شتم الذات كرديا

مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 18:10
المحور: القضية الكردية
    

ثمة أمر ملفت للنظر لدى بعض (النخب) الكردية التي تدعي العلم و المعرفة من خلال سوقها لبعض المصطلحات دون إدراك ماهيتها
يتباهى البعض بين الفينة و الأخرى بكونه مستقل و حيادي و كأنهما صفتان إيجابيتان كافيتان ليفتخر بها مدعيها ،و هو ادعاء ينم عن جهل صاحبها بمعناها الحقيقي و تشبه شخصا يشتم نفسه بلغة تعلمها حديثا من حيث يعتقد أنه يشتم الآخرين.
بالنسبة للحياد(شخصيا لست حيادي و لن أكون) فهي من أبشع الصفات و الاتهامات التي تلصق بإنسان ما و تحط من قدره حتى لما دون مستوى الحيوانات(إذا ما نظرنا بصورة دونية للحيوان ) لأن الجمادات فقط هي التي تتمتع بالحياد،لأنها لا تمتلك إحدى خاصتين:العقل أو الشعور
ما عدا ذلك فلن تستطيع الكائنات الحية(و من بينها الإنسان)أن تكون حيادية فالدراسات النفسية تؤكد أنه حتى الرموز الرياضية المجردة لا يمكن أن تكون حيادية و بمعزل عن الأحاسيس و الأفكار و المشاعر و القيم و بالتالي فكل من يفتخر بكونه حيادي إنما يؤكد(من حيث يدري أو يجهل)أنه عبارة عن جماد لا إحساس فيه و لا إنسانية أي أنه بالعامية(حيط)
أما بالنسبة للمستقل فالمؤكد أن الاستقلالية تتطلب من بين ما تتطلبه مجموعة من العوامل لا تتوفر عادة في صاحبنا المستقل و لعله من أبرز مواصفات الاستقلال المتعارف عليها في الأعراف السياسية هو انضواء مجموعة من البشر في أطر تنظيمية لتحقيق الاستقلال إذ أن اكتساب الاستقلالية بحاجة قصوى لحشد الطاقات الفردية المتفرقة في إطار من القوة الجماعية لتوحيد تلك الطاقات و تشكيل القوة اللازمة لتحقيق الاستقلالية تماما كتوحيد روافد كثيرة في نهر واحد و إنشاء سد ما للاستفادة من تلك الطاقة الموحدة و لا اعتقد أن هؤلاء(المستقلين) يمتلكون تلك القوة التي تحفظ لهم استقلالهم المزعوم
و المضحك في أمر(مستقلينا العباقرة)أنهم يستخدمون كلمة مستقل بمعنى أنهم غير منظمون في أطر تنظيمية وهم يجهلون أو يتجاهلون أن كلمة مستقل ليست معاكسة لكلم تنظيم و التعبير الدقيق الذي يعبر عن هذا المعنى معنى يجب أن يكون(أنا فلتان)و ليس (أنا مستقل)لأن الفلتان هو عكس التنظيم و ليس المستقل

#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل