان حريته ستطال فكر الاسلام ، وابسط امر في الفكر الاسلامي انه فكر غير موحد ، بل هو فكر مذاهب مختلفة في المنطلقات والمخرجات .
اما على صعيد الابداع الادبي ، فالاحزاب الدينية لا تؤمن قالابداع الحر ، فهي اساسا لا تؤمن بما ينتجه هذا الابداع بعيدا عن توجهاتها الايديولوجية ومعتقداتها الاصلية .( الرواية على سبيل المثال ونجيب محفوظ خاصة ومحاولة قتله).
والابداع الفني فيه الكثير مما يقع تحت طائلة الممنوع ، ابتداءا من الموسيقى والغناء وانتهاءا بالنحت ، مرورا بالفنون التشكيلية ، والمسرح والسينما.
وهكذا نجد ان كل ابداع محرم ، و ممنوع القيام به.
***
- تطبيق الشريعة ( الاسلامية !!!) في ما يخص الحدود الاسلامية ، كرجم الزاني ،وجلد شارب الخمر ، وقطع يد السارق ، وحد من يبدل دينه او يخرج منه ، او ما يسمى بحد الردة.
هذه الحدود وغيرها ، تتعارض ودولة المواطنة التي تؤمن بالحريات والتي هي دولة القرن الواحد والعشرين التي تعيش في كنفها كل الاديان والاقليات بالتساوي.
***
- حرية الاخر في الاعتقاد الديني ، ومدى احقيته في ان يكون مخالفا في الدين، وما موقف الاحزاب الدينية منه ؟ أي ما هو موقفها من مبدأ المواطنة الذي ينظر لكل سكان البلد بالتساوي؟
مجتمعاتنا مجتمعات فسيفسائية ، فيها المسلم والمسيحي واليهودي والصابئي والايزيدي ..........الخ ، وداخل هذه الاديان مذاهب وطرق دينية ، فاين تقف تلك الاحزاب الدينية من كل ذلك ؟
***
مثل هذه الحرية لو طبقت ستطرح تساؤلات كثيرة امام الاحزاب الدينية المستلمة للحكم ،منها:
- دين الدولة هل هو الاسلام ؟ وكيف يطبق ؟ هل تطبق شريعة ما قبل 1400 سنة ، وما موقفها تلك الاحزاب الدينية من الديانات الاخرى ؟
- ما هو موقفها – الاحزاب الدينية – مثلا :من شارب الخمر في الاسلام ،وعند تلك الاديان الاخرى ؟( ان كان حراما او حلالا عندها).
- ماذا تقول تلك الاحزاب الدينية عن حلية تربية واكل لحم الخنزير ؟ وما هو الاجراء الذي تتخذه ضد الديانات التي تحلله؟ وكيف يمكن الحصول عليه؟
- مسالة الحجاب عند هذه الاحزاب الدينية، ومدى الحرية في لبس – من ابناء الديانات الاخرى - ما تراه صالحا لها.
هذه المسائل وغيرها حتما انها ستطرح على الاحزاب الدينية التي تستلم الحكم او التي استلمت الحكم ،وقد طرحت فعلا في المنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي، وفي الدول التي تحكمها احزاب دينية قبل تلك الفترة مثل العراق ، الذي تغيرت الحريات الشخصية والسياسية فيه واصبح مجتمعا اسلاميا بالاكراه خاصة في جنوبه.
***
ان تطبيق التجربة الاسلامية في مجتمعات مثل مجتمعاتنا العربية تحتاج الى تنازل الحاكم من الكثير من الخصوصيات الدينية ، وتحويلها الى عموميات دينية بما له علاقة بتطبيق الشريعة ، بحيث تحافظ على الاصل المرسوم لها، وجعل الدين مسألة خاصة بالفرد ، لان الدين اساسا كما يقول القران ( لا اكراه في الدين).
ليكن الدين مسألة خاصة بالفرد ،لا امر منزل عليه من الاخر، مجبور على تطبيقه.
هذه نظرة اولية لما ستواجهه الاحزاب الدينية ( الاسلامية ) عند استلامها للحكم ، وهناك تجارب على ارض الواقع ، حيث ان استلام الحكم من قبل الاخوان في مصر كان قد جوبه بثورة عارمة هذه الايام واستدعى تدخل الجيش لانها حكم الاخوان لانهم قد ساهموا بعودة الشعب المصري الى عصر الجاهلية الاولى في كل شيء ، بل ان الجاهلية الاولى هي اهون مما حدث للشعب المصري .



#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)       Dawood_Salman_Al_Shewely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الرأي - ج 1
- حرية الرأي - ج 2 - المناهج الحديثة في دراسة وتحليل ونقد النص


المزيد.....




- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود سلمان الشويلي - الاحزاب الدينية والحريات