أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكاظم حسن الجابري - السيد السيستاني امة في رجل














المزيد.....

السيد السيستاني امة في رجل


عبد الكاظم حسن الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيد السيستاني أُمَةٌ في رجل
كان ولازال دور المرجعية الدينية الشيعية والتي مركزها النجف الأشرف دور الأب الراعي لجميع اطياف الشعب , وكان دورها السياسي لا ينفك عن دورها الروحي والعقائدي , فكان للمرجعية على مر تاريخها كلمة الفصل في القضايا السياسية على عكس ما يصوره البعض من أن المرجعية هرمه ومنطوية على نفسها ومنزوية , بل تجرأ البعض لأن يعتبرها مؤسسة او منظمة مجتمع مدني .
وفي تاريخا المعاصر كان الدور الابرز والاكبر لسماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني فبعد تصدي سماحته للزعامة الدينية بعد وفاة السيدين آيتي الله العظمى السيد الخوئي والسيد السبزواري قدس الله سريهما حمل هذا المرجع هموم المسلمين في العالم عامة وفي العراق خاصة .
وقد اجتاز محنة الحكم العفلقي في فترة ما بعد عام 1993 الى عام 2003 بصبر وحنكة الاب القائد مع ما نعلمه من احداث جرت في تلك السنين العجاف وكيف أُتِهِمَ هذا المرجع الشريف بما لا يليق بشخص عادي فكيف اذا كان سماحة السيد وتعرض لمحاولات اغتيال كثيرة كان ابرزها الهجوم على داره عام 1997 ومقل احد العاملين في بيت السيد واصابة اخر وبقي هذا الجبل الاشم يدفع بسفينة العراق نحو الامان والحفاظ على ابناء العراق بكل قومياتهم من ظلم صدام واتباعه المجرمين .
وبعد سقوط النظام البعثي وزوال الطاغية اضطلع سماحة السيد بمهمة عظيمة وجسيمة الا وهي مهمة مواجهات الاحتلال الاجنبي وكيفية التعامل مع التغير نحو الديموقراطية . فالشعب العراقي المكمم الافواه انفتح على عالم جديد وافاق جديده وللأسف انها اتت عن طريق الاحتلال ولم تأتي عن طريق تغيير داخلي بأيدي عراقية.
وكان دور المرجعية الدينية والمتمثلة بالسيد السيستاني دورا مهما في رسم الاطار العام للعملية السياسية ,فقد لعبت المرجعية الدينية في النجف الاشرف دورا رئيسا في العملية السياسية الجارية في العراق , فأسست لمرتكزاتها , وواكبت تحولاتها , ورعت مسيرتها , وكان لموقفها الاثر البالغ في الحفاظ على الوحدة الوطنية , والسعي لإنجاز الاستقلال والسيادة , والعمل لإنهاء الاحتلال , من خلال الحث على أساس الالتزام بالقانون , ومبادئ العدالة والمساواة واحترام الاخر , وتفعيل المشاركة الشعبية . (1)
لقد نادى سماحة السيد السيستاني بالوحدة الوطنية ودافع عن جميع اطياف الشعب العراقي كردهم وعربهم , تركمان وشبك وايزيدين , مسيح وصابئة , شيعة وسنة , وكان هذا التوجه واضح من خلال بياناته حول حرمة الدم العراقي وتحريم الاقتتال الطائفي , وتحريم الاستحواذ على مساجد السنة بل اوجب استرجاع ما أخذ من مساجدهم في المناطق الشيعية وتوفير الحماية لأئمة مساجد السنة , لقد كان الامام السيستاني هذا الرجل البسيط في نفسه العظيم في هيبته ليس له هم الا ان يتقدم العراق ويزدهر وكما قال سماحته " ليس لي هم الا أن ارى العراقيين سعداء " .
وقد تحمل سماحة السيد الكثير والكثير في سبيل ذلك فتعرض للسب والشتم ومحاولات الاغتيال ولكنه لم ينفك ملتزم بنهجة في رسم حياة طيبة للشعب العراقي الكريم , ولم يدخر وسعا في ذلك الا أداه .
لقد مَنَ الله علي بان اتشرف بلقاء سماحته مرة او مرتين خلال زمن البعث المقبور , واكثر من عشرة فيما بعد التغير وتشرفت ان احضر معه مجلسي عزاء للحسين عليه السلام في داره احدهما يوم 11 محرم عام 1432 والاخر في هذا العام بتاريخ 7 محرم 1434 وقد لاحظت في جميع هذه الزيارات البساطة التي يعيشها سماحته وكان في كل لقاءاتي به بنفس الوتيرة من التواضع والدعاء للمؤمنين وللعراق والعراقيين خصوصا . ان ما لفت انتباهي في المرة الاخيرة التي زرته فيها قبل ايام بتاريخ 20رجب 1434 حيث اوصاني بعض الاخوة من بغداد بالسلام على سماحته علما اني من محافظة ذي قار ولما سلمت عليه وكانت العادة يكون السلام سريعا وذلك لحالة السيد الصحية وكبر عمره الشريف ولكن هذه المرة سلمت عليه وعلى عجالة قلت له ان بعض الاخوة يبلغونك السلام وتفاجأت بانه امسك بيدي ودعا بهذا الدعاء " اللهم احفظ العراق والعراقيين واطل في اعمارهم واوسع في ارزاقهم ووفقهم لكل خير ببركة الصلاة على محمد واله الطاهرين ".
ان هذه الكلمات نزلت علي كالماء الزلال الذي اطفأ غائلة العطش فأحسست كأن السيد استشرف في وجهي هموم كل العراقيين ودعا لهم وكان دعاءه هذا متزامنا مع ما كانت تشهده بغداد من تفجيرات وارهاب يفتك بالأبرياء واحسست من خلال كلمات سماحته انه يحس بآلام العراقيين ويتوجع لوجعهم , وليس له هم الا ان يتجاوزوا محنتهم التي ألمت بهم .
إن مواقف ومسيرة السيد السيستاني في فترة تزعمه للمرجعية الدينية هي مواقف ثابته لم تغيرها التهديدات والتخوين ولا التسقيط , لقد بقي سماحته في الساحة حاملا بقلبه العراق اولاً واخراً ليس له شغل الا ان يكون العراق وادارته بيد العراقيين , ليكون بذلك الرجل الذي حمل بلدا كاملا في قلبه ليصبح بكيانه امة قائمة بذاتها .
عبد الكاظم حسن الجابري
7/6/2013
..................................................................................
(1)النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية/صفحة 5 / اعداد حامد الخفاف .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زيلينسكي يعلن عن ترشيحات لـ-أكبر تعديل وزاري- تشهده أوكرانيا ...
- ترامب يوضح آخر التطورات بشأن -مفاوضات غزة-
- بعد معركة طويلة.. والدة الناشط علاء عبد الفتاح تنهي إضرابها ...
- إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات بين مدريد وأنقرة
- نشطاء: الدعم السريع قتل حوالي 300 بشمال كردفان منذ السبت
- جيش لبنان يعلن تفكيك أحد أضخم معامل الكبتاغون قرب حدود سوريا ...
- 9 قتلى وعشرات المصابين بحريق مركز رعاية مسنين في أميركا
- مليشيا -الشفتة- الإثيوبية تهاجم وتنهب 3 قرى سودانية حدودية
- خبير عسكري: المقاومة أجبرت الاحتلال على التحول من الهجوم للد ...
- بين -المهمة المستحيلة- و-فورمولا 1?.. توم كروز وبراد بيت في ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكاظم حسن الجابري - السيد السيستاني امة في رجل