أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد ابواحمد - بعيدًا عن التطرف وقريبًا من السلام..!!















المزيد.....

بعيدًا عن التطرف وقريبًا من السلام..!!


خالد ابواحمد
صحفي وكاتب سيناريو


الحوار المتمدن-العدد: 1181 - 2005 / 4 / 28 - 11:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مع التطورات الكونية التي حدثت بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م وما تبعها من تأثيرات مختلفة أدت بشكل أو آخر لاندلاع اعمال العنف في رقعة كبيرة من البشرية وخاصة بعد الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق وانتشار ظاهرة التطرف الديني وسط قطاعات كبيرة من المجتمعات سواء في المنطقة العربية او القارة الامريكية او المنطقة الاوربية, وبلا شك ان الارقام البشرية التي راحت ضحية لهذا التطرف هي كبيرة مقارنة بكل الاحداث الدموية التي حدثت في المنطقة العربية والاسلامية في عهود ماضية, هذا الامر فتح الباب الواسع للنقاس في أكثر من محور حول ثقافة ارساء قيم الحوار المطلق من جهة والحوار بين الاديان من جهة والحوار الداخلي المسلم المسلم هذه الرغبة في اندياح الحديث عن الحوار كانت إحدي الافرازات الطبيعية للمشاهد المقززة التي اصبحت مالوفة لدي الناس اينما كانوا, ولكن كانت اكثرها إلحاحا حادث مقتل المخرج السينمائي الهولندي “ فان جوخ" على يد مسلم متشدد من أصل مغربي لم يدرك قيمة الحوار في دينه الذي يعتنقه, ومن هنا بالذات برزت أهمية فتح ابواب الحوار على جمع الصعد التي ذكرت آنفا.
هذه التداعيات وغيرها جعلت الديانة الاسلامية هي المعنية في المقام الاول بالبراءة من الفوضى التي عمت اركان العالم من أشخاص نصبوا أانفسهم حماة للدين, بل اوصياء على أمة بكاملها, كما هي معنية ايضا بتبيان المفاهيم الدالة على سعة الفكر الاسلامي من واقع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة, وهذا أكبر تحدي تواجهة الامة الاسلامية وكل من ينتمي للدين الاسلامي الحنيف في الرد على كل الاسئلة الملحة التي تتبادر الي اذهان غير المسلمين والاجابة الواضحة على علامات الاستفهام الكبيرة التي أصبحت واقعا مفروضا على الاحداث وعلى المجتمعات المسلمة, وخاصة تلك التي تعيش في العالم الغربي والاوربي.
ان تاريخ البشرية كله دليل على الدور الهام الذي يؤديه إنتماء الإنسان الديني والثقافي في حياته ودليل على إنفتاح الإنتماءات الدينية والثقافية لتأثيرات متبادلة تحقق حركة مستمرة في لقاح الحضارات والثقافات. الإسلام عقائد دينية والتزامات عبادية وخلقية ونظام حياة، وهو كذلك تجربة تاريخية باهرة وحضارة عالمية حية، لذلك شكل الإسلام وما زال المكون الأهم لهوية المسلم بل تعدى أثره معتنقيه إلى سواهم على نحو ماقال الاستاذ قسطنطين زريق: «الإسلام هو الدين القومي لكل العرب»، وما قال رجل الدولة مكرم عبيد: «أنا مسلم وطناً وقبطي ديناً». منذ القرن التاسع عشر تعرض العالم الإسلامي لاستعمار أوروبي صحبه فكر علماني يبشر بإبادة القديم وبناء مستقبل علماني على أنقاضه. ولكن عوامل عديدة أهمها إخفاق الأيديولوجيات الوضعية في القرن العشرين، والدور الذي أداه الدين في يقظة الضمير الإنساني بعثت تيارات أصولية قوية في كل الأديان تصاعد أثرها منذ الخمس الأخير من القرن العشرين.
وهنا لا بد من تبيان أمر مهم ان اشتقاق كلمة إسلام من جذر واحد في اللغة العربية تخرج منه كلمة السلام ذلك أن ثمرة الإسلام هي السلام مع النفس ، والسلام مع الطبيعة ، والسلام مع الآخرين جميعاً والسلام مع أمر الله في الدنيا والسلام منه في الآخرة في دار السلام ولو أن أهل الأرض استجابوا جميعاً لنداء الإسلام لتحقق وعد الله بنفي الخوف والحزن عنهم . وإذا ارتفع الخوف والحزن عن الناس فقد حلت بالناس المسرة وساد علي الأرض السلام .
ولقد جاءت رسالة المسيح عليه السلام في نفس السياق التاريخي من الرسل الذين يصدق بعضهم بعضاً وجاءت دعوة عيسي عليه السلام لرفع الأصر والأغلال التي ضربها بنو إسرائيل علي أنفسهم بالتساهل فيما أمر به الله والتشدد فيما لم يأمر به وليناهض المادية الغليظة التي ناءت بكلكلها علي الحياة . جاء عيسي عليه السلام برسالة اليسر بعد العسر والمحبة بدل التباغض والعفو بدل الانتقام والسلام بدل الحرب ولكن رسالة المسيح عليه السلام جاءت خطاباً خاصاً لبني إسرائيل تجاوزت خصوصيات هذا الواقع الإسرائيلي لتخاطب كل الناس بعقيدة التوحيد وبحقائق الكون والحياة . وهكذا تعاقب الرسل في موكب تاريخي يصدق بعضهم بعضاً ملة واحدة للعالمين اسماها إبراهيم عليه السلام أمة المسلمين عندما دعا ربه وإسماعيل  ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم  (البقرة) .
ولذا لم يكن غريبا ان الإسلام ومن مرجعية نصوصه يعترف بالتعددية الدينية تعددية تقتضي التعايش، والتسامح، والحوار,فالإنسان مجبول على فطرة دينية إيمانية: (فِطْرَةَ اللهِ التِي فَطَرَ الناسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ..).
ليس هذا فحسب الإسلام يعترف بقيمة إيجابية للأديان الأخرى: (إِن الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالنصَارَى وَالصابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). اختلف المفسرون في عبارة الصابئين، وعندي إن العبارة تشير للذين إهتدوا للإيمان من تلقاء أنفسهم أي دون رسالة مثل أمية بن أبي الصلت ـ وهذا المعنى يمكن أن يعمم ليشمل الذين سعوا إلى الله بذاتهم.
وقال تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدينِ..)، وهي تؤسس للتعايش الديني, وقال: (ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ..). إجازة للحوار, وبالإضافة لهذه النصوص الناصعة فإن من مصلحة الإسلام أن يعم التسامح والتعايش بين الأديان للأسباب الآتية: ـ الإسلام هو أوسع وأسرع الأديان انتشاراً في مناخ التسامح الحالي, ثلث المسلمين يعيشون أقليات دينية وسط أغلبيات دينية أخرى، والتسامح يكفل لهم حقوقهم.
أكثرية المسلمين يعيشون في دول هم فيها أغلبية، ولكن تعيش معهم مجموعات وطنية تنتمي لأديان أخرى ولاسبيل لتحقيق السلام معهم إلا عن طريق الاعتراف المتبادل والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات.
تعايش وحوار الحضارات أحصى الدارسون ثماني حضارات حية وعشر ألف ثقافة مميزة، كل الحضارات والثقافات تشتمل على عناصر مميزة لها ولكنها جميعاً تحتوي على عناصر وافدة إليها من غيرها.
ونحن اليوم مواجهون بتحدي الدفاع عن أصل التدين في الأرض وهذا التحدي ينبغي أن يدفعنا نحو تجاوز الشكوك والتوجسات لنتعاون علي البر والمشترك بين الأديان, ولنبدأ صفحة جديدة من الحوار الذي يحيي مثالاً دينياً في كيفية التعامل مع الآخر باليسر والحسنى فقد ظلت الأمراض ملازمة لحركة المتدينين تعييهم بالعجز عن الحوار مع الآخر والعجز عن التعايش مع الآخر, وقد حانت الفرصة الآن وأكثر من ذي قبل بإرساء ثقافة التعاييش السلمي بديلا لثقافة الاقتتال التي لم يجني احد منها شيئا.



#خالد_ابواحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستغنى أمريكا عن المنطقة الخليجية بالمنطقة الأفريقية.؟؟!!
- الخرطوم-عاصمة لثقافة البطش والكبت والتطرف الديني والقبلي
- ملامح شيوع التطرف الديني والسياسي في السودان
- الحركات الاسلامية و تغيير استراتيجية الصراع ..!!


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد ابواحمد - بعيدًا عن التطرف وقريبًا من السلام..!!