|
46 عاماً على النكسة والهزيمة العربية..!
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 22:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الخامس من حزيران سجل التاريخ المعاصر مرور 46 عاماً على نكسة حزيران أو حرب الأيام الستة ، التي نتج عنها احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وسيناء المصرية . ومنذ ذلك الحين عانى شعبنا الآلام واقسى الوان وصنوف القمع والارهاب ، التي مارستها سلطات الاحتلال بهدف تكريس وتخليد الاحتلال والقضاء على مقوماته القومية وتصفية حقوقه الوطنية . وقد تمثلت وتجسمت معالم ممارسات السحق والقمع والتنكيل والارهاب الاحتلالي في صور بشعة واشكال رهيبة ، من خلال تكثيف اعمال الاستيطان الكوليونالي وبناء البؤر الاستيطانية سعياً لتغيير الطابع الديمغرافي والجغرافي والاجتماعي والاقتصادي في الضفة والقطاع ، واستغلال الايدي العاملة الفلسطينية الرخيصة في العمل الاسود لتطوير الاقتصاد الاسرائيلي ، ومنع التنظيمات السياسية واللجوء الى اعتقال المناضلين والمقاتلين الفلسطينيين ومحاولة اغتيال رؤساء البلديات الوطنيين المنتخبين (بسام الشكعة ، كريم خلف، فهدالقواسمي ، وحيد الحمداللـه ) وانشاء ما يسمى بـ"روابط القرى" لتكون بديلاً لهم . وكذلك استخدام اشرس انواع العنف لضرب الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية الفلسطينية التي اندلعت في المناطق المحتلة استنكاراً ورفضاً لسياسة واعمال القمع والتنكيل والقمع والبطش والسحق التي تعاني منها . هذا ناهيك عن محاولات نشر العدمية القومية وحظر كتب الثقافة الوطنية والانسانية التقدمية ، وانتهاج سياسة الكبت والارهاب الفكري ضد المثقفين والمبدعين الفلسطينيين بغية اسكاتهم واخراس اصواتهم وكسر اقلامهم ، وفرض الرقابة العسكرية الشديدة على الابداع الوطني والثوري الفلسطيني والمجلات الثقافية والفكرية والصحف اليومية والاسبوعية الفلسطينية وافراغها من عناصرها الرئيسية والجوهرية . علاوة على اغلاق الجامعات الفلسطينية وعرقلة نهوضها العلمي وتقييد نشاطها، وخاصة جامعة بير زيت . ورغم النكسة والهزيمة التي حلت بشعوبنا واوطاننا العربية الا ان جماهير شعبنا الفلسطيني لم تستسلم ونهضت من ركام الهزيمة ، فكانت الثورة والمقاومة الفلسطينية المصباح والمشعل الذي اضاء ظلام النكسة . وخاضت هذه الجماهير، التي التفت حول منظمة التحرير الفلسطينية ، المعارك الكفاحية البطولية دفاعاً عن الحق الفلسطيني المشروع ، فسجلت الانتصارات وتصدت ببسالة وصلابة لمشروع "كامب ديفيد" التصفوي ولمعاهدة الاستسلام التي ابرمها نظام انور السادات مع الكيان الاسرائيلي ، ووقفت ضد مخطط ومؤامرة "الادارة الذاتية " ومشروع ريغن الهادفين الى تكريس الاحتلال والاستيطان وتصفية الحقوق الفلسطينية . ويحق للحركة القومية العربية الفلسطينية ان تفاخر بانها افشلت هذه المؤامرة الامبريالية الاستعمارية والصهيونية والرجعية عندما تفجرت انتفاضة الحجر والمقلاع ، التي اكدت تمسك شعبنا بحقوقه القومية واصراره على تصفية وانهاء الاحتلال واقامة دولته الوطنية المستقلة . وقد حققت الانتفاضة الفلسطينية العديد من المكاسب السياسية بتصدر القضية الفلسطينية للموقف ، وتفاقم التأكيد العالمي للنضال الفلسطيني التحرري ، واعتراف العالم بحقوق الفلسطينيين وبمنظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد . وكل ذلك ادى بالتالي الى توقيع اتفاق اوسلو بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني . ولكن رغم قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وتوقيع اتفاقية السلام بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، الا ان السلام لم يتحقق ولم يترجم على ارض الواقع وظل يراوح مكانه ، وذلك نتيجة التعنت والرفض الاسرائيلي وتصلب مواقفه بخصوص الحل النهائي ما ادى الى تعثر المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني . وها هو كيري يبذل جهوداً قصوى من اجل اعادتهما الى طاولة المفاوضات واستئناف الحوار . لقد مرت 46 عاماً على الحرب العدوانية الاسرائيلية والمعاناة الفلسطينية مستمرة ومتواصلة ، ولا تزال المخططات والمشاريع والمؤامرات التصفوية ،التي تستهدف تبديد حقوق شعبنا وفي مقدمتها حق العودة، تتعمق وتتزايد يوماً بعد يوم . ان استمرار حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو في نهجها العدواني التوسعي الكارثي ضد شعبنا الاعزل لا يجلب الامن والاستقرار في المنطقة ،بل يعيق فرص التقدم باتجاه التفاوض السياسي ، ويدفع بالمنطقة الى الدمار الشامل وسقوط المزيد من القتلى والضحايا . ان الهدف الوحيد امام شعبنا الفسطيني يتمثل بالخلاص من الاحتلال البغيض وضمان حق العودة وتحقيق الاستقلال واقامة الدولة المستقلة ، وهذا الامر يتطلب ويستدعي الكف عن المماطلة والتسويف والتعجيل في انجاز وتطبيق اتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي "حماس " و"فتح" وتكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية ، الضمان الاكيد والرد الوحيد على التحديات الراهنة ، والمشاريع والمؤامرات الاستعمارية الدنيئة الساعية الى تصفية القضية الفلسطينية وحرمان شعبنا من حقوقه .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في التجربة الثقافية الفلسطينية تحت الاحتلال ..!
-
حيفا عروس البحر ونبض فلسطين
-
النكبة في شعر جمال قعوار
-
طوبى ليارا عباس شهيدة المعركة ..!
-
يافا عروس فلسطين..!
-
صرخة سامية فارس ومأساة المبدع الفلسطيني ..!
-
أبو علي شاهين يموت واقفاً كالأشجار ..!
-
ورحل فارس الصحافة وعاشق القدس ناصر الدين النشاشيبي ..!
-
65 عاماً على النكبة ، والتغريبة الفلسطينية متواصلة ..!
-
المطلوب لجم عناصر -حماس- وممارساتها القمعية ..!
-
صفد عروس الجليل .. حاضرة في الغياب !
-
كي نتذكر ولا ننسى ... اللد مدينة التاريخ والعراقة!
-
كي نتذكر ولا ننسى / مدينة الرملة في القلب ..!
-
من أطلق النار على سيارة النائب في التشريعي ماجد أبو شمالة ..
...
-
لماذا منعت اجهزة -حماس- آمال حمد من السفر الى رام الله ..؟!
-
مظاهرة حيفا/ صرخة غضب ضد العنف المجتمعي !
-
الفارس عبد الرزاق المجايدة يودع فلسطين ويرحل..!
-
ليتوقف قمع الحريات في قطاع غزة..!
-
أبو علي شاهين وزيارة هنية التقديرية!
-
لا أهلاً ولا سهلاً بالقرضاوي شيخ الفتنة ..!
المزيد.....
-
نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض
...
-
أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
-
الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
-
غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز
...
-
-حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
-
قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
-
ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب
...
-
حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
-
إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
-
سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|