تحية لشعب مصر العظيم

عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 13:06
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

تحية فخر واعتزاز لثوار مصر الاحرار بثورتهم الشعبية العظيمة التي انقذت الشعب والوطن من ظلام دامس خيم على البلاد منذ عام كامل.
ثورة دعا لها وقادها الشباب بروح عالية من الوطنية والذكاء والنظام وسار خلفهم جموع الشعب المصري بكل قواه الوطنية المخلصة متناسين جميع خلافاتهم ومواقفهم الفكرية والسياسية وهذا دليل على الوعي العالي الذي تمتع به هؤلاء الشباب وانضباطهم العالي من خلال شعاراتهم الوطنية الخالصة البعيدة عن اي اشارات فكرية ايديولوجية محددة وهنا يكمن سرالنجاح والتفوق..لقد عبرت حركة تمرد عن الوحدة الوطنية بكامل صورها يساندها الشعب المصري وحركاته السياسية وكانت تصرفات قادتها تعبر عن روح عالية من الوعي والانضباط والصبروالتفائل بالنصر وقد تحقق لهم ما حلموا به..يجب ان لا ننسى الدور الواضح والفعال للجيش المصري وقيادته الحكيمة التي تصرفت هي الاخرى بمنتهى الاخلاص والوطنية العالية فاستجابت لنداء الشعب وانحازت له معلنة وقوفها معه وما المهلة التي اعطتها للرئيس الفاشل الا تعبير عن الشجاعة العالية والانحياز الواعي مع الشعب كما ان البيان الذي اصدرته والمهلة التي اعطتها عبرت فيها عن انضباط عالي وحكمة واضحة في اختيار الكلمات والعبارات الدقيقة والمتوازنة وهذا ما اعطي للثورة المصرية قوتها وثقتها العالية بنفسها فحققت نصرا عظيما بالاضافة الى السلمية التامة في جميع خطوات الثورة حيث لم يصدر اي موقف انفعالي او رد مباشر ازاء تصرفات الاخوان المسلمين المنهارين نفسيا ومعنويا رغم استخدام السلاح من قبل هؤلاء ووقوع عشرات القتلى ومئات المصابين.
ان ما قام به الشعب المصري دليل واضح وكبير على قدرة الشعوب في تحقيق النصرعلى اعدائها عندما تتوحد قواها الوطنية وتتوفر القيادات الواعية والمخلصة الموحدة ضمن اهداف وطنية واضحة وشاملة..الان اصبحت حقيقة واضحة ثورة الشعب المصري ولم تستطع قوى الظلام من الاستمرار بسرقتها وحرفها عن خطها الوطني الديمقراطي. يؤشر الان الشعب المصري لجميع الشعوب العربية وقواها الوطنية الديمقراطية ان تحافظ على ثقتها بنفسها وان تستمر بنضالها وان لا تترك المجال لقوى الظلام من سرقة ثوراتها خاصة الشعب التونسي الذي يخوض الان نضالا عنيدا ضد قوى التخلف وسوف ينتصر لا محال بصموده وصبره وما نلاحظه من صراع مستميت في الشارع او في قبة البرلمان دليل على وعي الشعب التونسي وتقدم قواه الوطنية على طريق تحقيق اهداف الثورة الوطنية..كذلك الحال مطلوب من الشعب اليمني ان يتوحد صفا واحدا للاستمرار بالمطالبة بحقوقه الوطنية دون السماح للقوى الخارجية بالتدخل في شؤؤنه الداخلية خاصة دول الخليج التي تسعى لتحقيق مصالحها ومصالح امريكا في المنطقة.. المشكلة الكبيرة ما زالت قائمة امام الشعب السوري الذي يتعرض لابادة من قبل النظام السوري واستغلال من قبل دول الخليج وخاصة قطر والسعودية الذين ساعدوا بتدخلهم لحرف الثورة السورية عن طريقها الوطني العام وادخلوا فيها قوى ارهابية متطرفة اساءت كثيرا للشعب وثورته. يمكن للشعب السوري ان يجدد ثورته السلمية من خلال المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات وان توحد المعارضة صفوفها وان ترتقي الى مستوى تضحيات الشعب وان ترفض التدخلات الاجنبية كما فعل ويفعل الان الشعب المصري الذي ضرب مثالا حيا في الوحدة الوطنية ووضوح الرؤيا والاهداف.
المصيبة الكبرى في الوضع العراقي الذي تنخر في الشعب والبلاد قوى الارهاب والطائفية والشوفينية القومية وتفشي الفساد في كل مجالات الحياة مع انعدام الوحدة الوطنية وغياب القوى السياسية القادرة على حمل شعار الوحدة الوطنية والدفاع عن الشعب والوطن.لقد ذهبت القوى الطائفية بالشعب الى حرب طائفية وهي على الابواب وازداد الانقسام والتفرقة في صفوف الشعب.. الدعوة موجهة الى الشباب العراقي ان يحذوا حذو شباب مصر في ان يعوا دورهم وان يحكموا عقولهم وان يبتعدوا عن التبعية غير الواعية لقوى سياسية غير كفؤة سببت ويلات ومصائب للشعب وان ينظموا انفسهم ويوحدوا صفوفهم ليقودوا الشعب نحو الحرية والديمقراطية الحقيقية وسوف تتبعهم قوى الشعب كما يحصل الان في مصر العظيمة. لقد عجزت القوى السياسية الحالية في تحقيق اية انجازات للشعب وما على الشباب الا الاعتماد على النفس والانتباه الى مطالبه المشروعة في توفير الخدمات والكرامة والحرية.. تحية واحترام عالي للشعب المصري وقوى الثورة المصرية وخاصة الشباب.

#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات