الرجماتية والمأذون

محمد جاسم دشتي

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 00:52
المحور: المجتمع المدني
    

الي ما يجيبهاش الشيطان .. يجيبها المأذون   في فيلم كوميدي حديث بطولة خالد الصاوي وخالد صالح بإسم الحرامي والعبيط ، يخرج الصاوي هذه المرة متمردا على كل أدواره المميزة ، فيظهر بصورة البلطجي الذي يعتبر نفسه سيداً على أهل حيّهِ ، فيقع في حب الفتاة الممرضة التي كانت ترعى أمه العجوز الشمطاء ، فيحاول التقرب لها بكل الطرق لينال المراد ، إلا أنها كانت ترخي له الحبل حتى تصطاده ، فكان أن امتنعت عنه حتى وعدها بالزواج .. فقال كلمته التي هزت أركان الأذهان المتابعة للسرد "إلي ما يجيبهاش الشيطان يجيبها المأذون" ..
نظرة البلطجية للأمور والحلول قد يسميها "برجماتية" أحد الذين وقعوا في فخ اختلاط المفاهيم وتشرذم الحقائق على ظهور المغالطات ، ترى هذه الفئة المضللة أن أفكار البلطجية ما هي إلا حلول عملية "برجماتية" وكأن البرجماتية مستخلصة من حطب جهنم ، لا تراكم فكري تطوري حداثي يسعى لوضع الحل العملي في التفكير الأخلاقي لينتج خلاصةً مفيدة .. مفيدة للعيش أقصد ، فأخلاق الرضا والقناعة بالقليل والتزهُد ليست من منطلقات الاقتصاد الحر وإن كانت في حقيقتها دعوة للإنتاج الذي سيزيد من توظيف هؤلاء المشردين .. طبعا الذي لا يأت بطريقة غير أخلاقية أو غير منظمة قانوناً  .. يجب أن يأت كرهاً بطريقٍ غير قويم .. فلماذا يسعى أحد للبحث عن تنظيم وفي واقعها أشياء ليست إلا مبعثرة ، لن يتمكن وحده ليعيد ترتيبها فيظفر براحته ويترك الأمر للمعبود .. ومن هنا يسعى للتخلل بين الثغور فإن اصطدم بالسد الأثيوبي سيعود للمفاوضات أي للطريق القويم .

الصاوي لم يترك البرجماتية بل استغلها كما يستغل حماة الأخلاق دينهم تحت قاعدة الضرورات تبيح المحظورات . نعت العمل غير الأخلاقي بالبرجماتي هو فعل ينذر بتفشي ظاهرة المغالطات الفكرية وهو في ذاته فعل لا أخلاقي يندرج تحت وصف الشيء بما ليس فيه ، فما لمح له الصاوي بطريقة شعبية هو أمر معتاد في بلاد العجائب بلاد المليون إمام .انتهى

#محمد_جاسم_دشتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل