أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوزليم بارين - شهادة عن الانتفاضة الشعبية الجماهيرية في تركيا














المزيد.....

شهادة عن الانتفاضة الشعبية الجماهيرية في تركيا


أوزليم بارين

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أمر لا يصدق ما حدث في تركيا هذه الليلة. بدأ كل شيء بمظاهرة صغيرة في منتزه جيزيه ضد مشروع إزالته بقصد بناء مركز تجاري مكانه. يوجد هذا المنتزه وسط الحي التاريخي لاسطمبول في ساحة تقسيم.

هذه الساحة هي أيضا رمز للحركة العمالية التركية، وكل سنة في فتح مايو، تجري مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في هذه الساحة. انه مكان هام نريد استعادته فيما المظاهرات ممنوعة في هذا المنتزه. و يمثل الدفاع عنه رهانا كبيرا لأنه لا يسعنا قبول تحويله إلى مركز تجاري. علاوة على ان المنتزه به أشجار رائعة قديمة جدا، وهو من الأماكن الخضراء النادرة بالمدينة.

احتلوا جيزيه

بدا كل شيء عندما قامت مجموعة صغيرة من الشباب البيئيين بالدفاع عن تلك الأشجار. استمر هذا التجمع ولم يتوقف عن النمو منذ 27 مايو . هاجمت الشرطة مجموعة الشباب و أبعدتهم. وصباح الجمعة، شنت الشرطة هجوما بالغ الضراوة. وانضم أناس لم يكونوا في المظاهرة إلى المتظاهرين لدعمهم.

طيلة اليوم تفاقم الوضع، وتصاعدت شدة القمع، بإطلاق غاز الفلفل، و الغاز المدمع، و الرصاص المطاطي، وخراطيم المياه بضغط عال جدا و مئات عناصر الشرطة. خشينا كثيرا طيلة اليوم سقوط قتلى ، وذلك ما حدث حيث توفي اثنان.

كان ذلك نقطة اللاعودة بالنسبة لشعب اسطمبول. وبفعل انه كان يوم جمعة مساء، انضم كثير من الناس إلى ساحة تقسيم بعد خروجهم من العمل. كانوا 10 آلاف في البداية ثم 20 الفا، وازداد عددهم مرات . و واصلت الشرطة، الواثقة من قواها، الهجوم على الحشود بعنف. كان ذلك حالة حرب حقيقية. تجمع ما لا يقل عن 250 الف شخص باسطمبول. لكننا لا نزال نخشى ان تضرب الشرطة بقوة اشد وان تستعمل الدخيرة الحية وتسقط قتلى كثيرين.

وهنا، حدث شيء سحري، حيث بدا أناس يعون هذا الخطر الدفاع عن الشعب الذي كان يحارب في ساحة تقسيم. وفي تلك الأثناء اجتاحت المظاهرات شوارع أخرى. و الآن عمت المظاهرات تركيا برمتها.

حكومة حزب العدالة و التنمية محط سؤال

يبدو ان لا أحد نام هذه الليلة. أكثر من مليون شخص يوجدون حاليا في شوارع اسطنبول. الاكتظاظ في كل مكان و المتظاهرون يسيرون مجددا نحو ساحة تقسيم. في انقرة يسير الشعب نحو البرلمان و في المدن الأخرى نحو مقرات حزب العدالة و التنمية الحاكم.

الشرطة تصعد أكثر فأكثر هجومها و ثمة تصعيد في استعمال القوة. في البدء جاء الناس غاضبين لكن الثقة في النفس تزداد؟ يتراجعون لحظة أمام الغازات الكيماوية لكنهم يواصلون السير بعد ذلك.

باتت حكومة حزب العدالة و التنمية موضع اتهام. يحدث هذا لأول مرة في تركيا في ظل هذه الحكومة. حتى مساء أمس كان الأمر شبيها بحركة "احتلوا" لكنه الآن احتجاج شعبي جماهيري ضد الحكومة للمطالبة باستقالتها.

تقسيم – تحرير

يجب تحليل طبيعة هذه الحركة بعمق، لكن يبدو أنها انتفاضة من اجل الديمقراطية. من يدري قد تصبح ساحة تقسيم ميدان تحرير في الأيام القادمة. و ستتبلور المطالب في خضم الحركة. ثمة خطر احتواء الحركة من قبل اليسار الاصلاحي القومي. وهذا الرهان يتوقف ايضا على ما سيقع في المدن الكردية. إذا انضمت إلى الحركة، ويبدو أنها شرعت تفعل ذلك، فيمكننا ان ندمج هذه الانتفاضة من اجل الديمقرطية مع عملية سلام حقيقية في تركيا. يبدو ان السلام لن يحل الا مع انتفاضة من هذا القبيل، هذا رغم ان غرب البلد تسوده اتجاهات قومية لحد الآن.

لو ُسئلت أمس إن كنت أظن حدوث شيء من هدا القبيل، لأجبت بالنفي. عجيب ان ترى هذا الشعب يثق اكثر فأكثر في قدراته و في معركته وهو يقاوم جماعيا.

سكان الاحياء متضامون بقوة مع المتظاهرين. ويحاول كل التجار المساعدة وتقديم الاسعافات.

يبدو ان ثمة في اسطنبول 150 شرطيا توقفوا عن إطلاق الغازات على الناس وانضموا الى المتظاهرين، وصرح بعضهم انه سيستقيل من الشرطة. سائق حافلة نقل تابعة للبلدية قادها ضد مدرعة للشرطة لوقفها و إقلامة حاجز بين الشرطة والمتظاهرين.

ثمة أمل عظيم في فيما يجري

اسطنبول 1 يونيو 2013

أوزليم بارين

تعريب المناضل-ة






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحوّل مغاير كليًا.. شاهد كيف ردت روسيا على عزم ترامب تزويد أ ...
- -أخيراً، ترامب يتوصل إلى الطريق لإيقاف آلة الحرب الروسية- - ...
- اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء.. وإسرائيل تأمر بمهاجمة ق ...
- إسبانيا تطلب تعليق اتفاق الشراكة الأوروبي مع إسرائيل مادامت ...
- للمرة الأولى.. فرنسا تمنح حق اللجوء لجميع الغزيين غير المشمو ...
- 3 حالات خلال 10 أيام.. انتحار الجنود يكشف عمق الأزمة النفسية ...
- احتفال في مدينة يوتوبوري السويدية بمناسبة الذكرى 67 لثورة 14 ...
- ثورة الخصوبة في الشرق الأوسط .. أطفال أقل مشاكل أكثر؟
- الولايات المتحدة: إجلاء 500 شخص على الأقل من منطقة غراند كان ...
- نيس: --صدمة كبيرة-- بعد منح محكمة فرنسية كنيسة أرثوذكسية ومق ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوزليم بارين - شهادة عن الانتفاضة الشعبية الجماهيرية في تركيا