أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين الخطيب - إتقوا شر الصوفية إذا غضبت














المزيد.....

إتقوا شر الصوفية إذا غضبت


ياسمين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 10:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قد يختلف الكثيرون على حقيقة الصوفيون هل هم زهاد أبرار وعباد أطهار؟ أم زنادقة فجار ونصابون كفار؟ بل أن الكثيرون لا يعرفون التصوف إلا من خلال شكله الفلكلورى الذى إرتبط فى الأذهان بالموالد ورقصة التنورة وعروض المولوية وحلقات الذكر التى يتمايل فيها المريدين فتبدوا للبعض أقرب للزار منها الى حلقة ذكر، ولكن من يعرف حقيقة التصوف يفهم أن هذه الطقوس لا تعبر عنه وأن التصوف الحقيقى هو هذا العشق الإلهى الذى يملأ قلوب العارفين ويلخصه السيد أحمد البدوى فى قوله : طريقتنا بنيت على كتاب الله وسنة رسوله و الصدق و الصفاء و حسن الوفاء وتحمل الأذى و حفظ العهود.
وقد قمت بزيارة لإحدى قرى طنطا للتحضير لمعرضى للفن التشكيلى عن التصوف الإسلامى وكنت فى ضيافة شيخ إحدى الطرق الأحمدية المنتسبة إلى القطب الصوفى، شمس الشموس وبحر العلوم والمعارف سيدى أحمد البدوى المصدر الإلهامى والمدد الصوفى لأكثر من إثنتى عشر طريقة صوفية فى مصر والعالم العربى وكان بينى وبينه حديث ذو شجون عن التصوف فى مصر ومستقبله ومخاوفه من المتأسلمين الذين ينادون بهدم الأضرحة ونبذ طقوس التصوف والسخرية من كرامات أولياءه وسألته خلال الحديث إن كان مشايخ الطرق الصوفية قد أعطوا توجيهات لمريديهم بمقاطعة حزب معين خلال الإنتخابات البرلمانية علماً بأن بعض الأحزاب شنت حرباً على الصوفية مؤخراً فأجابنى بالنفى عملاً بقول سيدى أحمد البدوى : لا تؤذ من يؤذيك وأعف عمن ظلمك و أعط من حرمك واحسن إلي من أساء إليك.
وعرفت منه معلومة أبهرتنى وهى أن عدد المنتسبين للطرق الصوفية المقيدين فى كشوف الطرق الصوفية بمصر والمسجلين بالمجلس الأعلى للتصوف هو 11 مليون صوفى ... !!!!!
وطوال طريق عودتى من طنطا ظلت هذه التساؤلات تعصف بذهنى : ماذا لو إجتمعت الصوفية على قلب رجل واحد ؟ ماذا لو كان المشايخ قد اتفقوا على عدم التصويت للاخوان أو السلفيين ؟ وماذا لو اتفقوا على تأييد أحد المرشحين للرئاسة ؟ فتبعهم فى ذلك 11 مليون صوفى ينتشرون بمصر من أقصى رفح إلى جنوب أسوان، فلا تخلو قرية ولا نجع ولا زاوية إلا من طريقة صوفية علماً بأنهم يطيعون مشايخهم طاعة التلميذ لمعلمه فمن أدبيات التصوف أن المريد بين يدى شيخه كالميت بين يدى مغسله كناية عن التسليم والخضوع والإنصياع الكامل القائم على الحب والوداد لا على الغلبة والقهر فما يفعله الشيخ أو يوحى به هو دستور حياة لمريديه . وأريد أن أوضح للقارىء هنا أن ما أشيع عن مقاطعة الطرق الصوفية كلها للإنتخابات البرلمانية غير صحيح، فالشيخ علاء أبو العزايم الذى قاد حملة المقاطعة هو شيخ الطريقة العزمية التى لا يتجاوز عدد مريديها بضعة آلاف وانضمت إليه طريقتين هما الشبراوية والشرنوبية وكلاهما لا يتجاوز أنصارهما أنصار العزمية عدداً مما يعنى أن الصوفية لم تتحرك حتى الآن تحركاً منظماً وإن حدث ذلك فهو بالقطع سوف يكون تحركاً ذو تأثيراً قوياً على الساحة السياسية فى مصر لأنه لن يضم فقط ال 11 مليون مصرى المنتسبين للطرق الصوفية وإنما سوف يضم أيضاً الملايين من بسطاء المصريين التى تزخر قلوبهم بحب آل البيت الأطهار وأولياء الله الصالحين .
وصلت إلى مشارف القاهرة وتتردد بذهنى أصداء بلا أصوات من الحضرة النورانية تردد مناجاة وإستغاثة سيدى أحمد البدوى : إلهى أنت للإحسان أهل ومنك الجود والفضل الجزيل .. إلهى تب وجد وأرحم عبيداً من الأزوار مدمعه يسيل
أللهم ألطف بمصر لطفاً على قدر لطفك ورحمتك بحق من سكن ترابها وأرضها من أولياءك الصالحين والعلماء العاملين .. آمين.



#ياسمين_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- السوداني يفتتح رمز مدينة الموصل الجامع النوري ومنارته الحدبا ...
- بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟
- شاهد كيف استقبل مسيحيو سوريا افتتاح كنيسة القديسة آنا بإدلب ...
- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...
- أكسيوس: السفير الأمريكي للاحتلال يتبنى مصطلح -يهودا والسامرة ...
- ميغان تشوريتز.. النجمة اليهودية التي تحدت الصهيونية بجنوب أف ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...
- فرنسا: نصب تذكاري للمحرقة اليهودية يتعرض للتشويه بعبارة -الح ...
- محافظة القدس: الاحتلال يدمّر آثارا إسلامية أموية أسفل المسجد ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين الخطيب - إتقوا شر الصوفية إذا غضبت