|
اهواك بلا اسباب
جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 09:45
المحور:
الادب والفن
اهواك بلا اسباب
خُذِي أَفْكَارِي وَبَعْثِرِيهَا حَيثُ تَشَائِين، بَعْثِرِي جَسَدِي، بَعْثِرِي قَلْبِي، فَقَدْ قَرَّرْتُ أَنْ أَهَبَكِ نَفْسِي دُونَ العَالَمِين، وَلَسْتُ اَنْتَظِرُ أَنْ أَكُونَ فَارِساً لِأَحْلَامِكِ، وَلَا أَنَا بِمُنْتَظِرٍ.. أَنْ تَكُونِي لِي مِنَ العَاشِقِين، وَيَكْفِينِي أَنْ أَكُونَ مَعَكِ فِي نَفْسِ الزَّمَانِ، وَفِي نَفْسِ المَدِينَةِ، وَيَكْفِينِي، أَنْ أَكُونَ بِكِ مِنَ المُعْجَبِين، اَهْوَاكِ.. بَعِيدً عَنْ كُلِّ المَعَانِي، عَنْ كُلِّ الطُّرُقِ المُتَعَارَفِ عَلِيهَا فِي الحُبِّ، بَعِيدً عَنْ الأَنَا، اَهْوَاكِ.. إِنْ كُنْتِي سُمَاً، فَإِنِّي أَوَّلُ الشَّارِبِين، وَإِنْ كُنْتِي حُورِيَةً فَإِنِّي أَوَّلُ المُنْتَحِرِين، أَمَّا إِن كُنْتِي جَحِيماً.. فَأَنَا أَوَّلُ الكَافِرِين، إِن كُنْتِي حَجَرً، إِن كُنْتِي ثَمَرً، أَو فِي أَي شَيءٍ تَتَمَثَلِين، أَنَا مَجْنُونٌ بِكِ يَا مَولَاتِي.. فِي زَمَنٍ يُعْدَمُ فِيهِ الحُبُّ، وَتُجْلَدُ فِي الشَّوَارِعِ اَجْسَادُ المُحِبِين، مَجْنُونُكِ أَنَا، وَأَفْتَخِرُ بِأَنِّي فِي حُبِّكِ، لُقِّبْتُ بِسَيِّدِ المَجَانِين.. مَولَاتِي أَنَا لَا أُبَالْغُ، وَلَيسَ فِي نِيِّتِي أَنْ أَسْتَجْدِي العَطْفَ مِنْكِ، وَلَكِنِّي أَنَا ذَاكَ الرَّجُلَ الَّذِي لَا تَتَخيّلِين، كَيفَ أُثْبِتُ لَكِ وَلَائِي، كَيفَ أُثْبِتُ جُنُونِي، كَمْ مِنْ حُجَةٍ يَا عَزِيزَتِي تَحْتَاجِين، كَمْ مِنَ الأَدِلَّةِ الدَّامِغَةِ، كَمْ مِنَ البَرَاهِين، لَقَدْ خَلَقْتُ الشَّمْسَ لِأَجْلِ عَينَيكِ، وَجَمَّلْتُ القَمَرَ باِبْتِسَامَتِكِ، وَأَلْغَيتُ لِأَجْلِكِ يَومَ الدِّين، وَأَلْغَيتُ كُلَّ مَرَاسِيمَ العِبَادَةِ، وَتَخَلَّيْتُ لَكِ عَنْ عَرْشِي، وَصِرتُ لَكِ مِنْ العَابِدِين، إِنْ كُنْتِي وَلِيةً صَالِحَةً، فَأَنَا أَوَّلُ المُرِيدِين، وَإِنْ كُنْتِي نَبِيَّهً، فَأَنَا أَوَّلُ المُصَدِّقِين، أَمَّا إِنْ كُنْتِي إِلَاهَةً، فَإِنِّي أَوَّلُ السَّاجِدِين، وَأوَّلُ المُؤْمِنِين، وَأوَّلُ التَّائِبِين، وَأوَّلُ المُسَبِحِين، وَأوَّلُ الخَاشِعِين، وَقَبْلَ كُلُّ ذَلِكَ يَا قَمَرِي، سَأَكُونُ لِمَلَكُوتِكِ أَوَّلَ المُبَشِّرِين، خُذِي مِنِّي جَسَدِي، خُذِي أَفْكَارِي، خُذِي كُلُّ مَا هُو أَنَا، حَتَّى تَرْضِين، وَحِينَ أَمُوتُ يَا مَيْسَائِي.. وَصِيَّتِي أَنْ تُشَيِّعِينِي أَنْتِ فَقَطْ، فَلَسْتُ بِحَاجَةٍ لِحُشُودِ المُشَيِّعِين، ثُمَّ قِفِي عَلَى قَبْرِي وُاِشْهَدِي، بِأَنِّي كُنْتُ فِي حُبِّكِ الصَّادِقَ الأَمِين، وُاِشْهَدِي بِأَنِّي كُنْتُ ذَاكَ المُخْلِصَ، وَأَنِّي مَا عَرفْتُ الخِيانَةَ يَوماً، فَأَنْتِ أَصْدَقُ الشَّاهِدِين، اَهْوَاكِ بِلَا مُقَابْلٍ، بِلَا ثَمَنٍ، اَهْوَاكِ بِلَا أَسْبَاب، وَسَعِيدٌ يَا حُلْوَتِي، بِمَا عَلَيا تَتَصَدِّقِين.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نَهْدَيكِ نَارٌ وَلَهَبْ
-
الوجه الآخر للعذاب
-
قبليني
-
أين أنتِ
-
صرخة في وجه الاسد
-
هذه مملكتي
-
لا تدعيني أغرق
-
لا ترحلي
-
لاجئ سياسي
-
علماني وافتخر
المزيد.....
-
الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما
...
-
أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات
...
-
انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
-
ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
-
مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ
...
-
حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم
...
-
فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة
-
غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض -شاهد- التفاعلي با
...
-
بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك
...
-
استقبل تردد قناة MBC2 على جميع الأقمار الصناعية لتستمتع بأفض
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|