الشيخ إمام : تحياتي .. موعدنا الإستعمار القادم

وليد مسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 16:39
المحور: كتابات ساخرة
    

قد يستغرب كثيرون من العنوان، وأنا الشغوف بموسيقى الشيخ إمام و بجنون أحمد فؤاد نجم, فقط أردته صادماً لعله يحدث الزلزال الذي اتمنى يا يجتاحني ويجتاح أبناء بلدي.
الفن قيمة، دعوة إلى الحلم... الى التحرر .. الى الانعتاق. ولكن أي تحرر و أي انعتاق؟ أهو التحرر من الخوف الذي يسكننا أم من المخيف الذي يجثم على صدورنا ؟ أم من الإثنين ؟
أنا اخترت الشيخ إمام عيسى ذلك الذي عشت معه أحلى لحظات نشوتي وطربي و جنوني منذ نعومة أظفاري. ولكن المفصلي في الأمر انني كنت لا أطرب إلا إلى من يذكرني انني مستعبد .. أن ذلك المخيف مازال مرابط أمام ناظري، انني لست كباقي سكان هذا العالم اللامنصف، الظالم، الطبقي حد النخاع , أن انسانيتي لم تكتمل بعد ...
يقول صديقي الشيخ إمام " اتجمعوا العشاق في سجن القلعة ..." طبعاً يقصد المناضلين الوطنيين الذين كانوا يسجنون من أجل مصر و تونس والسودان و سائر دول الإستعباد العربي ، ولكن هل يسجن اليوم من يعشق الوطن ؟ لنفكر في الأمر بكل واقعية ؟ ويقول صديقي أيضاً :" أطلق كلابك في الشوارع واقفل زنازينك علينا واثقل علينا بالمواجع ... إلخ" أما مازال هذا ممكن ؟ هل كل من يناضل اليوم عرضة للسجن والتعذيب ؟ لا أظن.
صديقي هذا يحيلني إلى ثقافة مقيتة وعدوة للإنسان الحر، وإن كانت لا غنى عنها للشعوب المضطهدة، هي " ثقافة جلد الذات " التي من المفروض أن التونسيون خاصة قطعوا معها أو بصدد دفنها و قبول عزائها . نحن بحاجة إلى مرحلة جديدة من الفن .. الفن الذي يشجع على الحياة .. على الحب .. على ملء الصدر بنسائم الحرية ... لا الذي يدعو إلى نكران الذات وعشق السجون.
صديقي الشيخ إمام عليك أن تعذرني وإلا فانت لست ثورياً ولست واقعياً.. ولست إنساناً. كم تمنيت أن لا اكتب هذا ولكن يا صديقي "الشيخ" للحرية حسابات أخرى !
قبل أن اختم، حبيبي "الشيخ" الإستعمار العروبي البدوي في الأفق .. قد نلتقي و يتجدد الألم.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل