أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن سامي - اكذوبة الاسلام القومي !!!















المزيد.....

اكذوبة الاسلام القومي !!!


حسن سامي

الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مزايدات حدثت على صفحات التواصل الاجتماعي، اعابت على علماء بعض المذاهب الاسلامية اصولهم الأعجمية، هذا ما دفعني الى توضيح بعض القضايا و المسائل التي لم يلتفت اليها المتبادلون لهذه التهم. دعونا اولا الاقرار ان عموم العرب اليوم نشئو و ترعرعوا في حاضنة حكومات قومية حتى صار يقينا لدى الاغلبية الساحقة ان الفكرة القومية لا مناص منها و انها حلم كل عربي. هذه الفكرة التي ظهرت الى الواقع السياسي في المجتمعات الحديثة بعد الحرب العالمية الاولى بواسطة كتاب و مثقفين عرب استحسنوا بناء مجتمع قومي يحاكي الفكرة البسماركية التي تبناها هتلر فيما بعد. لم يجد هؤلاء الكتاب ما يعينهم على تحقيق اهدافهم سوى استعارة ما حققته الامة الاسلامية و نسبه الى العرب حصرا، هذه الاستعارة احدث مفهوما جديدة تبنته بعض العقول فيما بعد تحت مسمى الاسلام القومي. تسلم الحركات القومية دفة الحكم في البلدان العربية ساهم بشكل كبير الى غرس المفاهيم القومية وفقا لارادة مفكريها لدى الشعوب العربية.

مما تقدم قد لا يستسيغ البعض طرح اراء مخالفة لما اعتقد به و تربى عليه على الرغم من ان بعض الاحزاب الاسلامية واجهت هذا المد الذي تبنى العلمانية مبدأ في ادارة الدولة. عودة على ذي بدء من جدل بين الاطراف الفيسبوكية ، اجد من الضرورة تنبيه ذوي العقول النيرة الى اهمية نقد العقل القومي الذي جلب الويلات للمنطقة و ساهم بشكل او بآخر الى نشر الجهل فيها و تمكين اعداءها من فرض سطوتهم عليها. النقد يجب ان يتجلى بمناقشة اصل الفكرة لا بالتهجم و السب والشتم و التعصب. و السؤال هنا هل العربي ذو اصل قومي؟ الجواب برأي المتواضع ان العربية ليست اصل قومي او نسبي و انما هي اللسان و العودة بالاصل القومي لنبينا محمد (ص) الى جده الاعلى ابراهيم (ع) يثبت ان العربية هي لسان لان ابراهيم (ع) ليس عربي الام و الاب، فلو كان ابراهيم (ع) عربيا لأصبح بنو اسرائيل عربا لكون ابراهيم هو جد يعقوب (اسرائيل) من ولده اسحاق (ع).

لذلك كل من تحدث العربية و نطق بها فهو عربي. فالعرب اقوام انقرضت بحدوث الطوفان و المستعربة هم الناطقون بلغة العرب بعد الطوفان و منهم بعض الانبياء. لم يتبق من العرب سوى قبيلة واحدة تدعى جرهم الحميرية التي علمت اسماعيل (ع) اللغة العربية لذلك يقال ان اسماعيل ابو العرب و هي استعارة لفظية لاول ناطق بها بهذه اللكنة. لقد دأب القوميون العرب الى ابراز تفضيل العرب على بقية الاقوام ، بل ذهب بعضهم بالقول ان للعرب الفضل على امة الاسلام لانها كانت موجودة قبل الاسلام و هم من حملو لواء الامة الاسلامية و نشر الدين الذي جاء به محمد(ص) ، وهذا كلام عار عن الصحة فيه ما فيه من التمجيد الفارغ، لان الانبياء و الرسل كلهم كانو مسلمون و ان هذه الامة هي التي بدأ الله بها هذه المعمورة و بها سيختم . اما افضلية العرب على غيرهم فمن العدل الالهي ان لا تكون الا بالتقوى و ليس النسب. تنشأءة الاجيال على افكار منحرفة هي التي دفعت الكثير من السذج اليوم الى سفك الدماء و استباحة الاعراض ، ليس بدوافع سؤ النية وانما للجزم العقائدي بصحة ما يتبنونه من افكار ولدو و ترعرعوا عليها. من هذه الافكار المنحرفة الصاق المجوسية ( عبدة النار) صفة على المسلمين الشيعة و تصوير ان ايران البعبع الفارسي الذي يريد ان يبتلع العرب والمسلمين، وما هي الا ترهات من نتاج الفكر القومي العربي الذي سيطر على الماكنة الاعلامية التي باتت الوسيلة الوحيدة في توجيه العقليات الساذجة في الامة، و لا يفوتني ان اذكر ان التيار القومي الفارسي ينتهج ذات النهج الذي عليه الخط القومي العربي ، بل ان الكثير من هؤلاء جعلوا من الاسلام عدو لهم لانه اختطف هويتهم و على وجه الخصوص اللغة التي تغير فيها الكثير من المفردات و سيطرة العرب على دفة السلطة التشريعية في ايران. هذه هي الحقيقة التي قد لا يتقبلها البعض و يرميني بجهالة من حيث لا يفقه .

دعني اضرب لك مثالا حول الجهل الذي يغزو عقول ليس السذج فقط و انما اغلب المثقفون العرب.دار حديث بيني و بين احد اساتذة احدى الجامعات العراقية و كان يجلس معنا طلبة دكتوراة عرب، فذكر السيد الخميني و السيد الخامنئي و نعتهم بالفرس المجوس، فتدخلت ليس غيرة على السيد الخميني او الخامنئي و انما من باب ( نصيحة المؤمن للمؤمن امانة) أو كنقطة ضؤ تصيب بقعة جهل مظلمة، فقلت له ما هو دليلك ان هؤلاء فرس و يعبدون النار؟ فرد علي ببرود قائلا ( و من يختلف على ذلك ؟ و من لا يعرف من هم الايرانيون؟)، فقلت له انت لا تعرف ؟ قال كيف؟ قلت له أما قال رسول الله (ص) من نطق الشهادتين دخل حصني، و ان دخول الاسلام بالدليل الاجمالي هو شهادة لا اله الا الله محمد رسول الله ؟ قال نعم؟ قلت و الله أشهد اني سمعتها في مساجد قم وطهران وكل البقاع التي زرتها هناك ، تصدح بها مآذنهم و انهم يقيمون الصلاة في اوقاتها و الصوم في شهره و يحجون بيت الله الحرام كما يحج المسلمون ويقيمون حدود الله التي نستها اغلب الشعوب العربية،و هذا يثبت انهم ليسو كفرة او مشركين كما تدعون!!! قلت كيف يكون الخامنئي فارسي و مجوسي و هو من سلالة المصطفى (ص) ألا تعلم ان العمة السوداء لدى الشيعة رمزية تشير الى ان صاحبها من سلالة بيت النبوة و البيضاء هم من خارج هذه السلالة. بالتأكيد كان ردي مفاجئا لهم و كان لابد ان يظهر ذلك البدوي الصغير الذي يوسوس في صدور القوميين العرب، من تقبل أي حقيقة تخالف معتقداته، والذي لا يفقه منها سوى ما لقن به (حركات شعوبية تريد ضرب الاسلام من الداخل ، او كذابون، و اخيرا انها الوسيلة لاستعادة امجاد امبراطوريتهم). كان المسلمون ينعتون الصاحبي الجليل سلمان (بالفارسي) الى ان ردهم الامام الصادق (ع) عن ذلك الذي قال ( لا تقولو سلمان الفارسي، و لكن قولو سلمان المحمدي ، ذلك رجل منا اهل البيت) و هو مستوحى من الحديث النبوي ( سلمان منا أهل البيت)، و هذه اشارة ان لا صلة للقومية بالدين و انما الاسلام يتعامل مع ما يظهره المرء من اعمال تثبت انه مسلما و اما ما بطن او خفي منها فهي من اختصاص الله فهو يعلم ما خائنة الاعين و ما تخفي الصدور. لا ضير ان يكون الفارسي او الشركسي او التركي او الكردي مسلما ، و حيث ان لغة القرآن هي العربية التي هي ليست بأب او أم احد من رجالكم انما هي اللسان كما وصفها محمد (ص)، مدعاة للرد على الجهلة اللذين يمزقون امة الاسلام بجهلهم و يريدونها كما تهوى انفسهم ، و لا ادري أحسب الناس الا يفتنون؟ افلا يتدبرون ؟ افلا يعقلون؟ افلا يتفكرون؟.

من اولوياتي الثقافية قراءة التاريخ الاسلامي وما أقل علماء عرب الجزيرة في صفحاته، فهل يصح نعت المذاهب بأعجميتها ، اذا كان علماءها من الاعاجم بالوصف القومي؟ أليس النعمان و الترمذي والبخاري و هلم جرا الى يومنا هذا هم من الاعاجم؟ اليس نصير الدين الخواجة طوسيا (مدينة طوس في ايران)؟ لست بصدد احصاء العلماء الاعاجم و لكني استفسر من عقلي عن ندرة علماء الامة العرب. بالتأكيد له اسبابه التاريخية والحضارية و الثقافية و المدنية اولى من كل ذلك. ليست العبرة بالكثرة و لكن العبرة بالتقوى التي تبنى على المعرفة اليقينية الجازمة لان المعرفة زاد التقوى زادت بزيادتها وقلت بقلتها.

المسلمون باختلاف قومياتهم هم عرب وفقا لهذا المنطق سواء كانوا يجيدون اللغة العربية او على الاقل يقرأونها بقراءتهم للقران في صلواتهم و مجالسهم. هذه هي الحكمة الإلهية لتحقيق العدالة السماوية على وجه الارض فأمة العرب هي أمة المسلمين حيثما نطقت لا تحدها جغرافية من تطوان لبغدان لانها لسان الذي ارسل رحمة للعالمين. اخيرا المسلم من سلم الناس من لسانه ، فاتقوا الله يا من تنعقون مع كل ناعق فاسق في العراق وسوريا و بلدان اخرى ، و تبينوا الا تصيبوا قوما بجهالة ، و قيدوا بدواتكم الامارة بالسوء قبل ان يأتي عليكم يوما لا ينفع فيه الندم و عندها لا تقولوا هكذا وجدنا اباءنا الأولون و نحن على اثارهم مهتدون.



#حسن_سامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هؤلاء؟
- ديوانيتي 2025
- لولي الدم حق التصويت بالقصاص او العفو
- شتان ما بين اللحمة (بضم اللام) و اللحمة (بفتح اللام) الوطنية ...
- تضامنو مع دعوة الرئيس
- الجمهورية التاسعة : قائمة واحدة لعرب العراق تحي الامل
- في رثاء الفقيدة مُنى علي محمد


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن سامي - اكذوبة الاسلام القومي !!!