ميريال باردون
الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 08:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سيصوت الناخبون الإيرانيون هذه الجمعة 14 يونيو لانتخاب رئيس جديد. Fariborz Raisdana الذي يعيش في طهران، حيث سجن لمدة عام لانتقاده السياسة الاقتصادية للحكومة، 64 سنة، اقتصادي يساري وكاتب، يعتقد أن هذه الانتخابات "مثيرة للسخرية". إنه رجل نحيف ولكن حازم، إلتقته مراسلتنا الخاصة، ميريال باردون في منزله بطهران. وعلى الرغم من المخاطر، قال انه سيقدم شهادة مؤثرة، بدءا من ظروف حياته في السجن.
- كيف عشت في السجن؟
Fariborz Raisdana: السجن هو السجن، لقد تعودته، ربما أصبح أكثر صعوبة لأن لدي 64-65 عاما. لكن في الوقت نفسه، التقيت العديد من الشباب، طلاب سابقين لي. كانوا في غاية النشاط، و على دراية جدا، وملتزمين بمستقبل بلدهم. لقد أدهشهم الوضع الاجتماعي. لقد رحبوا بي. رغم مراقبة الحراس نظمنا دورات، رغم أنهم لم يسمحوا لنا بالتجمع إلا أننا قمنا بذلك. هذه المرة كان الأمر واعدا، مليء بالأمل لكنه أصعب بسبب التغذية والصحة. لقد كنت مريضا و لم أشفى إلا حوالي شهر.
- هل سبق لك أن تعرضت لسوء المعاملة؟
ليس هذه المرة. أول مرة تم اعتقالي فيها، تعرضت للاعتداء طيلة مدة 5 أيام. قيدوني على الجدار ولم يسمحوا لي بالتحرك مدة 7-8 ساعات. ثم أعطوني 10 دقائق، ليس أكثر من ذلك. ولكن هذه المرة، فالعدالة هي التي وضعتني في السجن بعد إدانة بسنة واحدة.
- ماذا يمكن أن تخبرنا عن حالة حقوق الإنسان في إيران؟
يتم انتهاك حقوق الإنسان في إيران باستمرار في العديد من الجوانب. في السجن، التغذية غير مناسبة. لمدة عام، حصلت فقط على فقط 20 غراما من اللحوم لأكله. وكان الوضع الصحي سيء للغاية. ولا يسمح للسجناء برؤية عائلاتهم. يمكنهم فقط التحدث عن طريق الهاتف من وراء زجاج نافذة . و ليس من السهل زيارة المستشفى، حتى إذا أديت الثمن، حتى لو كنت مريضا حقا. لكن في نفس الوقت كنت سعيدا لأننا قاومنا. لقد قمنا بالاحتجاج كثيرا، صرخنا. لقد قمعونا لكننا كنا نكرر الأمر مرة أخرى. كنا ننتقد الوضع في السجن والوضع السياسي للبلد، للمجتمع.
- إن الوضع الاقتصادي كارثي، الأسعار في ارتفاع مستمر. إنك خبير اقتصادي، يمكن أن تقول لنا لماذا؟
لا أستطيع أن أقول إنها بسبب السياسة الحكومية السيئة. إنها بسبب بنية المجتمع نفسه. القوة الاقتصادية في أيدي أقلية. تمتلك البرجوازية العقارات. لدى تجار البازار ورجال الدين والجيش ... جميعا إيديولوجية مشتركة وهي الإسلام. ولكن الفوائد التي يجنوها من وضعهم لا تسمح لهم بتحسين أوضاع الناس. لا يمكنهم الذهاب في إعادة توزيع الدخل أو إلى مزيد من المساعدات.
- هل هذا هو السبب الوحيد؟ والعقوبات الاقتصادية الدولية؟
إنه السبب الرئيسي رغم ذلك . لقد ساهمت العقوبات والأزمة الاقتصادية العالمية في مفاقمة الوضع.
- ما هي الحلول؟
الحل هو الثورة. أنا لم أومن أبدا بالإصلاح، كما لم أومن بهذه الانتخابات المثيرة للسخرية في أي وقت مضى. أعتقد أن الحل يكمن في نقل السلطة الى الشعب. الشعب ذكي، بإمكانه أن يحسن مصيره، و بإمكانه أن يبني ديمقراطيته.
- لكن ذلك يعني نهاية النظام الإسلامي؟
بالطبع، المطلوب هو إزالة الرابط بين الحكومة والدين، الدمقرطة، انتخابات حقيقية. لن يذهب 90٪ من الناس للتصويت، سوف يمكثون في المنازل ولن يتغير شيئا.
- أنت لا تؤمن بهذه الانتخابات؟
بالطبع لا ولن أذهب للتصويت. يصعب الأمر علي هذه المرة، أخبرتني السلطات أنه إذا ما دعوت للمقاطعة، فإنها ستعيدوني مباشرة إلى السجن. ولكني أشرت في مقابلاتي الأخيرة أنه وفقا لمارك توين، في بلد حيث لا توجد حرية، حيث لا يتاح لك التصويت، إذا ما سمحوا لك بالتصويت، فإن شيئا لن يتغير. وإلا فإنها لن تسمح لك!.
- تتحدث عن الثورة ولكن هل تعتقد أن الشباب سوف يتبعونك؟
عندما أتحدث عن الثورة ليست بالضرورة أن تكون في الدم، يجب أن يكون هناك تغيير جذري. كثير من الشباب الذين التقيت بهم في السجن، يؤمنون بالتغيير الجذري لكن علينا أن نجد وسيلة لإقناع الناس بالإيمان بها أيضا، أن نفهم أنه هو الأكثر خطورة هو قبول الوضع الراهن من طلب تغيير جذري. بسبب السجن، ونقص التغذية، وبسبب التلوث،و الظروف الاجتماعية، و الدكتاتورية.
- ما هي الرسالة التي تتمنى أن ترسلها إلى العالم، والدول الغربية؟
يضغط الغربيون على إيران ويتم نقل هذا الضغط على الفقراء. ولكني لست متشائما، أنا متفائل. هناك أناس، وأصدقاء في السجن يفكرون في شكل من أشكال الديمقراطية التي لن تكون لا ليبرالية جديدة ولا ديمقراطية الملاليين وانتخاباتهم السخيفة، ولكن ديمقراطية مستقلة.
Publié par Alencontre le 16 - juin – 2013
Fariborz Raisdana
تعريب المناضل – ة
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟