خواطر تسم الخاطر .......... النقابات السلطوية .......ودورها فى قمع اعضائها لصالح السلطة السياسية

ايمن عبد العزيز البيلى

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 04:11
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

من العبث اضاعة الوقت والجهد فى ايقاظ جسد ميت بل وتعفن وصارت رائحته تثير الغثيان.......ان النقابات فى الاصل وفى كل دول العالم تنشاْ مستقلة عن السلطة او الاحراب السياسية .....وتستهدف المطالبة بحقوق اعضائها الاقتصادية والاجتماعية ودستورها هو لائحتها التى توافق عليها الجمعية العمومية
ان تدخل السلطة اى سلطة فى العمل النقابى يفسده......وهيمنة السلطة السياسية او الحزبية على النقابة يعنى تحول النقابة من اداة دفاع عن حقوق اعضائها الى اداة فى يد السلطة تقمع به الاعضاء وتروضهم بل وتستخدمهم لصالح تحقيق اغراضها السياسية والحزبية ......ومن ثم ينتفى ويختفى دور النقابة تماما
اماالنقابة التى تنشاْ نشاْة نقابية حقيقية وسليمية وغير مشوهة هى التى تعمل فى اطار من الاستقلالية الكاملة وتلتزم بدستور النقابة اى لائحتها وتعمل دوما وابدا على تحقيق اهداف النقابة التى نشات من اجل تحقيقها ويكون ميدان العمل لتلك النقابة هى بيئة العمل الخاصة بالاعضاء
وفى كل دول العالم ايضا لايوجد مايسمى بالنقابات المهنية ولكن تنقسم النقابات الى نوعين فقط .....نقابات تنشاْ بارادة العمال وتدافع عن حقوقهم ( نقابات عمالية) .....ونقابات اصحاب الاعمال
ولتطبيق مثال عملى على ذلك
نقابة المهن التعليمية كان نقيبها منذ نشاتها عام 1969 وزير التعليم اى وزير تعليم يتولى الوزارة
حتى كان اخر نقيب لها هو الدكتور المرحوم مصطفى كمال حلمى تولى موقع النقيب وهو وزير للتعليم وبقى نقيبا بعد ان ترك الوزارة
اى يمنة وسيطرة كاملة من قبل السلطة السياسية على نقابة المهن التعليمية
ثم ادارها الامين العام السابق محمد كمال سليمان عضو امانة السياسات بالحزب الوطنى بالقاهرة وصاحب المدارس الخاصة ............اى انه يمثل السلطة السياسية وكذلك تتعارض مصالحه مع مصالح الاعضاء فالاعضاء كلهم عمال يعملون لدى الحكومة او لدى اصحاب المدارس الخاصة ( لان العامل وفق التعريف الدولى وحتى الدستور المصرى الحالى هو كل من يعمل باجر لدى غيره ( سواء اكان هذا الغير حكومة او قطاع خاص ) اذا كيف يمكن ان يتولى صاحب عمل نقابة تضم العمال لديه اولدى غيره من اصحاب العمل
كذلك كيف تؤدى النقابة دورها وتطالب الوزير الذى هو نقيبها بمطالب المعلمين ولهذا وعبر تاريخ هذه النقابة المهنية لم نجد لها فعلا جماهيريا بين اعضائها على الارض ولم نسمع يوما ان استخدمت اى الية من الاليات السلمية للحصول على الحقوق او حتى التفاوض فقط التنفيذ
والان يستمر الوضع مع تغيير الاشخاص
الجماعة الساسية الحاكمة وجزبها يسيطرون على النقابة ......النقيب عضو بجماعة الاخوان .....مجلس النقابة العامة والنقابات الفرعية واللجان النقابية كلها تقريبا او الاغلبية ينتمون الى الحزب الغالب سياسيا ...............كيف تعمل النقابة بشكل مستقل اذا؟ ايضا النقيب كسابقه تماما مساهم فى مدرسة خاصة وعضو مجلس ادارتها اى انه صاحب عمل ......فكيف تطالب النقابة بزيادة اجور المعلمين من اصحاب العمل ( الحكومة او القطاع الخاص) فلا نتعجب او نندهش من صمت النقابة المميت بل وتحولها للدفاع عن سياسات الحكومة وفى بعض الاحيان الكثيرة يتحول النقيسب الى متحدث رسمى باسم السلطة التنفيذية والتى من المفترض ان يواجهها ويطالبه بحقوق اعضاء نقابته
ومن هنا فسد العمل النقابى منذ نشاته المعاصرة او فى مرحلته الاخيرة ولانجد تلك التجارب النقابية المشوهة الا فى الدول التى تحكمها الانظمةالمستبدة والتى بالتاكيد ترفض اى فكر استقلالى يمكن ان يحكم عمل التنظيمات النقابية .....لانه وببساطة النقابات المستقلة تعنى تنظيم فئات المجتمع المختلفة ورفع وعيها بخقوقها الاقتصادية والاحتماعية والمهنية ومن ثم تنتفض ضد الانظمة المستبدة المستغلة ....وتمثل اداة التغيير الحقيقية للثورة الاجتماعية وهو مايخيف ويزلزل النظم التابعة والمستغلة لشعوبها والتى لا تعيش ولاتبقى الا على امتصاص عرق ودماء الكادحين

1-6-2013

#ايمن_عبد_العزيز_البيلى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات