عندما تبدو لندن مدينة محافظة امام طهران

عمر نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 00:34
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    

يمثل هذا المقال نقلا للارقام والحقائق التي ذكرها مقال مجلة (Foreign Policy) تحت عنوان الجمهورية الشهوانية (Erotic Republic) وقد ارتأيت تسمية المقال بهذا العنوان انطلاقا من عبارة ذكرها احد الايرانيين الذين قضوا حياتهم في المملكة المتحدة وزار طهران مؤخرا كما ذكر في المقال المذكور آنفا إذ قال ان طهران تجعل لندن تبدو مدينة محافظة قياسا لما رآه من مظاهر حول العلاقات بين الجنسين في طهران.
وتبدأ المؤشرات الاولى للامر بالظهور من خلال نسبة الزيادة السكانية التي تقل في البلاد المتحررة جنسيا مثل الدول الاسكندنافية او غرب اوربا عموما والتي قد قد يصل بها مؤشر الانخفاض الى السالب احيانا كما يحدث في روسيا التي يقل عدد سكانها بنسبة 1.5% سنويا او بلغاريا او من العالم الحر المانيا. ويشير هذا المؤشر الى انعطافة صارخة في الوضع الايراني اذ انتقل من 3.9% في سنة 1986 وهو ما يشبه المؤشر في الدولتين المجاورتين العراق وافغانستان (يصل في العراق الى 3.5%) وقد كان هذا المؤشر من اعلى المؤشرات عالميا لينحدر الى 1.2% (تقل هذه النسبة عن كافة النسب في دول المنطقة وتقارب نسبة بلجيكا او ايرلندا كما تقل عن نسبة العديد من دول امريكا الجنوبية حتى) وتدل على امور عدة منها انحسار حالات الزواج وزيادة حالات الطلاق وعدم استقرار العلاقات الزوجية او العلاقات الجنسية غير القائمة على الزواج بحيث لا تنجح العلاقة في الاتيان بالذرية.
اما عن متوسط عمر الزواج للرجال في إيران فقد تقدم من 20 سنة الى 28 سنة خلال العقود الثلاثة الاخيرة, وتقدم متوسط سن الزواج للنساء ليتراوح الان 24-30 سنة خلال الخمسة سنوات الماضية. كما تشير البيانات الرسمية في إيران ان 40% من البالغين في سن الزواج هم عزاب حاليا.
كما ان معدل الطلاق هو الاخر ارتفع بشكل كبير جدا إذ وصل الى 150 الف حالة طلاق في 2010 مقارنة بـ 50 الف حالة طلاق في سنة 2000 كما ان تعداد حالات الطلاق في مدينة كطهران يبلغ حالة واحدة لكل 3.75 حالات زواج ولو تمت مقارنة هذه النسبة التي تقل عن الثلث بقليل مع حالات الطلاق في بريطانيا التي تصل فيها حالات الطلاق الى 42% من الزيجات لكان الفرق قليلا.
وبناء على احصائية قامت بها وزارة الشباب في ديسمبر 2008 في ايران كان معظم المشاركين من الذكور قد اجابوا بأنهم اقاموا على الاقل علاقة جنسية واحدة قبل الزواج وكانت 13% من هذه العلاقات قد انتجت حملا واجهاضا.
وبخصوص الدعارة والمتاجرة بالجنس فقد اعلنت صحيفة انتخاب الايرانية قبل عشر سنوات ان عدد العاملين بالجنس (العاهرات والفتية العاملين بالجنس) يصل عددهم الى 85 الفا في طهران وحدها.
غير انه رغم كل ذلك فمن الخطأ الافتراض ان هذه هي الصورة السائدة في ايران وان التقاليد قد زالت تماما, فالهيكل الاخلاقي ما زال قويا في اماكن عديدة كما ان قيم الارثودوكسية الاسلامية ما تزال حية في القرى والمناطق الريفية وفي الوقت نفسه فمن الخطأ الاعتقاد ان التحرر يطال المناطق المتمدنة وذوي الطبقات المتوسطة والعليا في المجتمع لوحدهم.
المصدر:
http://www.foreignpolicy.com/articles/2013/05/29/erotic_republic_Iran_sexual_revolution%20?page=0,1
بيانات من Google Data

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل