أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم بن نبهان - الفن و حضور السلطة














المزيد.....

الفن و حضور السلطة


إبراهيم بن نبهان

الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 08:15
المحور: الادب والفن
    


من البداية الأولى التي تشكلت فيها الطبيعة من خلال ما يعرف بالانفجار الأكبر. شهد بان الإنسان قد تميز عن غيره بكونه كائن عاقل يفكر. فكان الغرض الأول لهذا الكائن هو الحياة بسلام داخل عالم الطبيعة و ما يحمله من مظاهر و أسباب. من هنا يمكننا الإقرار بان مفهوم الإبداع و الخلق من بين أقدم المصطلحات الموجودة ان صح قولي، لان الإنسان البدائي أبدع حين اكتشف طريقة إشعال النار و أبدع حين خط علي جدران الكهوف. فنلاحظ ان الفن قد توارث منذ القديم و ذلك من خلال مفهوم الخلق و الإبداع و قد جاء حب الحكمة منذ الأزل لدي الإنسان الفيلسوف و قد اعتنى الفلاسفة في تلك الفترة بكافة المجالات الفكرية سواء كانت سياسية، اجتماعية، اقتصادية ومكانة الفن و الجمال الذي اخذ مجال فسيح في الفكر الفلسفي و اتخذ له عنوان ألا و هو فلسفة الجمال، و قد شهد عديد الجدليات و عديد الكتابات النظرية لمعرفة الحقيقة الشاملة له، فقد حظى مفهوم الجمال لدى جل الفلاسفة في تاريخ البشرية سواء في ظاهره أو في باطنه سواء كان من قبل الفلاسفة اليونانيون او الإغريق. فكانت فلسفة الجمال و النظرية الفكرية تلازم مفهوم الفن من بلين الأكبر كتاب التاريخ الطبيعي في عام – 50 ق م- حيث شرح فيه أساليب التصوير وتطورها الى الفلسفة الافلاطنية نحو الفلسفة الهيجلية وصولا إلي فلسفة جيل دليز الذي أعاد النظر في فعل الخلق Qu’est-ce que l’acte de création ? من هنا نلاحظ ان الفن قد حضي بالبحث الفكري في التحول التاريخي. وفي اطار اخر شهد الفن مواجهة كبيرة مع نوعية السلطة التي تأسس الى السيطرة على جميع انواع الفن ليصبح جوهرا يسير في نطاق مصلحة واحدة.
لذلك يعتبر ظهر السلطة في الفن من اهم البوادر التي ميزت العصور القديمة من حيث ان الفنان منشد الي سلطة الطبيعة و جمالها، فكان الفن في تلك الفترة مرتبط كامل الارتباط بمحكاة الطبيعة كما هي. و مع التحول المتسارع في تاريخ الفن شهد الفن سلطة اخرى قد تمثلت في السلطة الدينية حيث عاش الفنان الهيمنة الكنسية و العقيدة السائدة في العصر القوطي، الروماني، الكلاسيكي وصولا إلي فن النهضة و بداية الفن الحديث. لقد اثرت الكنيسة على النزعة الفنية و طغت الابعاد الدينية علي الاعمال الفنية، فقد هيمنت صور المسيح و حواريه علي اغلب الكنائس و الاديرة و القصور و صور القدسين و صلب المسيح المرسومة علي أسقف الكنيسة. لقد كان عنصر التجسيد عند الفنان هو الهاجس الأساسي لما شهده من سلطة دينية متعلق بالجانب الميتافيزيقي، و في فترة لاحقة واجه الفن سلطة جديدة عرفت بالسلطة السياسية، و اذا كان مصطلح السلطة حامل منذ العصور القديمة لدلالات متعددة فان التعريف العام للسلطة هي أنها السلطة المتعلق أساسا بالسياسة لأنها عبارة علي مجموعة أنظمة معين لذلك فان السلطة السياسية هي بمثابة السيطرة أو التسلط الذي تمارسه فئة معين على أفراد و خير دليل عن ذلك تطور الفن بالسلطة خلال الثورة الفرنسية سنة 1789 كان سعي هذه السلطة هو تكريس المبادئ الجمالية الكلاسكية للفن حيث ربط التنوريون فكرهم السائد بالنظرية الجمالية الفلسفية التي قامت في العصر اليوناني و الاغريقي. لقد قامت هذه الثورة لتحديد المسار الفني بالنسبة للفنان و محاولة حثه علي اتخاذ مواضيع جديدة لان المذهب الذي ينادي به يمثل اصبح غير مناسب بالنسبة للطبقات البرجوازية و فئات المجتمع حيث ظهر التيار المعادي لهذه المذاهب السائدة في الفن و الذي يدعو الي ابداع قوالب جديدة و ان يكون حاملا لمجد الشعب و مجد فرنسا و ان يكون مهتما و منبثقا من الدولة الفرنسية و مؤرخا لها لا ان يكون مؤرخا لتاريخ روما .من هنا يمكننا ملاحظة ان السلطة هي بمثابة المهيمن الرئيسي بالنسبة للفنان و اعماله و علي افكاره سواء ان كانت سلطة سياسية او دينية او اخلاقية.
و كأننا بالتاريخ يعيد نفسه لقد هيمنت جميع السلطة سواء كانت السياسية أو الدينية أو الفكرية هي المسيطرة على الفنان العربي بالأخص و يمكننا التصريح أيضا بان محتوى السلطة قيد الفنان المسلم حيث جرد من نزعته الفنية و حريته التي يمتلكها للتعبير. مما جعل من الفنون الاسلامية باقية في حوض واحد منحصرة في علاقة الفنان بالدين و بالخالق و علاقة العمل الفني بالجانب العقائدي لا يملك خصوصية التجاوز أو فن الأنا. اذ تبقي الفنون الاسلامية منحصرة في هذه العلاقة التصاعدية بين الفن الواحد و الله الواحد. اما في الفن المعاصر و خصوصا الفن العربي الذي سيطرت عليه سلطة التبعية للاخر و ارتهن في مقاربات فنية تقليدية عن الغرب سواء في الاسلوب او في التقنية ...
مما يجعلنا نرجع ايضا الى السلطة الرقمية و التطور الهال الذي شهدته الرقمنة و الاتصال الذي يعتبر في حد ذاته سلطة مهيمنة عن الفنان و عن طريقة نشر أعماله الفنية بحيث دخل في دوامة من الوسائط و مزدوج من السلوطات المختلفة.



#إبراهيم_بن_نبهان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة و حرية التعبير


المزيد.....




- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...
- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...


المزيد.....

- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم بن نبهان - الفن و حضور السلطة