أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - تأملات سوداء في أمعاء بشرية














المزيد.....

تأملات سوداء في أمعاء بشرية


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 02:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما نتحدثُ مع بعضنا : تكونُ الكلماتُ قاسية ، يمرُّ المرءُ عليها كما لو أنه يسيرُ على بلاطِ شارعٍ مرصوفٍ بصورةٍ سيئة . الأشياءُ الأكثر رقة تصبحُ أقداماً ثقيلة الحركة ، ولا نستطيعُ فعلَ شيءٍ لها. إننا مثبتون ببعضٍ في الطرق ، أصطدمُ بك وأنتَ تصطدم بي - لا أجرؤ على الحركة ، وأنتَ أيضاً . وعندما نصلُ إلى بعض الأشياء ، التي هي ليست بالضرورةِ أحجارَ طريقٍ ، نرى فجأةً ، بأننا نملكُ ألبسةً مُقنعةً وأقنعةَ وُجُوه ، نعملُ بحركاتٍ مدورة .. لنصبح فجأةً حزينين ومنهكين . هل كنت ذات يوم متعباً مع أحدٍ كما أنت معي ؟ ....
فرانز كافكا


الأمعاء بقسميها الدقيق والغليظ تبلغ أكثر من عشرة أمتار ، مسيرة طويلة جدا تقطعها اللقمة حتى تصل لمستقرها الأخير كنفايات ليس إلا ، تتناول هذه المقالة التشابه الكبير بين النفاية وبين البشر ، التفاعل والصرع بين ما هو علوي وبين ماهوسفلي قائم على مفهوم النفاية ، الرجل يعتبر المرأة نفاية والحاكم يعتبر شعبه نفاية والمعلم في الصف يعتبر تلاميذه نفايات وغيره ، تلك الشفرات تنطبق على الشرق ، الشرق العفن المنافق الحاقد حتى على نفسه .. قبل يومين حدث عند جارنا حفلة زفاف وطبعا يجب أن أحضر لتقديم التهنئة في كرنفال بائس للتكاثر ، الناس هنا في هذه المنطقة من المجرة لا يتزوجون إلا للتكاثر ، ولا يتزوجون لغرض الجنس ( الجنس بمفهومه المقدس البعيد عن الاحتقان الهورموني ) ، مادام هناك حالة فصام بين الجنس والحب والتكاثر نبقى ديدان في قناة معوية، قناة معوية عراقية عاشت في فترة الحصار لا يأتيها إلا الحجر المطحون مع الطحين ( !!! ) .. تأخر العشاء قليلا ، الجالسون يتملكهم الشحوب ، العشاء تأخر والجالسون قلقون ، كنت أراقبهم بتركيز ، كنت أراقب الوجوه المصفرة ، بدأت المواضيع والمناقشات تصبح غاضبة أكثر ، سئلت الجالس بجانبي : هل سيبقى الرئيس مرسي في الحكم ؟؟ أجابني : من هو مرسي ؟ ... عذرته حينها الأفكار عنده ليس في الدماغ بل في الأمعاء ، أنه جائع الآن .. جاء العشاء أخيرا ، وبعده أجتمع الناس عند الشاي ، كانت وجوههم محمرة من اللحم ، والبطون منفوخة ليس شبعا ولكن مرضا ، أعدت السؤال لصاحبي عن مرسي .. أجابني حينها بالأتي : لقد قتل الشيعة لهذا لن يبقى !!. الشعب العراقي حزين على مقتل شحاته ولا يهمه من يموت كل يوم بالعشرات ، من هو شحاته ؟؟ هل هو ثيمة لخيبتنا وزيفنا التاريخي ؟؟
المهم هنا تأملت جدا كيف تغير الجواب عند الرجل ، ونفسيا أدعوكم سادتي للتجربة الآتية : أسئل أي شخص سؤال ، واعده بعد فترة معينة ، نلاحظ بأن نسبة 30 % من الجواب ثابتة ( جوهر الخبر ) وألــ 70 % تتغير بالكامل ، تلك مشكلتنا التاريخية في كتابة الواقع وكتابة المهزلة الكبرى الممتدة من العباءة المثقوبة لرجل دين ورقم رصيده يساوي عدد شعرات لحيته المباركة إلى مبنى المخابرات التي يحاك فيها السؤال اليومي : كيف حال الخرفان هذا اليوم ، وتأتي الإجابة ، أنها كثيرة والبرسيم لا يكفي ، تقتل بعضها بكلب مفخخ ، والكلب يقتل ، ومدرب الكلب يقتل ولا يبقى إلا الرئيس في النهاية ( !!!! ) .. ابتعدنا عن موضوع الوليمة ، نرجع أليها ولكن من زاوية أخرى أنثربولوجية ، مصطلح ( العظّام ) / فتحة على العين الهبلة وشدة على الظاء التافهة / كلمة في اللغة العراقية الدارجة ، تعني من تشغله أمعائه أكثر من شيء أخر ، يهتم باللحم كثيرا كأي مفترس تافه ، هناك مقاربة لهذا المصطلح وتعود للقرنين السادس عشر والسابع عشر ، كان الناس متخمون ، سمنة مفرطة جدا ، لوحات القرنين تبين هذا ، له علاقة بالمجاعات التي اجتاحت العالم في تلك الفترة ، كانوا يسمنون خوفا من مجاعة قد تأتي في أي لحظة ، ومحايثة مع السيد ( عظّام ) تعود لفجر التكوين الأول ، قابيل وهابيل ، وقصة الاختبار الشهيرة ، طلب الله منهما تقديم قربانين ، هابيل قدم خروف مشوي / كما يحدثنا التلمود / وقابيل قدم بعض المزروعات ، تقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل !!!! ، هل كانت السماء ( عظّامة ) هي الأخرى ؟؟؟
الحياة كما أفهمها (و ياليتني لم أفهمها ) ليست مجموع صفري بالغالب ، الصفر وهم ، والرمادي حيث يتماهى الأبيض والأسود معا في نفس المكان ، دائما يقيم الكذب والصدق معا في نفس البيت ، الكل يدعي البياض وينكر سواده وظلمته ، من هذه النقطة ولدت تعقيدات ( شتراوس ) حيث يقول : ) الحقيقة ينبغي أن تكون سرا ، لايعلمها الناس ، أما الجهلاء والغوغاء إذا عرفوها لا يجدون فيها إلا الخرافات ، فينبغي أن تبقى محل معرفة الحكماء فقط ) ، نفس جوهر فلسفة أخوان الصفاء والماسونية ، العالم خراب والجرذان ترثه ، العاقل يشعر بالوحدة ويرتجف طوال الوقت ( حسب نيتشه ) ، هل توجد إجابة ؟؟؟؟؟
لا أعرف .... وليس المهم تقديم الإجابات في زماننا الأغبر ، زمن الخيانة وزمن أنصاف البشر ...
أكتفي بهذا المكتوب وشكرا لكم ...
كتبها لكم نصف تافه ونصف بشري



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة الشيوعية الأخيرة
- بشر يأكل بشر في صحن الفقه الشافعي
- سأهبك طبشورا يابشار
- النانو - بارا سيكلوجي .. محاولة فلسفية لشرح أحجية ما
- تحليل سوسيولوجي بنكهة العرب
- أزمنة وثورات .. ونساء !!
- أنصاف عرب وأرباع عرب .. واقل !!
- إلى .. كارمن
- من وحي إله المتاهة
- شعب ياكل ربه إذا جاع
- الكاربون المصاب بالضجر
- عالم علاء الدين المضطرب .. أغتصاب الأطفال من الناحية النفسية
- أصل المتاعب كانت مهارة قرد .. كتابة برائحة العفن
- فانوس نيتشه السحري .. ومضات شعرية
- ثمة بقرة مجنحة مرسومة هنا .. تحليل نفسي
- نحو تفكيك ناجح لشهر رمضان
- لوط في المصيدة
- ماتركس الذئبة المتعددة الشهوات
- جاموسة مرسي التي باضت ذهبا
- ملاحظتين في الأنثروبولوجيا .. يكتبها حيوان بشري


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - تأملات سوداء في أمعاء بشرية