أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح سعيد عبود - اللاسلطوية والقضية الفلسطينية














المزيد.....

اللاسلطوية والقضية الفلسطينية


سامح سعيد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 291 - 2002 / 10 / 29 - 04:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


 

يمكنك بالطبع أن تطرح شعار الحد الأقصى كحل لقضية ما ،برغم تيقنك بأنه لا يمكن فى ظل ظروف معينة إلا تحقيق ما هو أدنى من ذلك بكثير ،وقبولك بالحد الأدنى لابد وأن يكون مؤقتا بهذا الظرف لا غير ، لا يمنعك هذا القبول من النضال من أجل الحد الأقصى ،وقبولك بالحد الأدنى مؤقتا مع النضال من أجل الحد الأقصى يختلف  عن الموقف الانتهازى بقبول الممكن والمتاح والحرص على استقراره والعزوف عن الارتفاع بسقفه ، والاكتفاء بمكتساباته القليلة ، والترويج لها كحل نهائى للقضية .

       فالشعب الفلسطينى يذبح الآن على مرأى من العالم كله ،الصامت والمعترف والمؤيد والمتخاذل واللامبالى ،رغم أن ما يحدث هو جريمة عنصرية بربرية مستمرة منذ أكثر من قرن فى حق هذا الشعب ، فالصهيونية حركة فاشية ،وتجسيدها فى دولة إسرائيل هى كارثة إنسانية بكل المقاييس ، منحها المجتمع الدولى والرسمى الاعتراف بالشرعية وساندها وأيدها لتسرق وطنا كاملا من شعبه بالإكراه والإجبار ، ومازالت ترتكب بحق هذا الشعب شتى صنوف التعذيب و التنكيل والتشريد ، وبالرغم من ذلك يطالب الحكام المتمدينون هذا الشعب بأن يصمت فضلا عن أن يحب ويتسامح ويتعلم من قاتليه وسارقيه . وحين يتمرد ويطالب بحقوقه السليبة ، يوصم بالعنف والإرهاب ، ويطالب إزاء العنف الموجه ضده بضبط النفس وقبول ما يمنحه له سارقيه.

       وإزاء هذا كله لا يسع اللاسلطويون  إلا أن يقولوا  للفلسطينيين أن حل قضيتهم على نحو جذرى ليس فى دولة ما ، دولة ترفع علم فلسطين بدلا من علم إسرائيل ،دولة تمارس عليهم القهر وتستغلهم باسم السلطة الوطنية ، بدلا من استغلال وقهر سلطة الاحتلال الأجنبية ، فقضيتهم ليست فى حكم وسيطرة واستغلال السلطة الإسرائيلية ، بل فى التحرر من كل سلطة إلا سلطتهم هم الجماعية على مقدراتهم ، فجوهر السيطرة الإسرائيلية عليهم ، هو فى انتزاع الفائض الاجتماعى من قوة عملهم الرخيصة لصالح الرأسماليين الإسرائيليين ، وستكون السلطة الوطنية الفلسطينية مجرد وسيط وطنى مقبول فى هذه العملية يضمن استمرار الحال  لصالح الرأسماليين سواء أكانوا عربا  أو إسرائيليين أو أجانب . وذلك عبر وسائل قمعها الوطنى المقبول والمؤيد بحماس من قبل الجماهير الفلسطينية والمدفوع لأجله دماء شهداءها وجرحاها ، والتى سرعان ما سوف تكتشف إنه لا فرق بين السلطتين سوى فى اللغة والأشخاص ، فالقمع واحد ،والاستغلال واحد،إلا أن أحدهم مغلف بقناع براق من العواطف الوطنية الزائفة والآخر هو وجه الاستغلال الأجنبى السافر ، وحتى الدولة العلمانية الديمقراطية على كامل التراب الفلسطينى وضمان حق العودة للاجئين ، وإن كانت ستضمن تحسنا ملحوظا فى أوضاع الشعب الفلسطينى ، وستضمن الكثير من حقوقه الإنسانية المهضومة ، إلا أنها لن تعنى تحررا حقيقيا للجماهير اللهم إلا التحسن النسبى فى أوضاعها الإنسانية . ويمكن للشعب الفلسطينى أن يقبل بأحد الخيارين حسبما تسمح به الظروف ، دولة فلسطينية فى الضفة والقطاع بدرجات مختلفة من التبعية سواء لإسرائيل أو للآخرين ،أو الخيار الأفضل وهو الدولة العلمانية الديمقراطية ،إلا أنه لا يجب أن ينسى أن الحل الحقيقى والوحيد والجذرى لقضيته ،هو فى التخلى جذريا عن الأيديولوجيات القومية والدينية والتسلطية ،والأوهام التى تروج لها هذه الأيديولوجيات ، فلا حل سوى بمجتمع  لاسلطوي فى المنطقة ، فهنا وهنا فقط سيتحرر الفلسطينيين وسائر العرب وكذلك الإسرائيليين وكل سكان شرق وجنوب المتوسط من القهر والاستغلال الواقع عليهم من البيروقراطيين والساسة والرأسماليين والعسكريين على تنويعاتهم القومية والدينية، وحينئذ فقط سيتمتعون بالحرية الحقيقية والمساواة الفعلية .

     ربما يكون هذا الهدف بعيدا وخياليا ولا تسمح به ظروف الواقع الراهنة ،وربما يكون أقرب مما نتخيل و أكثر واقعية مما نظن ،وما علينا إلا أن نناضل من أجله ،فهو ليس أقل خيالية من وهم التحرر فى ظل الدويلة الوطنية التابعة والمستبدة الذى يسعى له البعض ،أو الدولة الديمقراطية العلمانية التى يعتبرها البعض سقف أحلامهم ،أو الدولة الاشتراكية التسلطية التى يبشر بها البعض الآخر ، ولا الدولة القومية أو الدولة الإسلامية على كامل التراب بعد طرد اليهود ،كما مازال يدعو لها غلاة القوميون العرب أو الإسلاميون .

 



#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر الملكية الخاصة فى المجتمعات
- لماذا الحرية والمساواة معا؟
- إشكالية الهوية فى إسرائيل
- مبادئ اللاسلطوية
- الرأسمالية الكوكبية
- ردين للفعل على الاستعمار
- العالم فى عصر تحلل الرأسمالية
- ملاحظات أولية على الاستقلال الوطنى
- الحركة العمالية والنضال القانونى
- الديمقراطية وقوى غير ديمقراطية
- اشتراكية أم دولنة للإنتاج
- أزمة اليسار الوطنى
- العلم والصراع الطبقى
- حرية الهجرة مقابل حرية التجارة
- التحرر من الاغتراب
- الأساس الأخلاقى للمجتمع
- الحرية والسلطة
- ماذا فعل القوميون العرب
- هل ما زالت الإصلاحية ممكنة
- الأممية للخروج من الغابة


المزيد.....




- قطر ترد على مزاعم دعمها مظاهرات الجامعات بأمريكا المؤيدة للف ...
- رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن أسباب تأجيل التصويت لإغلاق قناة -ال ...
- فيراري تكشف عن سيارة بسعر يقارب نصف مليون دولار.. كم تبلغ قو ...
- بالقوة.. الشرطة الأمريكية تفض مخيم احتجاج لطلاب بجامعة كالي ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف في وسط وجنوب القطاع ومزيد من الدو ...
- دعوى ضد مؤسسة انارة لدى المدعي العام
- الداخلية الروسية تضع وزير المالية الأوكراني السابق ورئيس الب ...
- الجيش الأمريكي يعترف بقتل مدني بغارة على سوريا ظنا أنه قيادي ...
- رئيس وزراء جورجيا يرفض زيارة الولايات المتحدة بسبب مطالب واش ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح سعيد عبود - اللاسلطوية والقضية الفلسطينية