أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين الخطيب - اسماعيل أدهم














المزيد.....

اسماعيل أدهم


ياسمين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 18:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى صباح يوم 23 يوليو عام 1940 انتشل البوليس المصرى من شاطىء جليم بالإسكندرية جثة شاب فى أواخر العشرينات من عمره ، ووُجد فى جيب معطفه رسالة موجهة إلى رئيس النيابة تفيد بأنه الكاتب المصرى إسماعيل أحمد أدهم ، وانه إنتحر تخلصاً من الحياة التى زهد فيها وكرهها !
وكنت قد قرأت لهذا الرجل عدة مؤلفات وأحببته من خلالها على المستوى الإنسانى وتعاطفت مع محنته الفكرية المتمثلة فى تحوله من الإسلام إلى الإلحاد ، ورأيت انه من واجبى ان أكتب عنه وأعرف القارىء به بعد أن إندثرت أعماله التى توجست معظم دور النشر من طباعتها حتى لم يعد أحد يعرف عنه شيئاً .. فتعالى معى عزيزى القارىء نعرف من هو إسماعيل أحمد أدهم الذى كفر بالآلهة وبالحياة.
ولد الدكتور إسماعيل أحمد أدهم فى حى الجمرك بالإسكندرية فى 17 فبراير 1911 لأب تركى وأم المانية ، وكان عميد أسرته هو ابراهيم أدهم باشا الذى أختاره محمد على باشا محافظاً للقاهرة ووزيراً للمعارف والحربية ، وقد تلقى الدكتور إسماعيل أدهم تعليمه الابتدائى بالاسكندرية وأجاد ثلاث لغات ؛ هم : العربية والتركية والألمانية ، بالإضافة للغة الإنجليزية التى كانت لغة التخاطب بين والديه وعشق القراءة منذ طفولته فعمل على تثقيف نفسه بنفسه فكان يقرأ فى مجالات الأدب والتاريخ والرياضيات التى شغف بها ، ولم يكن الكتاب يفارقه حتى وهو على مائدة الطعام.
ولتخلى الدكتور اسماعيل أدهم عن العقيدة الدينية - وهو الحدث الجلل الذى أشتهر به - أسباب عدة أولها تربيته الدينية المتشدده حيث إنشغل عنه والده بالحروب وأوكل مهمة تربيته الى زوج عمته فما كان منه إلا ان أثقل عليه بالفروض الدينية وأرغمه على حفظ القرآن كاملاً فى سن صغيرة ، هذا بالإضافة إلى تشتـته بين الاسلام والمسيحية وهما ديانتى والداه وتأثره بفكر شقيقتاه اللتان تلقيتا دراستهما فى كلية الأمريكان بالأستانة ، وكانتآ أكثر ميلاً للعلمانية من الإيمان ، وفى سن الرابعة عشر تأثر الدكتور أسماعيل بنظرية داروين فى التطور وثار على تشدد والده الدينى فإمتنع عن الصلاة وصارحه انه ليس بمؤمن وانه داروينى مؤمن بنظرية النشوء والإرتقاء ، فما كان من والده إلا ان أرسله الى مدرسة داخلية بالقاهرة ليقطع عليه أسباب المطالعة !
وبمجرد إكمال تعليمه الثانوى فى مصر غادر الدكتور إسماعيل أدهم إلى تركيا والتحق بجامعتها وقام بإكمال تعليمه الجامعى هناك ، ثم قام بتدريس الرياضيات بجامعة أتاتورك وحصل على درجة الدكتوراه من روسيا وقام بتدريس الرياضيات هناك ، ثم عاد إلى الإسكندرية بعد رحلته الطويلة حيث تعرف على الأستاذ أحمد زكى أبو شادى الذى احتضن موهبته الأدبية ، ونشرت مقالاته فى عدة مجلات فكانت حديث المثقفين وقتذاك.
ولأن المجتمع العربى إعتاد على محاربة كل من تسول له نفسه أن يمارس أى حرية فكرية خارج ثوابته وموروثاته، لم يلتفت هذا المجتمع إلى عبقرية إسماعيل أدهم التى تجلت فى علوم الرياضيات ، وأسلوبه الأدبى رغم صغر سنه ، حتى أن البعض ظن أن كاتبا كبيراً يكتب له مقالاته ، وإنما صب المجتمع سخطه حين أعمل الشاب فكره ، وكان يكفيهم سببا لمقاطعة ماسطره كتابه الشهير : لماذا أنا ملحد؟
ونستطيع ان نجزم أن المجتمع المصرى وقتذاك كان أكثر تسامحاً ورقياً على المستوى الفكرى من الآن ، فقد رد الدكتور "محمد جمال الفندى" على كتاب (لماذا أنا ملحد؟) بكتابه الأشهر (لماذا أنا مؤمن؟) .. ولو ان أحداً تجرأ اليوم ودعى إلى مناقشة فكرية بين مذاهب الإسلام نفسه لقُتل ومُثل بجثته بتهمة الكفر التى أدان بها بعض الدعاة مؤخراً زهرة (عباد الشمس)! ، والتى أُدان بها أنا أيضاً واتلقي يومياً عشرات رسائل السباب والوعيد عبر حسابى على الفيسبوك لإنتمائى اليسارى الذى عمدت الأنظمة العربية بشكل ممنهج إلى تشويه سمعته ، حتى أن كلمة (شيوعية) أصبحت فى زماننا الحالى مرادفاً للإلحاد، رغم أنها الفكرة الأكثر تديناً على وجه الأرض، وهل يرضى الله أكثر من تحقيق قيم العدل والحق والمساواة ؟! آللهم إغفر لقومى فإنهم لا يعلمون.



#ياسمين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميثاق الاشتراكى الأول
- إتقوا شر الصوفية إذا غضبت


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين الخطيب - اسماعيل أدهم