-ظاهرة السحر بالمغرب -سيدي شمهروش نمذجا

ادريس الغزواني

الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 20:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

إن هذا البحث المتواضع قد أعطانا صورة واضحة حول المعتقدات السحرية الخرافية التي ظلت ترافقنا خلال مرحلة من عمرنا.و بالتالي وإذ نعترف أن بحثنا هذا ليس شاملا لكل الأضرحة والزوايا لاستحالة الإحاطة بما له صلة بالسحر في المغرب، فإن غايتنا هو أن يفتح هذا البحث نقاشا هادئا ومسؤولا وهادفا حول الموضوع. ويلتزم لذلك بالرد على نقد أو كشف لنقائصه. صدورنا واسعة في هذا الإطار.
من هنا، أتساءل مع القارئ الكريم عن ما الذي يجمع بين: دخان البخور وأمواج البحر ونور القمر ولسان الحمار ورأس الأفعى وشوك القنفذ والنار والدم والألوان المختلفة وأيام الأسبوع وأسماء الكواكب والنجوم...؟ الخ. إن الذي يجمع بين العناصر المتفرقة إلى بعضها و المتلازمة فيما بينها هو علاقة غامضة ومخيفة و كذا محيرة تدعى السحر.
إن السحر يعتبر من أقدم المعتقدات والظواهر التي عرفتها البشرية منذ ليل التاريخ وقدم الزمان، وليس معروفا عن شعب من شعوب الأرض أنه كان يجهله، في الماضي كما في الحاضر. وذلك ما دفع علماء الاجتماع والأنثربولوجيا إلى الخروج باستنتاج مفاده أن السحر هو نتاج حاجات طبيعية مشتركة، كامنة في أعماق النفس البشرية المعقدة.من هذا المنطلق يمنكن طرح الإشكالية التالية :
إلى أي حد يؤمن المغاربة بالسحر والشعوذة، وما هي أسباب ومبررات الولوج إلى هذا النوع من العلاج خاصة في ضريح سيدي شمهروش ؟.
يمكن تعريف السحر على أنه ممارسة تستخدم عناصر خفية أو مادية بهدف التأثير في الواقع من أجل غرض محدد، وتحدد القوى المؤثرة وكذا الغاية المرجوة من العملية السحرية: نوع الممارسة (شريرة أو نافعة).
إن عامة المغاربة يطلقون على ملك الجان بالمغرب اسم (شمهاروش) أو (سيدي شمهاروش الطيار)، إلا أن اسمه الحقيقي والأصلي شمهروش. فشهرته تتجاوز حدود المغرب إلى الشمال الإفريقي، وربما يكون مصدره ـ إضافة إلى غرابة الاسم ـ كونه الوحيد من الملوك السبعة الذي خصص له مقام مقدس ومعروف، حيث يقع ضريح سيدي شمهروش بالأطلس الكبير وتحديدا قبل كيلومترات قليلة عن جبل توبقال المتواجد بدوره بجنوب غرب منطقة إمليل إقليم تحناوت بجهة مراكش تانسيفت الحوز.و بالتالي يمكن أن نعرض بعض أقول الساكنة المتواجدة قرب الضريح:
* هناك من يقول أن شمهاروش ما زال حيا يرزق.
* هناك من يقول أن شمهروش كان سلطانا.
* هناك من يقول أن شمهروش ليس بجان وليس بإنس، وهناك من يرجح الكفة إلى قول بأنه إنس لكن الأغلبية تقول أنه من الجان.
* هو مكان للعلاج النفسي، الطبي والروحي.
* تحيطه مجموعة من المقامات الأخرى كل الباشا حمو ـ لالة عيشة ـ سيدي ميمون...
* فترة التداوي 3 ايام ما بين شهري يوليو وغشت.
* ضرورة الاغتسال من عين شمهروش بعد العصر.
* ضريح مخصص للمسلمين فقط.
* هو عبارة عن محكمة عليا للجان كما يقال.
* داخل هذا المقام قبر ـ زرابي ـ شموع موقدة ـ ماء الزهر ـ ساعات معلقة ـ كتابات قرآنية ـ أعلام حمراء وخضراء.
- مجموعة من القصص التي تروى على حساب هذا المقام.
من خلال مقابلتنا مع بعض الأشخاص استخلصنا أن سكان المناطق المجاورة يعتقدون أن أسطورة سيدي شمهروش حقيقة إلى حد يمكن القول أنهم لا زالوا يؤمنون بها، ويؤمنون كذلك بأن ذلك المكان هو مكان للتطبيب وليس لأمراض عضوية، وإنما لأمراض روحانية.
استخلصنا أن الساكنة يقدسون نوعا ما شمهروش وذلك باستعمال كلمة سيدي ـ وأن الناس يتخوفون من إعطاء معلومات كافية حول الموضوع ربما لأنه يعتبر من المواضيع الحساسة في المجتمع كما يعتبر من الموضوعات الطابوهات داخل المجتمع المغربي والتي هي في قمة الصعوبة في التفكيك.
عرفت المعتقدات الخرافية والسحرية في الموروث الشعبي المغربي تحولا عميقا منذ بضع سنوات من خلال توالي الناس على مزارات الأولياء ومجالس السحرة وأيضا في مصنفات السحر والسحرة والمشعوذين وتجار الخرافة التي يسميها البعض كتبا صفراء وهذا راجع إلى الارتباط والعلاقة الوثيقة بين المغاربة والسحر أي أنه إلى اعتبار أن السحر جزء من أجزاء الحياة اليومية بالمغرب. فالمغاربة سيظلون أوفياء للعهد للأولياء، الشرفاء والأضرحة.

#ادريس_الغزواني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات