أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فيصل عبد الرحمن الملوحي - ثورة الشكّ














المزيد.....

ثورة الشكّ


فيصل عبد الرحمن الملوحي

الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 10:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ثورة الشكّ




ثورة، انتفاضة، تمرد، حركة... ألفاظ تتقارب معانيها وتتباعد، لن يكون لها نصيب من الجدل في هذا البحث.
لن نعود إلى التاريخ القديم، ولن نتعامل مع ثورة العبيد، ولن نناقش ثورة الزطّ ( الزَّنج)، فهما بحاجة إلى دراسة تاريخية أعمق ، وتوثيق للحقائق، وستخرجان بنا عن مسار بحثنا. ولن نتكلّم عن الثورات ضد المحتلّ الغريب، وإنّما سنقتصر على ثورات قريبة، ثورات لشعوب على حكام يعيشون معهم في أرضهم، سواء أكانوا من أبناء جلدتهم أم طارئين.

وإنّما سنرافق هذه الحركات في مسيراتها، ونتساءل عن:
أولا: - أهدافها:

تتكون أهداف الشعوب نتيجة معاناة طويلة من ظلم أو قهر أو جوع أوفرض رأي محدد... فالثورة الفرنسية كان لها هذا الثالوث: الحريّة – المساواة – الأخوّة، وركزت الثورات العربية في القرن الواحد والعشرين على الحرية والكرامة الإنسانية للفرد، وغابت مثلاً عنها أيّة فكرة اقتصادية.

ثانياً: - وضوح هذه الأهداف و التوافق عليها:
لنتتبع لأهداف الثورات يجد الجماهير تندفع إليها بأرواحها وأجسادها، وتبذل الغاليَ والرخيص للحصول عليها، ولكن ليس لهذه الأهداف تحديد واضح، وقد حار المنظرون من قبل في تحديد معنى الحرية مثلاً، ولكنهم لم يجتمعوا على تحديد دقيق واحد ، فكان الأولى أن تقع الجماهير في هذا المطبّ، وأن يختلفوا في معانيها.
ثالثاً: - ثبات هذه الثورات على أهدافها:
تفرض تطورات الثورة تغييراً أكيداً في مطالب الجماهير، لذلك كان من الصعب أن تثبت الثورة على أهداف واحدة، وبخاصة أن هذه الأهداف تتدخل الظروف في تحديدها. فربما تخلت عن هدف أوأكثر، وربما وجدت خلال الدرب أهدافاً أخرى تبنتها.
رابعاً - مشكلة التآمر على الثورة أو تآكل أفرادها وانقضاض بعضهم على بعض:

في المسيرة تجد الثورة معضلات تحارفي حلها، فقد تجد مندسين في صفوفها، يحاولون بطرق شتى الانحراف بها عن مسارها، فتعود الأمة إلى ما كانت عليه ، وربما تجد نفسها في نهاية الطريق في حال أخرى لم تعرفها من قبل.
ولكن هذا الانحراف عن الهدف قد لايكون واضحاً، فقد ينحرف أصحاب هذه الأفكار الثورية بنيّة سليمة، وهم يبحثون عن سبل تكون ملتوية أحياناً للوصول في ظنّهم إلى أهداف الثورة.
ولكن من يستطيع الجزم بأحد الرأيين؟ لذلك لابد من وقوع الاضطراب والفوضى والقتل والتشريد لأفراد الثورة قد تكون في ظنّ القائمين بها لصالح ثورتهم، وقد تكون تخلّصاً من الثوار الصادقين.

ويضيع المتأمل بين الحقيقتين المرّتين.

لو نظرت إلى الثورة الفرنسية مثلاً لرأيت شعاراتها ينادى بها اليوم، ولكن أليست الحرية مهضومة بأساليب ملتوية، تخلصوا من الإقطاع، ولكن ألم يحلّ آخرون محلّ أصحابها، انظر إلى واقع حرية الفكر، ألا ترى أن كل جماعة من العامة تردّد رأي صحيفة أو حزب كالببغاوات - إلا من عصم ربّك !!-
أليس ماقاله الكواكبي حقيقة:
نادى الكواكبي بالتخلص من الاستبداد ، ولكنه نهى عن مقاومته بالعنف أو مقاومته قبل تهيئة البديل. فلا معنى برأيه لمقاومة مستبد بجلب مستبد آخر، ولو عبر نيل الحرية عرضاً، لأنّ الحرية حسب قوله لا تلبث أن تنقلب الى «فوضى» و«استبداد مشوّش أشد وطأة». ويبدي الكواكبي تشاؤماً من الثورة لأنّها «غالباً تكتفي بقطع شجرة الاستبداد ولا تقتلع جذورها، فلا تلبث أن تنبت وتنمو وتعود أقوى مما كانت أولاً». وقد يُعزى هذا الحذر الشديد لدى الكواكبي من الثورات إلى فقدان ثقته بعوامّ الناس الذين برأيه لا يثورون غاضبين في وجه المستبد غالباً، إلا انعكاساً لأحوال مهيجة فورية، كمشهد دموي يفتك به المستبد بمظلوم أو عند إهانة المستبد المتمادية لدين العامة، أو موالاته الشديدة لمن تعدّه الأمة عدوّاً لها. ويرى الكواكبي أنّ التوعية السياسية هي الحجر الأساس الذي يبدأ بفرد وينتهي بأن يشمل الأمة التي تصبح حينها فقط مستعدة قادرة على الغلبة.
فهل نأمل خيراً في هذه الثورات التي تلتف حول أعناقنا؟



#فيصل_عبد_الرحمن_الملوحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صيد خاطر غربيّ: لحية رجل، وعفاف المرأة
- انتفاضات العالم العربيّ والمقاومة الفلسطينيّة


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فيصل عبد الرحمن الملوحي - ثورة الشكّ