أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحليم حفينة - بين الأفكار المعلبة والبحث عن الذات














المزيد.....

بين الأفكار المعلبة والبحث عن الذات


عبدالحليم حفينة

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 15:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان لإلغاء الخلافة العثمانية في مارس 1924 أثرًا كبيراً في زيادة الحراك الفكري في المجتمعات الإسلامية، فبرز دور حركات فكرية مؤيدة لفكرة إلغاء الخلافة وتطالب بالعلمانية والحداثة، وعلى الجانب الآخر ظهرت حركات أخرى كرد فعل "عاطفي" لإلغاء الخلافة؛ كجماعة الإخوان المسلمين التي قامت دعوتها على حلم الخلافة "أستاذية العالم"، ومن هذا التاريخ ونحن نعيش في جدل لا ينتهي، وكل فصيل ينادي بفكرته ويدعي أنها الحق المطلق، وأنا ما دونها إما كفر وضلال أو إما رجعية وتخلف، وأنفقنا في هذا الجدال زمنًا طويلًا تأخرنا خلاله كثيرًا عن ركاب العالم المتحضر.

المشكلة الحقيقية تكمن في النظرة الضيقة والسطحية للأمور من جميع الأطراف، فجميع الفرق المتناحرة، لا تنظر إلى المصلحة العامة بقدر ما تنظر إلى مصلحة أفكارها ومدى إنتصارها، الجميع يفضل أن يخوض معارك لا يملك فيها إلا التعصب لفكرة لم يبتكرها أصلا، ولم يجتهد حتى لتطويعها لتناسب الزمان والمكان، فنرى مثلًا في التيار الإسلامي تعنتاً شديداً ومهاجمة شرسة للخصوم تصل لحد التكفير لأنهم يروا من وجهة نظرهم أن هؤلاء يعادوا الدين ويرفضوا تطبيق الشريعة، والحق أن هذا التيار برمته يدافع عن الثقافة البدوية الآتية من الصحراء لا عن الدين الإسلامي الحضاري.

وتجد في الطرف الآخر العلمانيين الذين لا يتورعوا عن وصم كل مُختلف معهم بالتخلف والرجعية وأنه عدو للحضارة والحداثة، والحق أن هذا التيار أيضاً يدافع عن فكرة لم يبدعها بل فضل أن يستدعي فكرة معلبة نجحت في ثقافة غير ثقافتنا وحتى نجاحها جزئي مرتبط بالمادة أكثر من إرتباطه بالإنسان.

الجميع فضل الأفكار المعلبة الآتية من ثقافات وأزمنة غير التي نعيشها، فضل أن يحارب في معركة ليست معركته من الأساس وترك دوره الحقيقي في أن يُشخص مشاكلنا ويبحث لها عن علاج مناسب.

وبين أولئك وهؤلاء تظهر لنا بارقة أمل، فنرى مفكرين من خارج هذا السياق، إنشغلوا بالمشكلات الحقيقية لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، بحثوا عن حلول لمشكلات حقيقية من خارج إطار تعليب الأفكار، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الراحل العظيم الدكتور عبدالوهاب المسيري والمفكر البديع الدكتور جلال أمين، ومن جيل الشباب الدكتور عمار علي حسن وبلال فضل وغيرهم الكثير من المفكرين الذين ينادون بالحداثة في إطار تراثنا وحضارتنا، والعجيب هنا أنك ستجد لكل هؤلاء المفكرين المستنيرين مواقف ضد أنظمة الحكم المستبدة، وستجد تطابق شبه تام بين مواقفهم وأفكارهم، عكس بعض المتطرفين سواء كانوا إسلاميين أو علمانيين، فمعظمهم إما يرتمي في أحضان الأنظمة أو يتاجر بمعارضتها.

وما دفعني لطرح هذا الموضوع هو مشاهدة تبدو لي خطيرة، وهي إنجراف كثير من الشباب في صراعات الأفكار المعلبة، دون أن يُكونوا أراء خاصة تعبر عن قناعات إكتسبوها من خلال القراءة والإطلاع على كل الأفكار والأراء لا من خلال الحماسة والإفتتان بشخصيات وشعارات، وهنا تتجلى حتمية القراءة والمعرفة لبناء مجتمع يوازن بين التراث والحداثة، ولهذا أتمنى أن يكون العلم نبراس الفترة القادمة من تاريخ أمتنا، وأن نتجاوز فيها الأفكار البالية التي أذابها الزمان بين طياته، هذا إذا أردنا أن نُعلي مصلحة أوطاننا فوق أي إعتبار.



#عبدالحليم_حفينة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج على الطريقة المصرية


المزيد.....




- إسرائيل.. جولان يدين إحراق إرهابيين يهود مسجدا بالضفة
- حملة أمنية في ألمانيا لمكافحة الدعاية الإسلاموية على الإنترن ...
- الاحتلال يقتحم مسجدا شمال غرب سلفيت عقب إحراقه من قبل المستع ...
- -الخارجية- تُدين إحراق المستعمرين مسجد الحاجة حميدة شمال غرب ...
- الهباش يدين حرق المستعمرين مسجد الحاجة حميدة شمال غرب سلفيت ...
- فتوح يدين إحراق عصابات المستعمرين مسجدا في محافظة سلفيت
- مستوطنون يحرقون مسجدًا في سلفيت
- مسلم وسط أكبر تجمع لليهود في العالم
- مستوطنون يحرقون مسجدا في دير استيا غرب سلفيت
- -الأوقاف-: إحراق مسجد في محافظة سلفيت جريمة نكراء واعتداء صا ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحليم حفينة - بين الأفكار المعلبة والبحث عن الذات