-احكيلي عن راهيم- - فيلم جديد لعروة الأحمد

كمال البني

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 08:07
المحور: الادب والفن
    

من هوَ الآخَر ؟ وكيف بإمكاننا معرفتُه ؟ ولماذا يتوجَّب علينا أن نعرفَه أساساً ؟!
جميعها تساؤلاتٌ يطرحها المخرج السوريّ "عروة الأحمد" في عمله السينمائيّ الجديد "احكيلي عن راهيم".

التقيتُه في إحدى المقاهي القديمة في القاهرة أوَّل وصولي مصر , وكان قد عرّفني عليه صديقٌ مشتركٌ بيننا , ثمَّ تأخر الوقت ليلاً فذهب صديقُنا وبقيتُ وإياه.
"راهيم" ابنُ سوريا الذي تركها وخرج إلى مصرَ للعلاج من تطوّرِ أزمةٍ نفسيّة لازمتهُ بعدَ صراعٍ مع النظام والإعتقال والمرض والمجتمع.
حينَ التقيتُه ولم يكن من ضمن حساباتي أن أشتغلَ فيلماً تسجيلياً يروي قصَّةَ أحدهم لأني أساساً أرى قيمة الفنّ ورسالته أكبر من أن تقتصر على سرد السّير التجميليّة لأيٍّ كانْ.
يحيطُهُ الكثيرون لكنّ أغلبهم لم يكن يعرفه حقيقةً , جميعُنا نعرف ما نراه أو ما يُخيَّل إلينا أننا نراه , لكننا لا نكلّف أنفسنا الجهد في استخراج ما لا نراه.
بهذه الكلمات استهلّ المخرج – معدّ ومقدم برنامج "share" عروة الأحمد كلامَهُ , ثمَّ أردفَ :

"احكيلي عن راهيم" فيلمٌ سينمائي تسجيليٌّ فلسفيٌّ - وجوديٌّ يبحث في أهميّةِ معرفةِ الآخر , والذي يتوجّب علينا معرفته لنكتشف أنفسنا في هذا الفضاء اللانهائيّ.
كما يسلّط الفيلم الضوء على تجربة الألم التي تعيشها الشخصيّة الرئيسيّة فيه , وكيفيّة تعاملها مع الأزمة النفسيّة وتقلّبها ما بين الشفاء المؤقّت على قيد أملٍ لا ينتهي , وما بين الألم الدائم.
ألمُ "راهيم" ليسَ مرضاً نفسياً , هو فرطٌ في الإحساس أزَّمَهُ الخيال الخصب , وهاجس التفكير بالآخر.
لأنها ليست سيرة "راهيم" الشخصيّة فحسب , بل سيرةُ وحدةِ كلّ منا , سيرةُ انعزالنا وجهل الآخرين المحيطين بنا لما نشعر به.
لأج الإنسانِ الممزَّق فينا .. لأجل سوريا وأيّ رقعةٍ من الأرض يجهل كلّ فيها الآخر.
لأجل نزوحنا القسريّ وتشرّدنا في مجتمعاتٍ أبت أن تكونَ صبورةً على فداحةِ ألمنا.
لأجل كلّ ذلك .. كان هذا العمل.

"احكيلي عن راهيم" فكرة وإخراج : عروة الأحمد , ومن أداء : راهيم حساوي – عبد الحكيم قطيفان – سحبان سواح – بشار عبود - لولي عواد – محمد هماش – بول أوكرادا – عبود شلهوب – ياسر مسالمة والعديد من الشخوص الأخرى.
الفيلم سيشهد عرضاً خاصاً في سينما دبي فور الإنتهاء منه وترجمته إلى لغات عديدة كما بقول "الأحمد" , ومن ثمّ إلى المشاركة في المهرجانات السينمائية .

#كمال_البني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات