أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - ترميم التناغم المكسور في المجتمع الكوردي














المزيد.....

ترميم التناغم المكسور في المجتمع الكوردي


صالح برو

الحوار المتمدن-العدد: 4126 - 2013 / 6 / 17 - 03:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يقوم بواجبه المناسب في المكان المناسب، سيكون العالم مديناً له بكل الأحوال,لأن التنظيم في كل قطاع من النشاط البشري يعني النجاح، وتوفير الوقت والمجهود، والفائدة والتنمية، أما غياب المنهج، ونقص التخطيط، والعمل العشوائي، والنشاط المتقطع، والجهد غير المنظم ـ كله يعني الفشل الذريع.

إن صوت الإنسانية ليصادق على هذه الحقيقة، إلا أن البعض له رأي مغاير في ذلك ،على مبدأ الرفض الذي يعتمدون عليه مرجعاً وقانوناً لهم، وما يعرف عن البشرية منذ فجر التاريخ أنها مكتوفة الأيدي دوماً، ومفلسة روحياً، وأخلاقياً، وراضية عن ضميرها المنحل, أما ما يعرف عن الإنسانية، فهي غير ذلك، إنما تؤدي واجباتها على أكمل وجه حيال أخوتها ورفاقها البشر، وجيرانها، وأسرتها، وكأنها مدينة لكل من هو أفقر وأعجز منها.

إذاً بالمحبة وحدها يمكننا ترميم التناغم المكسور في المجتمع الكوردي، لأن الألم والشقاء والبؤس والدمار الذي يعيشه العالم، ما هو إلا نتاج القصور في التناغم، هذا إن لم أكن قد تخطيت عن حقيقة إتلاف بعض الأوتار الخيرة، و بما أننا نعيش على أرض واحدة و الطبيعة البشرية تميل إلى الندم بعد ارتكابها الخطايا، فعلينا أن نترك الأبواب مفتوحة على مصراعيها أمام الجميع، واتخاذ قرار العفو، والسماح بحق الجميع وكلٌ حسب خطاياه، وحسب إجماع المجتمع عليه دون أن يظلم أحد من الطرفين، خصوصاً إذا كانت المسألة متعلقة بمصلحة المجتمع الكوردي، والشأن العام، لأنه ليس ثمة كائن ما من دون أخطاء.

وأخطاء الفرد العادي تختلف فيما إذ كان الفرد نفسه في موقع مسؤول، لأن خطاياه أيضاً تتخذ دائرة أوسع، فكلما كان الفرد عادياً تقلصت خطاياه، وكلما كان مسؤولاً كانت حطاياه أوسع، وأكبر، وليس ثمة فرد عادي وبسيط في العالم ارتكب جرائم بحق الإنسانية، وبأعداد هائلة، لم يكن في موقع مسؤول، وخير دليل على ذلك هتلر، وموسيليني، وبعض حكام العرب في العصر الحديث، كما أنه لا يمكن أن نعفو، و نتصدق بالسماح عن هؤلاء المجرمين الذين اجتازوا مرحلة الخطيئة، واستقروا في عصر الكارثة، وفي عصر الكارثة لا يمكن العفو إطلاقاً خصوصاً عندما تصير التجربة الدموية أوسمة على صدورهم، لأن لحظة وقوع الجريمة لحظة آنية لكن النتيجة أبدية.

ولا يمكن نسيان النتائج أو تخطيها " فكل فرد يحصد عواقب أفعاله" فمن يقدم على جريمة القتل يخل بتوازن المجتمع، وبالنظام الطبيعي للأشياء و مادمنا مستسلمين لجشع الجسد، وتنفيذ أوامره سنخضع للأخطاء، والذنوب، والمعاصي، والألم، والشقاء، ولسائر الكوارث، والحوادث المخيبة التي تقع إبان الحياة.

ولكن يبدو أن الجهل هو الذي يؤدي إلى انتهاك الإنسان المقدس، فالبشر يستخفون بما لا يحسنون فهمه، والكارثة الأعظم عندما يصبح الجهل عِلماً وعلّماً في البلاد، وهذا ما يحدث ويجري حالياً، وبشكل مستمر بأفضل أدواته وبأعلى مقاماته.

ومن الضروري على الشعب الكوردي أن يؤمن بأن الإيمان القائم على المنطق، والصواب أفضل من الإيمان الأعمى المتكئ على مجرد المرجعية البشرية التي لا تؤمن إلا بعبادة الأبطال، فلينهض كل المخلصين والشرفاء بجهد فائق ويقفوا معاً صفاً واحداً، ضدّ كل المؤامرات والانتهاكات التي تمارس بحق الشعب الكوردي منذ مئات الأعوام، لإعادة، وتعديل ميزان القوى، وإنقاذ الإنسانية من هذا البلاء الأشد كارثية من الزلازل، وهو الحل، والمخرج الوحيد الممكن من هذا البؤس المتراكم..



#صالح_برو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سماسرة الإعلام
- العودة إلى الذات
- عدسة الكاميرا التركية
- استراحة قارئ


المزيد.....




- -بدنا هدنة-..مباحثات الدوحة على وقع لقاء نتنياهو وترامب في و ...
- هآرتس: أميركا تبني لإسرائيل منشآت عسكرية بمليارات الدولارات ...
- وزير الطوارئ السوري للجزيرة نت: 80 فريقا تعمل لإطفاء حرائق ا ...
- هكذا خانت أوروبا نفسها لأجل إسرائيل
- عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
- مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيف ...
- احتفاء بالظهور الأحدث للـ -زعيم- وألبوم عمرو دياب الجديد.. ا ...
- تداول فيديو للحظة -احتراق سفينة إسرائيلية- هاجمها الحوثيون.. ...
- البيت الأبيض: إنهاء الحرب في غزة أولوية قصوى لترامب
- مصرع مسلح بعد استهدافه مبنى لحرس الحدود الأمريكي في تكساس


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - ترميم التناغم المكسور في المجتمع الكوردي