|
الكلاب في نعيم ونحن في الجحيم
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 09:24
المحور:
كتابات ساخرة
ياسلام ،واخيرا قررت الحكومة التخلص من المتفجرات واصحابها بعد ان أقر مجلس الوزراء استيراد الكلاب المدربة على كشف المتفجرات بدلا من السونار المزيف. لاندري من هو المستشار العبقري صاحب الفكرة "الكلبية" ولاندري هل اعترض احد من المستشارين الاخرين على ذلك ام لا؟. لنقف عبر حقيقة لامجال لنكرانها وهي ان ثورة المعلومات في جميع المجالات تقريبا قد وفرت للبشر خدمة لاتقدر بثمن، وهناك دول وعلماء وعباقرة يبحثون باستمرار عن تقنيات جديدة لخدمة الناس، وهناك ايضا جامعات تعقد المؤتمرات العلمية لمناقشة آخر البحوث والدراسات المتعلقة بتفاصيل الحياة اليومية للبشر وكيفية تقديم اسهل الطرق لخدمتهم. هناك دول لاتحصى تخرج علينا كل يوم بانجاز علمي (اليابان،المانيا،امريكا،كوريا الجنوبية وغيرها) وبالتأكيد توصلوا الى تقنية تكشف المتفجرات والمفخخات بنسبة معقولة. والمثل العراقي المعروف يقول"اللي يسأل مايضيع". لكن منو اللي يسأل والكل يريد يعمل على طريقة شراء خبز باب"الاغا" :حار ومكسب ورخيص. من السهل استيراد هذه الكلاب، لكن حكومتنا ستواجه اطنانا من المشاكل بعد ذلك. وحتى لانغرق في التنظير لنوضح الصورة رقميا أي حسابيا ونرى البلوى التي ستقع فيها حكومتنا الموقرة. 1-الحكومة ستستورد 4 الآف كلب في المرحلة الاولى ليغطي عملها اهم مناطق بغداد. 2- هناك فصائل متعددة للكلاب البوليسية ،كما يقول الخبراء، منها السلالات الألمانية ويصل سعر الكلب الواحد ما يقرب من 3 ملايين دينار، ومنها الأميركية وهي غالية جدا ويصل سعر الكلب الواحد الى 25 مليون دينار. واذا قررت الحكومة شراء الكلب الامريكي فعليها ان تخصص تريليون دينار عراقي للشراء فقط (المبلغ يسيل له اللعاب). 3-ولأن هذا الكلب امبريالي ورأسمالي ويهوى الاستغلال كالعادة فان له قواعد معينة يجب على المدربين الالتزام بها..اولها كما يقول الخبير قصي البياتي اولها انه لايشرب سوى المياه المعدنية(اويلي يابه)، وانها تستطيع العمل،والكلام مازال للبياتي، في فصل الشتاء لساعات طويلة في اليوم الواحد لكنها لا تستطيع العمل اكثر من ساعتين متتاليتين في فصل الصيف وتتطلب ساعتين راحة كل ساعتين عمل شريطة ان تتوفر مستلزمات قياسية للراحة مثل أجهزة التبريد والتكييف وتوفير طعام خاص". بسيطة اذا ارتاح الكلب ساعتين يسرع المفخخون الى العمل،اليس كذلك. 4-لا أحد يعرف لحد الان كيف يتم توفير الاجهزة الخاصة بالتبريد والتكييف ومن المؤكد سيقف معظم العراقيين مشدوهين امامها حال استيرادها من بلد الكفار. وبعضهم الآخر سيستميت لمعرفة تكلفة جهاز التبريد الواحد وكم ستستهلك من الميغاواطات التي ستكون فائضة في نهاية هذا العام حسب ماذكر حسين الشهرستاني قبل حوالي نصف قرن. 5-لابد من وجود مؤسسة يرأسها رئيس مجلس ادارة منتخب واعضاء مجلس لهم خبرة في ادارة شؤون الكلاب ولأنهم خبراء فرواتبهم ستكون مقاربة لرواتب مدير عام فما فوق وهم بالتأكيد سيطالبون الحكومة بتوفير رجال الحماية لهم ولكلابهم. 5-لاننسى ان هذه الكلاب لاتاكل كما يأكل بعض العراقيين على طريقة "حي الله" بل لابد من توفير طعام خاص يختلف نوعه بين فصلي الشتاء والصيف. ففي الصيف يقدم الطعام مع مكعبات الثلج من اجل تبريدهم وتوفير المياه المعدنية التي تقيهم شر الامراض اذا شربوا من المياه العادية(اويلي على العراقيين يابة). 6-وياليت الامر يقف عند هذا الحد اذ لابد من انشاء مستشفى خاص لعلاجهم وتقديم الدواء لهم مع توفير الكادر الطبي البيطري المختص جدا في تطبيب هذه الكلاب التي يقول عنها البياتي انها تتمتع بذكاء حاد جدا. ولكن الا يحتاج هذا الكادر الطبي ألى مساعدين وممرضين وممرضات واطباء تخدير وآخرين لقياس الضغط وكمية اللعاب النازل من الفم قبل اجراء أي عملية جراحية؟ ولابد ايضا ان اسّرة هذه المستشفى ستكون خاصة للكلاب فقط ويمنع استعمالها من قبل الزوار. ولاننسى ان هذا المستشفى لابد ان يزود بمطبخ خاص يشرف على اعداد الطعام فيه مختصون يمكن استيرادهم من الخارج لعدم توفر هذه الخبرات داخل العراق. هناك ايضا مايسمى "خدمة بعد الصيانة" وهي الخدمة التي يجب ان تتوفر للكلاب الامبريالية بعد العلاج من اشراف على تناول الدواء والفحص اليومي لضغط الدم وقياس الحالة النفسية مرة واحدة في كل ساعتين. 7-لاتنسوا ان مبلغ تكاليف الشراء(تريليون دينار)سيضاف اليه "خردة للذين سيقع الاختيار عليهم للايفاد وفحص الكلاب وتوقيع العقد وفتح الجيوب للعمولة اياها.
8- يقول عضو لجنة النزاهة النيابية جواد الشهيلي "ان هذه الكلاب اذا تناولت مياه غير معدنية ستتعرض لأمراض عديدة تتطلب تدخل الوحدة الطبية من أجل المعالجة في اسرع وقت ممكن كما كنا نرى ان القوات الامريكية وضعت طبيبا مرافقا لكل مجموعة من الكلاب!. 9-وماعدا الرياضة الاسبوعية التي يجب ان توفرها الجهات المعنية لهذه الكلاب فان المشرفين على رعايتها واستخدامها يجب ان يدخلوا في دورات خاصة لأن المعروف عن افراد الشرطة العراقية لايحسنون التعامل الصحيح مع الكلاب كما يقول بعض الخبراء. ولاتنسوا ايضا ان هذه الدورات تحتاج الى مبالغ قد لاتكون خيالية ولكنها من الممكن تكون كذلك حين نحسبها باتجاه شعار"شيلني واشيلك". شفتو شلون اخوان كيف تحظى الكلاب بالرعاية التي لاتتوفر لدى اهالي القرنة وابو الخصيب وبغداد الجديدة ومدينة الصدر"الثورة سابقا" وغيرها ..وغيرها. بالروح بالدطم نفديك ياكلاب.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ولكم طلعت غسالة الملابس حرام والبطاط -وطني-
-
افتتاح شركات جديدة لأنتاج الضمائر الحية
-
تفال ومخاط بحلوك العراقيين
-
عرض خاص لبيع وتأجير اطفال البصرة
-
هل المفخخون اخوان الشياطون
-
نص اسئلة امتحانات البكالوريا لطلاب الجامعة
-
بين مهودر ومطيرجية سلمان باك
-
مجانين امريكان في بغداد
-
نخلة بصراوية وسهير زكي
-
حكاية من العصور الوسطى
-
نكتة تخرب ضحك اسمها البطاقة التموينية
-
ولكم نبجي لو نلطم؟
-
صحافة بطيخ
-
بين الباميا العراقية والبسبوسة المصرية
-
ياعويز يايابه
-
ثلاثة اصدارات حديثة لحسن السيرة والسلوك
-
سلامتك عزيزنا ابو اسراء
-
عالم الرياضيات والارقام المليونية المتفجرة
-
كذبتم ورب الكعبة
-
اسمها فضيلة ولكنها ليست فاضلة
المزيد.....
-
توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف
...
-
كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟
...
-
شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي
...
-
رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس
...
-
أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما
...
-
فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن
...
-
بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل
...
-
“حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال
...
-
جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
-
التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|