أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - التكاثر لدى الكائنات الحية , ونشوء الذكر والأنثى















المزيد.....



التكاثر لدى الكائنات الحية , ونشوء الذكر والأنثى


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 11:05
المحور: الطب , والعلوم
    



التكاثر لدى الكائنات الحية , ونشوء الذكر والأنثى

التكاثر عملية تقوم من خلالها الكائنات الحية بإنتاج أفراد مشابهة لها. وتتكاثر أنواع المخلوقات الحية كافة بدءًا من البكتيريا البالغة الصغر حتى أكبر أنواع النباتات والحيوانات. فبدون التكاثر، تنقرض أشكال الحياة كافة.
التكاثر الجنسى واتحاد نطفة الذكر مع بويضة الانثي
والكائنات الحية يمكنها إنتاج نسْل مشابه لها نظرًا لأنها تمتلك مورثات (جينات)، وهي قطع صغيرة جدًا من مادة د ن أ (الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين) التي تحدد الخواص الأساسية الطبيعية للكائن الحي. توجد المورثات في كل خلية من خلايا الكائن الحي. وتنقل إلى نسله خلال عملية التكاثر.
وهناك نوعان من التكاثر هما الجنسي واللاجنسي.
في التكاثر الجنسي، يتشكل الكائن الحي الجديد من اتحاد مشيج مذكر (خلية جنسية) لكائن حي مع مشيج مؤنث لكائن حي آخر من النوع نفسه. والجنس البشري (الإنسان) وجميع الحيوانات الأخرى تقريبًا تتكاثر جنسيًا.
في التكاثر اللاجنسي، يتطور الكائن الحي الجديد من أجزاء الكائن الحي أو أجزاء تنتجها هذه الكائنات. وتشمل الكائنات الحية التي تتكاثر لاجنسيًا البكتيريا والكائنات الحية البسيطة الأخرى. وهناك العديد من الكائنات الحية يمكنها التكاثر جنسيًا ولاجنسيا. وهي تتضمن أكثر النباتات والفطريات وحيوانات بسيطة التركيب مثل الإسفنجيات.
ويعتقد بعض العلماء أن الكائنات الحية الأولى عاشت في البحر وتكاثرت لاجنسيًا. كما يعتقدون أيضًا أن التكاثر الجنسي تطور أيضًا تدريجيًا في البحر. وبعد انتقال الكائنات الحية للعيش على اليابسة، تطورت تدريجيًا طرائق معقدة للتكاثر الجنسي.

التكاثر الجنسي و اللاجنسي في الكائنات الحية
التكاثر اللاجنسي
أولا : التكاثر بالانشطار
يوجد هذا التكاثر في البكتيريا و اليوجلينا و البرامسيوم فعند وجود الظروف البيئية المناسبة تبدأ كل خلية بالانشطار لتعطي خليتين وهكذا .
ثانيا : التكاثر بالجراثيم اللاجنسية
يوجد هذا التكاثر في بعض الطلائعيات وبعض الفطريات مثل عفن الخبز وبعض النباتات حيث أنها تحتوي على أعضاء خاصة تسمى الحافظات الجرثومية ويوجد بداخل كل حافظة عدد كبير من الجراثيم التي تخرج إلى البيئة بعد تمزق الحافظة وعندما تحصل هذه الجراثيم على بيئة مناسبة تبدأ بالنمو وتعطي كائنا جديدا .
ثالثا : التكاثر بالتبرعم
يوجد هذا التكاثر في الخميرة و الهيدرا حيث تخرج نتوء من أحد جوانبها وتنقسم الخلية إلى قسمين قسم ينتقل إلى النتوء والآخر يبقى مكانه وقد ينفصل البرعم بعد نموه أو يبقى متصلا بالأم ويكون سلسلة .
رابعا : التكاثر الخضري في النبات
1-التكاثر بالريزومات , الريزومة هي ساق تمتد أفقيا تحت التربة تتكون من براعم إبطية تستنفذ الغذاء فتموت الريزومة وتنفصل البراعم لتكون نبات جديد مثل النجيل و الغاب و الكانا .
2-التكاثر بالدرنات
الدرنة هي ساق أرضية تحتوي على حفر يوجد بها براعم فعند تقسيم الدرنة إلى أجزاء تحتوي على براعم تنمو وتعطي نبات جديد مثل البطاطس .
3-التكاثر بالكرومات
الكرومة هي ساق تحمل أوراق حرشفية ويخرج منها براعم عند تنفصل تنمو لتعطي نبات جديد مثل القلقاس
4-التكاثر بالإبصال
يوجد هذا التكاثر في البصل .
5-التكاثر بالفسائل
يوجد هذا التكاثر في النخيل و الموز حيث يوضع بجانب الشجرة كمية من التراب وذلك لتحفيزها لتكون الفسائل التي إذا ما فصلت عن الأم تنمو وتعطي نبات جديد .
6-التكاثر بالعقلة
عند تقطيع الساق إلى عقل تحتوي على براعم وزرعها تنمو وتعطي نبات جديد مثل قصب السكر و العنب و الورد .
7-التكاثر بالترقيد
عند دفن غصن شجرة تحت التراب مع بقائه متصلا بالأم تقوم البراعم المدفونة بالنمو وتكون جذور عرضية وأغصان تفصل عن الأم وتزرع لتعطي نبات جديد مثل العنب و الياسمين الزفر و الورد .
8-التكاثر بالأوراق :
عند سقوط بعض الأوراق وحصولها على بيئة رطبة مناسبة تنمو وتعطي نبات جديد مثل البيوجينيا و البنفسج الأفريقي
التكاثر العذري :
هو الحصول على فرد جديد من بويضة غير مخصبة .

التكاثر الجنسي :
بعد اندماج محتويات خليتين تناسليتين تسمى كل منهما بالمشيج لتكون خلية واحدة تسمى زيجوت وعندما ينقسم الزيجوت يكون فرد جديد .
أنواع الأمشاج :
1-أمشاج متحدة متشابهة تسمى الأمشاج المتشابهة .
2-أمشاج مختلفة وتسمى الأمشاج المختلفة وهي المشيج الذكري والمشيج الأنثوي .
أولا : التكاثر الجنسي في النباتات اللازهرية
:يوجد هذا التكاثر قي الحزازيات ومعظم التريديات حيث يوجد في دورة حياتها طور مشيجي يسود على الطور الجرثومي . حيث أن الطور المشيجي تركيبه الجيني (n ) يحمل أعضاء التكاثر المذكرة وتسمى الأنثريدات وأعضاء التكاثر المؤنثة وتسمى الأرشيجونات فعند التكاثر تسبح الأمشاج المذكرة في الماء حتى تدخل بطن الأرشجونة وتخصبها مكونة الزيجوت تركيبه الجيني (n 2 ) ينمو ليعطي طور جرثومي مكون من قدم وحامل وصماد الذي يحتوي على الجراثيم وتنقسم الجراثيم عدة انقسامات لتعطي نبات مشيجي مذكر أو مؤنث .
ثانيا : التكاثر الجنسي في النباتات الزهرية :
الطلع : هو عضو التذكير ويتكون من الأسدية والسداه تتكون من الخيط والمتك الذي يحتوي على حبوب اللقاح بداخلها الأمشاج الذكرية .
المتاع : هو عضو التأنيث ويتكون من كربلات والكربلة تتكون من الميسم والقلم والمبيض الذي يحتوي على البويضات بداخلها الأمشاج الأنثوية
الجنس في الزهرة :
الزهرة الكاملة : هي التي تحتوي على محيطات الزهرة الأربع ( الكأس والتويج والطلع والمتاع ) .
نبات وحيد المسكن :
هو النبات الذي يحتوي على الأزهار المذكرة والأزهار المؤنثة في نفس النبات .
نبات ثنائي المسكن :
هو النبات الذي يحتوي على الأزهار المذكرة أو الأزهار المؤنثة فقط على جسمه .
التلقيح :
هو انتقال حبوب اللقاح من أعضاء التذكير إلى أعضاء التأنيث .
أنواع التقيح :
1-تلقيح ذاتي : وهو انتقال حبوب اللقاح من أسدية زهرة إلى مياسم الزهرة نفسها .
2-تلقيح خلطي : وهو انتقال حبوب اللقاح من أسدية زهرة إلى مياسم زهرة أخرى .
الإخصاب :
هو اندماج النواة الذكرية ( حبيبة اللقاح ) مع النواة المؤنثة ( البويضة ) لتكوين البويضة المخصبة .
كيفية حدوث الإخصاب :
1-انتقال حبة اللقاح إلى الميسم .
2-انقسام النواة إلى نواتين ذكريتين .
3-اختراق أنبوبة اللقاح الميسم ثم القلم ثم المبيض .
4-سقوط النواتين الذكريتين داخل الكيس الجنيني .
5-اندماج إحدى النواتين مع البويضة وتكوين الزيجوت .
6-اندماج النواة الذكرية الأخرى مع النواتين القطبيتين لتكوين الأندسيبرم ( غذاء الجنين ) .
ثالثا : التكاثر الجنسي في البرامسيوم :
يتم هذا النوع من التكاثر باقتراب فردين والتصاقهما بالفم ثم يختفي الفم والبلعوم ويتصل سيتوبلازم كل منهما ثم تنقسم الأنوية بعدها يحدث تبادل للأنوية الصغيرة ويبدأ الكائن بالانقسام .
رابعا : التكاثر الجنسي في الهيدرا :
الهيدرا حيوان خنثى لأنه يحتوي على الأعضاء الذكرية والأنثوية في نفس الفرد ويتكون الهيدرا من الخصي ومبيض واحد . تتكون الخصية من خلايا بدنية أما المبيض فيتكون من الخلايا البينية . وبعد نضوج المبيض يتعرض للماء الذي يحتوي على الحيوانات المنوية فتتلقح البويضة ويتكون الزيجوت وينقسم إلى عدة انقسامات ثم ينفصل عن أمه
خامسا : التكاثر الجنسي في دودة الأرض :
دودة الأرض خنثى . وتتكون الأعضاء الأنثوية من مبيضين صغيرين يقعان في الحلقة 13 وبعد نضوج البويضات في المبيض تسقط في الفراغ البطني ومن ثم تنتقل إلى الحلقة 14 حيث تحفظ هناك أما أعضاء التذكير فتتكون من زوجين من الخصي زوج يقع في الحلقة 10 والآخر في الحلقة 11 ويحدث التلقيح عادة بين فردين يلتقيان عن طريق سطحهما البطني في اتجاه معاكس ويفز السرجان مادة لزجة تساعد على التحام الجسمين . ثم تمر الحيوانات المنوية من الفتحات المذكرة من كل فرد إلى الأحواض المنوية في الفرد الآخر بعدها ينفصل الفردان ويفرز سرج كل دودة شرنقة ( سوار ) ثم تتراجع الدودة حتى يصل السوار إلى منطقة الحوض المنوي وبصب فيه الحيوانات المنوية المخزنة وبهذا تخصب البويضات وينتج الزيجوت ثم ينمو ويتغذى على السوار حتى يكبر .

الدور أو الوظيفة الأساسية لوجود الذكر والأنثى ونشو الأسرة ؟
إن تربية الأولاد والعناية بهم ليست هي الوظيفة الأساسية لتشكل الذكر والأنثى كما يظن في بادئ الأمر ، فالوظيفة الأساسية أهم من ذلك بكثير , لأنه يمكن لفرد واحد إنجاب وتربية الذرية , ونجد أمثلة على ذلك لدى الكائنات التي تتكاثر دون تزاوج أو الكائنات ثنائية الجنس .
فالمهمة الأساسية من وجود الذكر والأنثى هي مزج وتوزيع الجينات الوراثية مع الاحتفاظ بأكبر كمية من الجينات المختلفة موجودة ضمن النوع , منتشرة بين أفراده ، بشكل يحقق هدفين معاً .
فيتم اللعب أو التعامل بأكبر كمية من الخيارات المتاحة (وهي الجينات) بالخلط العشوائي المستمر ( نصف من الذكر ونصف من الأنثى ) . ثم نشرها وتوزيعها في أكبر عدد من أفراد النوع .
وفي نفس الوقت يتم المحافظة على كافة هذه الجينات وخصائصها , حتى الجينات الطافرة والتي تكون غير خطرة ، وذلك بنسخها بدقة . وهي تبقى موزعة بشكل عشوائي ومختلف على كافة أفراد النوع , لأن كمية هذه الطفرات تتراكم وتصبح كبيرة جداً ولا يمكن أن يحملها فرد واحد , وهذا هام جداً لبقاء وتطور النوع في ظروف وأوضاع متغيرة باستمرار .

فهاتين الوظيفتين تمكن النوع من التكيف والبقاء مع وجود كمية كبيرة من التغييرات في البيئة والظروف ، وذلك نتيجة المخزون الكبير والهائل من الجينات المختلفة ( والتي تحقق الخصائص الجسمية والنفسية والفكرية المختلفة) , التي يمكن أن تلائم هذه الأوضاع . والتي تكون جاهزة للاستخدام , وموجودة لدى بعض أفراد النوع , فكلما استدعت تغيرات البيئة تصرفات أو قدرات أو خصائص جسمية جديدة يكون هناك أفراد يملكونها و مستعدة لهذه الأوضاع . لأنهم يكونون حاملين الجينات المناسبة للتعامل معها .

فالطفرات الجديدة لا تكفي فهي بطيئة الحدوث وغير كافية للتعامل مع الأوضاع المتغيرة , أي أن كافة الطفرات غير قاتلة يتم الاحتفاظ بها ، وتبقى محمولة ومحتفظ بها لدى بعض أفراد النوع ، وتستعمل عند الحاجة إليها . فالانتظار لحصول الطفرة المناسبة للأوضاع الجديدة غير عملي , فيجب أن تكون الطفرات جاهزة .

فتقسيم ومزج ونشر الجينات الوراثية بوجود الذكر مع الأنثى وآلية التزاوج هام جداً . وكلما كان مع غير الأقارب يكون المزج والتوزيع والانتشار أفضل .

إن حمل أفراد النوع الجينات الوراثية المتنوعة , والتي مصدرها الأساسي الطفرات , هو مفيد جداً لبقاء واستمرار النوع . فكلما كان أفراد النوع يحملون عدداً أكبر من أنواع الجينات , بشرط أن لا تكون ضارة وخطرة على حياتهم , كان ذلك أفضل لبقاء هذا النوع , في تعامله مع الأوضاع والظروف المتغيرة للبيئة . ربما لا تتغير الظروف وتظل ثابتة , ويبقى يحمل أنواعاً من الجينات التي ليس لها ضرورة في هذا الوضع ، فمن الأفضل حملها لأن الأوضاع مرجحة إلى التغير والتطور مع مرور الزمن .

يوجد هناك أنواع من الكائنات الحية مزدوجة الجنس نباتاً أو حيواناً ويمكن أن تلقح ذاتها ، ولكن هذا لا يخلط الجينات بين أفراد هذا النوع في هذه الحالة ويحد من كميتها ، فكل نوع يحمل جينات متطابقة بين أفراده وهي محددة بالكمية التي يستطيع حملها فرد واحد، وهذا لا يساعد على التعامل مع الظروف المتغيرة للبيئة والأوضاع لقلة أنواع الجينات التي يحملها هذا النوع , وهذا يهدد بقاء هذا النوع في حالة تغير الأوضاع بسرعة ، لأن بعض الأوضاع تتطلب عدة أنواع من الجينات المناسبة للتكيف معها يحملها أحد أو بعض الأفراد , ولكنها غير موجودة ولا يمكن الانتظار لحدوث طفرة تنتج هذه الجينات .

إن خلط وتوزيع الجينات على أفراد النوع يرفع كميتها لدى النوع ، وهذا يساعد على بقاء النوع إذا تغيرت الظروف أوالبيئة .

وهناك دور آخر لعملية التزاوج هو , أن عملية التزاوج لا يمكن أن يقوم بها إلا الأفراد الأصحاء الأقوياء المالكين للقدرات الجسمية والفكرية المناسبة للأوضاع والظروف الموجودة , وهذا يعني البقاء للأصلح , وهم الأفراد الذي يستطيعون التزاوج في تلك الأوضاع , وتبقى وتستمر جيناتهم الملائمة للظروف .

أي الذكور ينشر ذريته أكثر؟

إنه الذكر الأصح و الأقوى والأقدر على التزاوج مع الإناث فهو الذي تكثر وتستمر و تنتشر ذريته.
وكذلك الإناث الأصح والأقدر على الحمل والإنجاب والتي تستطيع أن تربي وتحمي صغارها , هي التي تستمر وتنتشر ذريتها , وهذا هو أهم آليات الانتخاب الطبيعي لأفراد النوع .
وبالنسبة لنا وبعد نشوء وتطور المجتمعات البشرية ، تم تشكل آليات ودوافع اجتماعية تساهم في تعزيز التزاوج والإنجاب ورعاية وتربية الأولاد . فكافة العادات والعقائد والأخلاق كانت تسعى إلى المحافظة على صفقات التزاوج بحيث يتعزز نمو وتطور المجتمع , نتيجة إنجاب وتربية الأولاد بشكل مناسب للأوضاع . ونشأت لذلك علاقات كثيرة متنوعة نتيجة المجتمعات المختلفة , تنظم التزاوج وتدعم تربية ونمو الأطفال بشكل مناسب لمجتمعها .

كيف تطور التكاثر
يعتقد بعض العلماء أن الحياة ظهرت على الأرض منذ 3,5 بليون سنة مضت. ومن المحتمل أن أوائل الكائنات الحية كانت الكائنات المجهرية أي الكائنات الحية أحادية الخلية التي عاشت في البحر وتكاثرت لاجنسيًا.
وقد تطور التكاثر الجنسي أيضًا في البحر، وتكاثرت الحيوانات البحرية جنسيًا عبر وسائل الإخصاب الخارجي. ففي هذه العملية، تطرح الأنثى بيضها في الماء، ويحدث الإخصاب بعد أن يطلق الذكر النطاف في الماء، ثم تتحد النطاف مع البيوض.

ويرى أكثر العلماء أن بعض الكائنات الحية تركت البحر لتسكن اليابسة. وقد شكلت البيئة الجديدة والجافة صعوبات لطرق التكاثر الموجودة، ولم يعد بمقدور الكائنات الحية طرح أمشاجها ببساطة على اليابسة ما دامت تلك الأمشاج ستجف وتموت.

* النباتات: يرى بعض العلماء أن النباتات طوّرت البذور، وهي تركيبات غير منفذة للماء تغلف الجنين (البيضة المخصبة). وتحافظ البذور على الجنين من الجفاف إلى أن يتوفر ماء كاف له للنمو.

* الفطريات: طورت شكلاً من خلية تكاثرية يسمى البوغ والتي تبدأ بالنمو حال توفر الماء.

* البرمائيات: تخصب البرمائيات، مثل الضفادع والعلاجيم، بيضها في الخارج في بركة أو مستنقع. ولا تحتوي بيضة البرمائيات المخصبة على مغذيات كافية للنسْل لتنمو بالكامل إلى أن يحين موعد فقس البيض. ونتيجة لذلك، فإن الحيوان البرمائي يمر عبر طور اليرقة بعد الفقس وقبل طور اكتمال النمو. وخلال طور اليرقة يجمع الحيوان الطعام الذي هو بحاجة إليه، ويأكله ليصل إلى النضج الكامل.

* الحشرات: طورت الحشرات بيضًا ذا قشور تحتبس الماء. وتستطيع الأنثى أن تضع البيض على أغصان وأماكن أخرى معرضة للهواء دون فقدانها للرطوبة. وفي أغلب الحشرات، يُخصَّب البيض عند مغادرته جسم الأنثى بوساطة النطاف المخزَّنة في بطنها.

* الزواحف والطيور: تتكاثر الزواحف بالتخصيب الداخلي. وهو عملية يقوم الذكر خلالها بإطلاق النطاف في فتحة بجسم الأنثى. وتُخصَّب البيضة داخل جسم الأنثى نظرًا لكونها محمية تمامًا من الجفاف. ويحتوي بيض الزواحف والطيور على كميات كبيرة من المغذيات داخل القشرة غير المنفذة للماء. وتتطور الذرية داخل البيضة ـ حيث تستهلك المغذيات كلها ـ إلى مكتمل نمو مصغَّر قبل الفقس.

* الثدييات: يتم التكاثر في الثدييات من خلال الإخصاب الداخلي. وكانت الثدييات البدائية ـ مثلها مثل الزواحف ـ تضع بيضًا، بخلاف نوعين منها وهما قنفذ النمل والبلاتيبوس اللذان مايزالان يعيشان حتى اليوم، بينما في بقية الثدييات الأخرى، كان الصغير يولد حيًا.

وهناك ثدييات أخرى يطلق عليها الجرابيات (الكيسيات)، تلد صغيرًا ناقص النمو إلى حد كبير، ويستمر نمو الصغير في جراب على بطن أمه ليتغذى بحليب أمه. وتشمل الحيوانات الجرابية الكنغر والأبوسوم والكوالا.
وتلد غالبية الثدييات نسلاً حسن النمو. ويتلقى الصغير وهو في جسم أمه .


مقارنة بين التكاثر اللاتزاوجي والتكاثر التزاوجي
التكاثر اللاتزاوجي (اللاجنسي) التكاثر التزاوجي (الجنسي
1- فيه يتم إنتاج فرد جديد عن طريق فرد أبوى واحد. 1- عن طريق فردين أبويين (مذكر ومؤنث) أو فرد خنث.
2- الأبناء تشبه تماماً الفرد الأبوي. 2- الأبناء لها صفات مشتركة من الأبوين.
3- يعتمد على الإنقسام الميتوزي 3- يعتمد على الإنقسام الميوزي
مثل: الأميبا وفطر عفن الخبز وفطر الخميرة والتكاثر الخضري لبعض النباتات مثل البطاطس والعنب. مثل: أغلب الكائنات الراقية في عالم الإنسان والحيوان والنبات.
مقارنة بين الإنقسام الميتوزي والإنقسام الميوزي

الإنقسام الميتوزي الإنقسام الميوزي
1- هو إنقسام الخلية إلى خليتين متماثلين كل منها تحتوي على (2ن) ويحدث في التكاثر اللاجنسي. هو إنقسام الخلية التناسلية (2ن) إلى أربعة خلايا تتحور إلى أمشاج كل منها يحتوي (ن)، ويحدث في التكاثر الجنسي.
يحدث فى الخلية الجسمية ماعدا الخلايا العصبية والتناسليه. يحدث فى خلايا المناسل وهى : الخصيه والمتك والمبيض.

لماذا خلقت الطبيعة الذكر؟
لازال يوجد اليوم حوالي 2000 جنس حيواني يتكاثرون بطريقة عذرية، الامر الذي يشير الى ان الكائنات الحية لم تنشا ازواجاً وان التكاثر الجنسي ليس امرا لامفر منه، بل انه نشأ في معرض خيارات التطور.
لماذا نشأ التكاثر الجنسي ؟.
التجربة تثبت انه إذا لم يقم جنس من الاجناس بالتكاثر الجنسي (بين انثى وذكر)، على الاقل بين الحين والاخر، فان انقراض هذا الجنس، على المدى الطويل، امر لامفر منه.
البيلوجيين كان يدعون على الدوام ان التكاثر الثنائي الجنس يحفز التطور الطبيعي .
غير ان هذا الادعاء ليس امر مفروغا منه. في الواقع هناك الكثير من العلاقات تشير الى ان التكاثر العذري هو الذي كان ينبغي ان يكون الافضل والاكثر فعالية للتكاثر.

مساوئ التكاثر الجنسي: بالدرجة الاولى فان من مساوئ التكاثر الثنائي الجنسي انه بطئ للغاية في تحقيق الزيادة العددية بالمقارنة مع التكاثر العذري.
مثلا لنفترض ان ذكر وانثى لنوع حيواني يتناكحون ويولد لهم صغيرين اثنين فقط ، وإذا كانوا من جنسين مختلفين يمكنهم ان يتناكحوا مع بعض ويحصلوا ايضا على صغيرين اخرين. وهذا الامر يمكنه ان يستمر على مر الاجيال، ولكن كل جيل يلد له مايكفي فقط للحلول محل الوالدين، وبالتالي فالقطيع لن ينمو ابدا. إذا استخدمت حيوانات اخرى التكاثر العذري سنجد ان الامر يتغير، إذ كلا الوالدين سيكونون اناث، وكل واحدة منهن تحصل على صغيرين بتلقيح عذري. هنا يكون تزايد القطيع مضاعف مع كل جيل جديد، وهذا سيؤدي الى مزاحمة الحيوانات الاولى (ذو التكاثر الجنسي) والقضاء عليها.

توجد اسباب اخرى تجعل التكاثر الجنسي يظهر وكانه استراتيجية خاطئة. عندما يقوم الذكور والاناث بخلط جيناتهم يوجد احتمال كبير لتفكك مورثات مفيدة وإعادة تركيبها مع اجزاء اخرى تفقدها فوائدها وتجعلها بدون قيمة.
يمكن مقارنة الامر مع المثال التالي. لنفترض ان ام ترغب في اهداء ابنتها سيارة مستعملة ولكنها تعمل بشكل جيد بالرغم إحتمال وجود بعض النواقص. التكاثر الجنسي يشبه الى حد ما ان تجد الام رجل اخر لديه سيارة اخرى، فيقومون بتفسيخ كلا السيارتين الى قطع اولية ويخلطونهم مع بعض ثم يعودون تجميعهم. هناك احتمالات كبيرة ان تحتوي السيارة الناتجة على اخطاء جدية لربما تصل الى حد عدم القدرة على تشغيلها اصلا.

التكاثر الجنسي هو الافضل بالرغم مساوئه
الابحاث البيلوجية تظهر ان التكاثر الجنسي وبالرغم كثرة سلبياته يبقى الخيار الافضل. احدى اهم افضلياته انه يقوم بتنظيف الجينوم من الطفرات الضارة التي تحدث بإستمرار.

الطفرات السيئة ليست مشكلة تشكل خطر فوري على النوع الحيواني الذي يتكاثر عذريا، لكون الانتخاب الطبيعي يقوم بمهمة القضاء على هذه الطفرات من خلال المنافسة بين افراد النوع الواحد. المشكلة تظهر اذا الطفرة السيئة اصابت احد الافراد الذي يملك، بشكل عام، باكيت من افضل الجينات ويتمكن من القيام بنشاطاته بشكل جيد من المنافسين.

طالما ان الطفرة قد تكون ليست مضرة على الفور او قاتلة، سيبقى الفرد المصاب بها قادر على الاستمرار بالمنافسة بفضل باقة من المواصفات التي تقدمها له بقية الجينات، وبالتالي سيتمكن من الحصول على ذرية. الانتخاب الطبيعي لايستطيع فرز الطفرات السيئة عن الضارة إذا لم يظهر تأثيرهم السلبي مباشرة في خضم عملية الانتخاب، وبالتالي فمن الممكن ان يأتي الوقت الذي تنتشر فيه هذه الطفرات الى بقية افراد القطيع.

التكاثر الجنسي جيد في الظروف الصعبة
عام 2006 برهن العالمين الامريكيين Susanne Paland and Michael Lynch من جامعة انديانا ان الطفرات المضرة تتجمع وتتراكم في الحشرات المائية من عائلة Daphnia, وهي عائلة تتكاثر عذريا. على العكس نجد ان التكاثر الجنسي يقوم بتصفية الطفرات الضارة عند الحيوانات التي تستخدمه. تماما كما هو الامر عند مجموعة من انواع من الحيوانات، تملك عائلة Daphnia القدرة على التكاثر من خلال كلا الطريقتين.

في فترة الصيف حيث يكون الطعام متوفر والحرارة مناسبة تقوم كائنات الدافنيا بالتكاثر عذرياً. هذا الامر يحدث من خلال ان خلية جنسية (بيضة) تنمو لتكون دافينة مؤنثة بدون ان يحدث تلقيح من خلية منوية قادمة من ذكر. الجيل الاول القادم من التكاثر العذري يكون فيه الصغار مختلفين جينيا عن امهاتهم ولكن الجيل اللاحق يصبح الصغار نسخة طبق الاصل عن امهاتهم. ولكون الصغار كلهم من الاناث فقط يتزايد القطيع بسرعة كبيرة ويستطيع استغلال الظروف المناسبة لفصل الصيف بفعالية كبيرة. ولكن عند قدوم الخريف واختلال الظروف تنمو قسم من البيوض الى ذكور وعندها يتحول القطيع الى التكاثر الجنسي.

الباحثين اعلاه قاموا بدراسة 28 مجموعة من الدافينات في الفترات التي كانوا فيها اما في مرحلة التكاثر الجنسي او العذري، ليتمكنوا من وضع خريطة 13 جين مختلف عند كل فرد، بحيث اصبح في مقدورهم التعرف على جميع الطفرات التي قد تحصل. خلال الملاحظة ظهر ان جميع المجموعات، بغض النظر عن طريقة التكاثر، يحصل فيها عدد متساوي من الطفرات المضرة الجدية في حين ان الطفرات المضرة بجدية اقل، تكون اكثر بأربع مرات عند المجموعات في فترة التكاثر العذري بالمقارنة مع التكاثر الجنسي.

هذا يعني ان الانتخاب الطبيعي يقوم بالتخلص من الطفرات القاتلة أو الضارة , ولكنه لايتمكن من التخلص من الطفرات الاقل ضررا. هذه الطفرات ستقوم بالتراكم في الحوض الجيني للمجموعة ويمكنها في المستقبل ان تهدد وجود المجموعة.

الحرب بين الطفيليات والقواقع : هناك افضلية اخرى للتكاثر الجنسي جرى ملاحظتها وتسجيلها عند القواقع في صراعها ضد الطفيليات. Hydrobia sp. نوع من القواقع يعيش في بحيرات نيوزيلند ويعاني على الاخص من طفيلي متخصص في اكل العضو التناسلي للقوقع ويجعله عقيم. في البحيرات التي يكثر فيها هذا الطفيلي تستخدم القواقع التكاثر الجنسي، في حين انهم يستخدمون التكاثر العذري في البحيرات الغير مصابة بهذا الطفيلي.

المزيد من البحث اظهر ان القواقع القادمة من التكاثر الجنسي تملك تنوع جيني غني بالمقارنة مع قواقع التكاثر العذري، وهذا الامر يعقد حياة الطفيلي. جوهر الامر ان الطفيلي منظم ليتغذى على نوع محدد من البروتين واي تغيير مهما ، مهما كان طفيفا، يجبر الطفيلي على اجراء تغيير مقابل له لاعادة التلاؤم. عندما تقوم القواقع بإستخدام التكاثر الجنسي يجري إعادة تركيب المورثات القادمة من الذكر والانثى مما يرفع احتمال حدوث التغييرات التي تعقد حياة الطفيلي. من هنا نرى افضلية التكاثر الجنسي الذي يقوم بخلق المزيد من الاحتمالات ويفتح الطريق لفرص جديدة تبقي الطفيلي بعيدا.

لعبة الزواج
الأنثى مهيأة أو مبرمجة على أن تغري وتشوق الذكر وتتمنع "شم ولادوق" , وعندما تجد الذكر الذي تراه مناسباً يسعى إليها ويرغب بها , تتقدم بطلباتها وشروطها .
وكذلك الذكر مهيء فزيولوجياً وعصبياً وفكرياً للانجذاب نحو الأنثى " تأثير الأنثى الجميلة على دماغ الرجل ", وهو غالباً ما يسعى لتحقيق طلباتها فهو مهيأ لذلك .
والمكافأة حصول كل منهما على الحب واللذة , فكل منهم عندما يأخذ يكون يقوم بالعطاء في عملية التزاوج .



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة والإنصاف والمساواة بين البشر
- والتعصب الانتماء والعنصرية
- إن التنويم المغناطيسي حقيقي , ولكن من ينوّم الآخر
- التفكير الأولي والتفكير بالتفكير
- أمنّا الحياة
- محاولة لفهم الأسس العصبية للأحلام
- كيف نشأت أنظمة الحكم الديمقراطية ,وكيف نطورت.
- نحن البشر كيف نفكر
- العلم أم الفن
- حل لغز - سبعة -
- كيف نبنى أحكامنا .
- الإيحاء وغسيل الدماغ
- الإعلام الورقي والإعلام الإلكتروني
- غريزة المعرفة . الفلسفة من منظور العلم
- العبقرية والإبداع لا تورث
- محاولة لفهم لغز الوعي
- دور ووظيفة الدين
- دماغ الإنسان , كيف يفكر أسس التفكير السببي والمنطقي لدينا
- العلم والفلسفة والفن
- الإرادة , الحرية , السلطة


المزيد.....




- من دبي.. إطلاق مكتبة للتأثيرات الصوتية تساعد المصابين باضطرا ...
- فيديوهات لملابس عمل -قبيحة- تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي با ...
- بيانات تكشف واقع عدم المساواة بين الجنسين في العالم
- هل بخّرت قنابل إسرائيل الحرارية جثثا غزية وحولتها إلى رماد؟ ...
- تقرير دولي: نحو 282 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي ال ...
- ما هي الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد البلاستيك ...
- إدارة الغذاء والدواء الأمريكية: العثور على بقايا إنفلونزا ال ...
- دراسة: الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفا من البشر.. ولكن!
- بحيرة زجاجية مذهلة من الحمم البركانية على سطح قمر آيو
- ناسا تحث على توحيد الجهود لمواجهة التغيّر المناخي


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - التكاثر لدى الكائنات الحية , ونشوء الذكر والأنثى