أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - عندما التقى شقا السنديانة الثقافية الفلسطينية ..!














المزيد.....

عندما التقى شقا السنديانة الثقافية الفلسطينية ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 13:15
المحور: الادب والفن
    



عقب نكسة حزيران 1967 ، التي شكلت صدمة للمبدعين والمثقفين الفلسطينيين ، واكتشاف الشخصية الوطنية الفلسطينية من خلال الأدب الثوري النضالي المقاوم والملتزم ، أدب الشعب والجماهير المسحوقة الكادحة ، الأدب الوطني الطبقي المتدفق من ربى واعماق الجليل والمثلث ، وبعد ان فتحت المعابر والحدود تسنى لهؤلاء الكتاب والمبدعين والمثقفين الفلسطينيين الالتقاء بأخوتهم أدباء وشعراء وكتاب ومثقفي الداخل الفلسطيني، الذين صمدوا ورفضوا التهجير والترحيل والنكبة وبقيوا في وطنهم وتمسكوا بجذورهم التاريخية الضاربة عميقاً في الأرض ، وحافظوا على لغتهم وهويتهم القومية والوطنية ، وكانت لقاءات حارة ودافئة وحميمية بعد سنين طويلة من البعاد والغربة والتشرد والشتات .
وكانت شاعرتنا الفلسطينية الكبيرة الراحلة فدوى طوقان أول من التقت شعراء وأدباء الوطن والتراب والمقاومة الفلسطينية (اميل حبيبي واميل توما وراشد حسين ومحمود درويش وسميح القاسم وسالم جبران وعصام العباسي وحنا ابراهيم ونايف سليم وصليبا خميس ) وسواهم . وكانت ثمرة هذا اللقاء قصيدتها الرائعة "لن أبكي " التي تقول فيها :
على أبواب يافا يا احبائي
وفي فوضى حطام الدور بين الروم والشوك
وقفت وقلت للعينيين
قفا نبك
على اطلال من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدار
وكان القلب منسحقاً
وقال القلب
ما فعلت
بك الأيام يا دار
وأين القاطنون هنا
وهل جاءت بعد النأي جاءتك اخبار
احبائي
حصان الشعب جاوز كبوة الامس
وهب الشهم منتفضاً وراء النهر
وشكل هذا اللقاء الثقافي الانساني الفلسطيني الحميمي فاتحة للتلاقي والتواصل الثقافي وتبادل الافكار والاراء والتجارب بين شقي السنديانة الثقافية الفلسطينية ، وراح القائمون على تحرير الصحف والمجلات والدوريات الثقافية والفكرية التابعة للحزب الشيوعي بنشر نتاجات وابداعات الأقلام الادبية الفلسطينية في المناطق المحتلة ، واحتضان الحركة الثقافية الوطنية في بدايات تبرعمها ونموها ، والمساهمة في خلق وتشكيل وعي ثقافي متنور وتشكيل جركة أدبية تقدمية نشطة واعية ، بالرغم من ان هذه الصحف والمجلات لم تكن تصل الى المناطق المحتلة بسبب حظر توزيعها من قبل المؤسسة الاحتلالية .
وفي حيفا تعرف أدباء ومبدعو المناطق المحتلة على شعرائنا وكتابنا ومناضلينا( توفيق زياد وسميح القاسم ومحمود درويش واميل حبيبي واميل توما وتوفيق طوبي وصليبا خميس وحنا نقارة وجورج طوبي ومحمد نفاع ومحمد علي طه ونبيه القاسم ونمر ورقس واحمد سعد وسلمان ناطور وانطوان شلحت ويعقوب حجازي) وقائمة طويلة اخرى . وبالطبع فان التعارف تم ليس دفعة واحدة وانما على مراحل ودفعات .
والى جانب حيفا كانت القدس ورام اللـه ، التي ضمت هؤلاء المبدعين والمثقفين وكانتا ملتقاهم الادبي والثقافي ، وفيهما تعرف أدباء الداخل على اعلام الحركة الادبية تحت الاحتلال ،امثال اسعد الأسعد وعلي الخليلي وخليل توما وجمال بنورة ومحمد ابو خالد البطراوي وصبحي الشحروري وابراهيم العلم واحمد حرب وبشير البرغوثي ومروان العسلي واكرم هنية وسحر خليفة وعبد اللطيف عقل وريموندا الطويل وسميرة الخطيب وليلى علوش وللي كرنيك وجاك خزمو واحمد حرب وعبد الناصر صالح ومحمد الريشة وعادل الاسطة وعبد اللطيف البرغوثي وزكي العيلة وعبد اللـه تايه وغريب عسقلاني ومحمد أيوب واحمد رفيق عوض ويوسف حامد وسواهم الكثير .
يقول الكاتب والناقد نبيه القاسم في مقالة له بعنوان "انها رام اللـه " : " رام اللـه كانت النافذة التي منها تعرفت على مأساة شعبنا العربي من الماء الى الماء . ورام اللـه كانت النافذة التي رأيت من خلالها المستقبل والنصر وتحقيق الامل الذي راودنا عشرات السنين . ورام اللـه كالقدس ، ككل مدننا وقرانا.. كفلسطين المعشوقة الأبدية مهما احزنتنا وابكتنا وعذبتنا تظل التي نحب. وتظل التي تمسح الدمع وتمحو الحزن وتسكت العذاب وتشد بنا لننطلق من بداية الطريق لنصل القمة حاملين صخرة على صدورنا مهللين ان النصر الاكيد لنا. رام اللـه المعشوقة التي قابلناها بقلب كسير في احد ايام حزيران الاخيرة من بعد نكسة عام 1967 خذيني اليك فانا العاشق لك وانت التي اعدت لي الحياة والامل والثقة بالمستقبل ".
ولكن الاحتلال الذي لم يفهم معنى واهمية هذه اللقاءات الجميلة بعد التمزق والغياب الطويل ، فبدأ بقمع الارادة الوطنية الصلبة ، ومنع صحف ومجلات الحزب الشيوعي (الاتحاد ، الجديد، الغد، الدرب) من التوزيع في الوطن المحتل ، وكذلك منع أدباء الداخل من زيارة قرى ومدن ومحافظات الضفة الغربية وقطاع غزة وفرض الاقامات الجبرية عليهم ، وفعل الأمر نفسه مع كتاب وأدباء وشعراء ومثقفي الضفة والقطاع ، وكل ذلك بهدف منع التواصل الثقافي وضرب الكلمة الثورية المقاتلة وخنق الصوت الادبي المقاوم الملتزم وتزييف الوعي الوطني وتكميم الأفواه .
ورغم هذه الممارسات والاجراءات الاحتلالية القمعية فقد تواصلت وتعمقت وتوثقت عرى الصداقات واللقاءات بين شقي السنديانة الثقافية الفلسطينية بصورة علنية وسرية ، فالتقوا في القدس ورام اللـه وغزة ونابلس وطولكرم وبيت لحم وجنين وفوق تراب الجليل والمثلث ، في حيفا والناصرة وعكا والطيبة ويافا والرامة وام الفحم وكابول وسخنين والمغار وغيرها من اماكن ومواقع فلسطينية ، وشاركوا في الندوات الادبية والامسيات الوطنية في الجامعات الفلسطينية وفي اعراس الكدح والعمل التطوعي في الناصرة ، وفي المهرجانات الوطنية للأدب الفسطيني في الناصرة بمناسبة مرور عشرين عاماً على اقامة منظمة التحرير وفي القدس . هذه المهرجانات التي شكلت خيطاً من الراية الشامخة الباقية وشرارة في الشعلة الفلسطينية المتوهجة في النفق المعتم نحو درب وأفق الحرية والانعتاق والاستقلال .




#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقعة ضور على الرقابة العسكرية في المناطق المحتلة ..!
- منح الكاتب شاكر فريد حسن درع -المثقف- للثقافة والادب والفن
- دور الادب في معركة بيروت ..!
- 31 عاماً على الحرب العدوانية ضد لبنان ..!
- 46 عاماً على النكسة والهزيمة العربية..!
- في التجربة الثقافية الفلسطينية تحت الاحتلال ..!
- حيفا عروس البحر ونبض فلسطين
- النكبة في شعر جمال قعوار
- طوبى ليارا عباس شهيدة المعركة ..!
- يافا عروس فلسطين..!
- صرخة سامية فارس ومأساة المبدع الفلسطيني ..!
- أبو علي شاهين يموت واقفاً كالأشجار ..!
- ورحل فارس الصحافة وعاشق القدس ناصر الدين النشاشيبي ..!
- 65 عاماً على النكبة ، والتغريبة الفلسطينية متواصلة ..!
- المطلوب لجم عناصر -حماس- وممارساتها القمعية ..!
- صفد عروس الجليل .. حاضرة في الغياب !
- كي نتذكر ولا ننسى ... اللد مدينة التاريخ والعراقة!
- كي نتذكر ولا ننسى / مدينة الرملة في القلب ..!
- من أطلق النار على سيارة النائب في التشريعي ماجد أبو شمالة .. ...
- لماذا منعت اجهزة -حماس- آمال حمد من السفر الى رام الله ..؟!


المزيد.....




- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - عندما التقى شقا السنديانة الثقافية الفلسطينية ..!