المؤامرة علي سوريا

نبيل زكي

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في تزامن مكشوف ولافت للنظر.. يقرر محمد مرسي قطع العلاقات مع سوريا وإغلاق السفارة السورية في القاهرة وسحب القائم بالأعمال المصري من دمشق.. في نفس الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأمريكية عزمها علي إرسال أسلحة متطورة للمعارضة السورية وتحشد ثلاثة آلاف جندي من مشاة الاسطول الأمريكي وطائرات اف – 16 وصواريخ باتريوت في الأردن وعلي الحدود مع سوريا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه التطورات الأخيرة شكل استعدادات لغزو أمريكي لسوريا، وتسعي فيه واشنطن إلي تحويل القتال هناك إلي حرب طائفية ومذهبية وعرقية وقومية تمتد نيرانها إلي لبنان بعد أن نجح الأمريكيون في إشعالها في العراق… في نفس هذا الوقت، ترتفع أصوات في القاهرة للدعوة إلي مواجهة بين السنة والشيعة.. (فقد حان وقت «الجهاد»!!) وهو نفس المخطط الأمريكي- الإسرائيلي لتحويل المنطقة إلي دويلات طائفية ومذهبية متناحرة.

إذن.. هناك توافق- بل تطابق- بين الجماعة الحاكمة في مصر.. وبين أمريكا راعية إسرائيل في مشروع التدخل العسكري الغربي في سوريا.

والرئاسة في القاهرة تشجع المصريين علي القتال في سوريا اتساقا مع موقف واشنطن الداعم للقتال ضد الجيش النظامي السوري لتصفيته بعد تصفية الجيشين العراقي والليبي.. ومع الموقف الأمريكي الذي يستعد لفرض إقامة منطقة حظر جوي بعمق 40 كيلو مترا داخل الأراضي السورية تحت حماية الطائرات الأمريكية.

هل الدعوة لإرسال لواء مصري ليقاتل في سوريا.. هي – في حقيقة الأمر- مطلوبة لإعداد آلاف من عناصر جماعة الإخوان للتدرب علي استخدام الدبابات والصواريخ المضادة لها والأسلحة الأخري، وتجهيزهم بملابس ضباط وجنود الجيش.. لاستخدامهم، في اللحظة المناسبة، في انقلاب عسكري إخواني؟

وقد تم التمهيد للخطوات الأخيرة عن طريق «فبركة» اتهام للحكم في سوريا – علي حد التعبير الرسمي الروسي- باستخدام اسلحة كيماوية.. وهو اتهام لم يوافق عليه السكرتير العام للأمم المتحدة وكذلك المنظمة الدولية للصليب الأحمر ولجنة التحقيق المستقلة التابعة للمنظمة العالمية .

إنه نفس سيناريو الغزو الأمريكي للعراق عقب إطلاق اكذوبة وجود أسلحة دمار شامل هناك.

وبعد مرور 27 شهرا من القتال، وبعد مقتل أكثر من مائة ألف سوري وخسائر اقتصادية تجاوزت 85 مليار دولار، لا يريد الأمريكيون واتباعهم التراجع عن تحقيق هدف التدمير الكامل لسوريا -كدولة وجيش- وتقسيم البلاد إلي إمارات طائفية ومذهبية وعرقية واستكمال أهداف الغارات الإسرائيلية.. الأخيرة علي سوريا.

هل يريد محمدمرسي أن يصرف أنظار المصريين بعيدا عن التحرك الشعبي الهائل يوم 30 يونيو؟

في هذه الحالة، ليس من المستبعد أن يطالبنا بالقتال ضد اثيوبيا..أيضا؟

وفي ضوء تجربة الشعب المصري.. فأن الشعب السوري ليس مستعدا لإحلال ديكتاتورية استبدادية دينية متطرفة تابعة لواشنطن محل ديكتاتورية بعثية يفرضها بشار الأسد.. فالثورة تعني التغيير إلي الأفضل وإلي الأمام.. وليس الارتداد إلي مجتمع البداوة والسير في ركاب دويلة خليجية اسمها «قطر»(!!) والتعاون السري والعلني مع إسرائيل.

#نبيل_زكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات