أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميادة العسكري - انا أسخر اذن انا موجود














المزيد.....

انا أسخر اذن انا موجود


ميادة العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 22:09
المحور: الادب والفن
    



لو جاء امامي موضوعان .. احدهما ساخر والاخر رصين .. فمن دون ادنى شك سأختار الساخر لابدأ به القراءة .. لماذا ؟ لان وضعنا في العراق لا يتحمل المزيد من الرصانة والجدية .. فالغيوم في بلدنا تحمل الدموع مكان المطر .. والنهر يجري متسارعا هربا من المشاكل ونحن في خضم كل ذلك من الصابرين .. المنتظرين لابتسامة حتى لو التقطناها من على الورق ..
**
من بين كتاّب السخرية في العالم العربي اليوم .. كاتب ابكتني كلمات عائلته (الزوجة والابناء) في مقدمة كتابه الذي يحمل عنوان (قُصر الكلام) ..هو الراحل جلال عامر رحمه الله الذي كتب
(فى العالم العربى فقط التأمين على الانسان اختيارى و التأمين على السياره اجبارى)
بحثت عن الكتاب في احدى معارض الكتب .. كان المعرض ممتليء بالناس والذين انقضوا على نوعين من الكتب .. القانونية (امر غريب اليس كذلك؟) وكتب السخرية حتى اعتقدت لاول وهلة ان منافذ بيع الكتب المصرية الخاصة بالسخرية توزع حلوى مجانية او شيء من هذا القبيل ..
محمود السعدني توسعت مجموعته ..وباتت كتبه تسد عين الشمس وشبابيك حروب محمد حسنين هيكل وغيره ..
باعة الكتب وضعوا كتب السخرية والقانون في الصدارة لانهم– على حد تعبير احدهم- ليسوا بمثقفين او اصحاب فكر وانما تجار لشيء اسمه الكتاب ..
**
كتاب اخر للكاتبة غادة عبد العال راح يزاحم كتب احلام مستغانمي التي لها سوق واسع بين الشباب وفحوى الكتاب الذي يحمل عنوان (عايزة اتجوز) شاهدناه في احدى الرمضانات السابقة حيث مثلت دور البطلة التي تريد ان تتزوج باي ثمن الممثلة التونسية هند صبري ..
الكتاب يتفوق على المسلسل بجدارة كما هو حال الكثير من الكتب والروايات .. الا ان الجميل في كتاب (عايزة اتجوز) هو ان الكاتبة .... بدأت الكتاب كمدونة وانتشرت شهرة المدونة كالنار في الهشيم لان موضوع تأخر زواج البنات في مصر وسائر الدول العربية بات موضوع يؤرق الاهل والبنات والبنين كلهم "بربطة المعلم" كما يقول اخواننا المصريين..الا اني متيقنة من ان الكتاب نجح ليس بسبب مضمونه الجدي وانما بسبب الطريقة الساخرة التي طرحت فيها الكاتبة فكرتها واللهجة المصرية التي تعلمناها جميعا رغم انوفنا بسبب الافلام والمسلسلات المصرية ..
**
السؤال الذي يطرح نفسه هو التالي : ان كنا في العراق نبحث عن الابتسامة بين الورق وتحت الرماد ومن بين المفخخات وتداعيات العملية السياسية والانتخابات وتصارع الكتل والمظاهرات وبسبب كل هذه الامور ونتيجة لضغطها على نفسياتنا المتعبة .. فلماذا الاقبال العربي الواسع على كتب السخرية في زمن الانترنت والتواصل الاجتماعي وقرب احتضار الكتاب ككتاب في الجو الالكتروني المحيط به كحزام ناسف؟
**
السّخرية فنٌ اللعب بالكلمات ومباغتة العقل من دون مقدمات .. يحفز فيك الحواس مرة واحدة .. من حيث لا تتوقع ولا تنتظر فيتضارب لديك المفهوم المعقول بغير المعقول وتكر سبحة الضحك
الا ان ابلغ السخرية هي تلك التي تتناول ظروفنا الحياتية والسياسية وتضع فوقها الملح والحامض لتحولها الى موقف نتخذه ازاء ما يحدث ..
ولرب الانتقاد بالسخرية لهو اقوى بكثير من الانتقاد الجاد في استفزاز غضب القاريء ووصوله الى النتيجة المرجوة ..
**
يقول محمود السعدني في كتابه الساخر (ملاعيب الولد الشقي) : ولاني حمقري(مزيج من الحمار –اجلكم الله- والعبقري) فقد كنت اظن ان كل رجل ضاحك هلاس (اي لا يأبه للمشاكل والمصاعب كثيرا) ولاني حمقري كنت ارفع شعارا حمقريا (انا اضحك.. اذن انا سعيد) وبعد فترة طويلة من الزمان اكتشفت ان العكس هو الصحيح .. اكتشفت ان كل رجل ضاحك هو رجل بائس وانه مقابل كل ضحكة على لسانه تقرقع مأساة داخل احشائه
اذن .. السخرية لا تعني بالضرورة الاضحاك من اجل الاضحاك .. بل كثير منها مصوب نحو هدف ايقاظ عقل الناس الذي بات من كثر التشويش عليه كما الساتلايت المشحون بمحطات فضائية من كل حدب وصوب ..
**
اصاب من قال ان السّخرية البعيدةٌ عن التهكم المُبتذل أو الهزل السمج تعطي للمواضيع الصارمة الجادة نكهتها الإنسانية, و لا تحرمها من تهويات التلطيف و كأنها تعيد أكبر القضايا الإنسانية إلى بيئتها الأولى..!! حيث لا يفرض عليها الوقار المشبوه و لا الابتذال الفاضح السخيف..!!
**
اما في القران الكريم .. ولا تستغربوا ابدا .. فالله هو اللطيف الخبير..فقد وردت السخرية بألفاظ مثل الهزء والاستخفاف والسخرية. إلاّ أن القرآن الكريم أضاف إليها من ألوان القوة والجد ماجعلها وسيلة لردع المتجافين عن اتباع الحق والفطرة السليمة ومحاولة الأخذ بأيديهم إلى الصراط السوي.
فها هو العلي القدير يقول : - بشّر المنافقين بأن لهم عذابًا أليمًا- آل عمران: 21.والعذاب لا يبشر به. ومنها الاستخفاف بالعقل لردعـه عن الغوايـة كما في قولـه تعالى: -قل تمتـَّـع بكفرك قليلاً إنك من أصحـاب النـَّار- الزمـر : 8. والعاقل صاحب الفطرة السليمة لا يتمتع بشيء يفضي به إلى النـار. ومنها ما يأتي في صورة التهديد بالتهكم كقوله تعالى: -ذُق إنك أنت العزيز الكريم- الدخان: 49.



#ميادة_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترسانة السلاح التدميري الشامل العراقية كانت موجودة فعلا
- ليت العراق بلد -غير- نفطي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميادة العسكري - انا أسخر اذن انا موجود