أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد الإدريسي - - الظهير البربري- بين الحقيقة والتأويل















المزيد.....

- الظهير البربري- بين الحقيقة والتأويل


عبد الحميد الإدريسي

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن دراسة الماضي بصفتها,مرآة تنعكس عليها جملة أمجاد الأمة وآلامها,إنما تتنزل في علاقتها بهذه الأمة منزلة الروح من الجسد,وابن المغرب بقدر ما يستكشف ماضي أجداده يزداد احتراما له,وهو يتأمل في هذه العصور التي لعب فيها أجداده دورا يجعل الإنسانية تدين لهم بعض الدٌين,بما هو أكثر تميزا في مكتسباتها,بحيث يرتقي إلى مستوى أرفع ويدرك بعد أن يكون قد نأى عن الاستخفاف بالوسط الذي يعيش فيه, والذي شوهه انحطاط طال أمده, أن وطنه منجم قيم يكفي بعض النشاط الذكي لتخصيب البذر فيه.(عـلي الحمامي "إدريس.رواية شمال إفريقيا" ترجمة محمد ناصر النفزاوي,ص 17).
هذا الماضي الذي نتحدث عنه أي التاريخ,يعرف إقبالا عليه كماهوعلى حقيقته,كما يعرف من جانب آخر أكاذيب وتأويلات يُطمس بها.وذلك لأسباب إيديولوجية وسياسية,حيث توجد فئات تستفيد من غياب الحقيقة,وسيادة الأسطورة عليها,وتعويضها بها.نظرا لاهتمامها بمصالحها السياسية,الاقتصادية,وكذلك الرمزية بالإضافة إلى الحفاظ على مشروعيتها.في هذا السياق نأتي لذكر (الحركة الوطنية) التي بنت مشروعيتها التاريخية على "الظهير البربري", من خلال مقاومتها وعملها الدءوب من اجل ترسيخ هذه الكذبة في عقول الناس, كي تحافظ على مشروعيتها.ولا يخفى علينا أن المقاومة المسلحة تعرضت لشتى أنواع الاستغلال,حيث خسرت معها الكثير,لكن وقْع زلزال (الظهير البربري) أكثر وأخطر بكثير من الإستغلالات التي تعرضت لها.حيث أباح استعمارا جديدا غير الاستعمار الفرنسي,ويتجلى هذا الاستعمار بعد خروج فرنسا من المغرب,لقد أقصيت الأمازيغية وهمشت وغُيب المقاومون الحقيقيون,حيث ألغت الحكومة المغربية بعد الاستقلال,الظهير الحقيقي المعروف بظهير 16 ماي 1930.وفي صدد حديثنا عن هذين والظهيرين,نميز بين ظهير فرنسي استعماري,وآخر وطني,مغربي وعربي,خلقه رجال (الحركة الوطنية)المغاربة العرب,أو بالأحرى يظنون أنهم كذلك.
ننطلق الآن من الحقيقة,لتبيان الكذب والتحريف.فظهير 16 ماي 1930 ,المنظم لسير العدالة وتنظيم القضاء في المناطق ذات الأعراف الأمازيغية,والذي رسم القضاء العرفي بالبلاد.هذا القضاء الذي يعتبر أقدم قضاء بالمغرب,نظرا لاستمرار تطبيقه مدى العصور,وصموده أمام هزات الأحداث لآلاف السنين.وهذا ما أكده السلطان سليمان في الرسالة التي وجهها إلى أعيان فاس,جاء فيها: " أحفظوا هذه الوصية واحذروا فإن الدين النصيحة,الهم اشهد فإن أردتم أمان أنفسكم يا أهل فاس فادخلوا حلف البربر فإن لهم قوانين ومروءة تمنعهم من الظلم ويقنعون بالكفاف." وكذا السلطان يوسف أبرز في ديباجة الظهير الصادر في 11 شتنبر1914,المتعلق بإدارة القبائل الأمازيغية, حرص الأمازيغ على الاحتفاظ بقوانينهم وأعرافهم العريقة,وأن مصلحة الرعايا و طمأنينة المملكة,يقتضيان الإحتفاظ بالتنظيم العرفي للقبائل الأمازيغية.كما لبى السلطان رغبة القبائل التي كانت توافق يوميا على الخضوع للنظام ألمخزني,من هنا نستنتج أن السلطة التشريعية تعترف قانونيا بوجود قوانين و أعراف,يلجأ إليها المغاربة لفصل نزاعاتهم.غير الأعراف المطبقة الخاضعة للسلطة المركزية.تنفيذا لمقتضيات هذا الظهير,أصدرت عدة قرارات وزارية لإحصاء القبائل ذات الأعراف الأمازيغية,ودورية الإقامة العامة في 22 شتنبر1915,لتنظيم العدالة الأمازيغية.وتتضمن هذه الإقامة العامة, تعليمات حول اختيار أعضاء الجماعات القضائية, وتعيين الكُتاب المكلفين بتحرير مداولات الجماعات, والحفاظ على سجلاتهم, وتعيين حكام الجماعات والقاضي الحكَم و الانتماء المحلي, وأخيرا متابعة المخالفات.
لقد أصدر ظهير16 ماي 1930,لإعطاء قاعدة قانونية , تطبقء العرفي,وفق التشريع الغربي المنظم للمؤسسات العمومية,التي أحدثتها سلطات الحماية,فيما كانت من قبل تفصل النزاعات في غالبية المناطق المغربية,من طرف شيوخ القبائل والفقهاء ومقدمي الزوايا,وتحظى برضي الجميع.وقد جاء في الفقرة الأولى من الظهير أن مقتضيات, تطبقق على جميع المغاربة بدون استثناء.وبعد أن أصبح من المناسب تعيين الشروط الخصوصية التي ينبغي إتباعها, في مباشرة القضاء بين من ذُكر (شيوخ قبائل, فقهاء...),مع احترام الأعراف المذكورة,تم إصدار ظهير 16 ماي 1930,وفق الفصول الثمانية التالية:
الفصل الأول:
إن المخالفات التي يرتكبها الرعايا المغاربة في القبائل ذات الأعراف البربرية,بإيالتنا الشريفة والتي ينظر فيها القواد,في بقية نواحي مملكتنا السعيدة,يقع زجرها هناك من طرف رؤساء القبائل.وأما بقية المخالفات فيُنظر فيها ويقع زجرها,طبق الفصلين الرابع والسادس من الظهير الشريف.
الفصل الثاني:
إنه مع مراعاة القواعد المتعلقة باختصاصات المحاكم الفرنساوية بإيالتنا الشريفة, فإن الدعا, وتطبقدنية أو التجارية,والدعاوي المختصة بالعقارات أو المنقولات,تنظر فيها محاكم خصوصية تعرف بـــ(المحاكم العرفية) ابتدائيا أو نهائيا حسب المقدار الذي يجري تعيينها وزيري.كما تنظر جميع المحاكم المذكورة في جميع القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية أو بأمور الإر, وتطبقق في كل الأحوال تطبق في كل الأحوال الأعراف المحلية.
الفصل الثالث:
إن استئناف الأحكام الصادرة من طرف المحاكم العرفية,يرفع أمام محاكم تعرف بالمحاكم العرفية الإستئنافية,وذلك في جميع الأحوال التي يكون فيها الإستئناف مقبولا.
الفصل الرابع:
إن المحاكم الإستئنافية المشار إليها,تنظر أيضا في الأمور الجنائية ابتدائيا ونهائيا,بقصد زجر المخالفات المشار إليها في الفقرة الأولى من الفصل الأول وأعلاه,وكذلك زجر جميع المخالفات التي يرتكبها أعضاء المحاكم العرفية التي يطوق باختصاصاتها الاعتيادية رئيس القبيلة.
الفصل الخامس:
يجعل لدى كل محكمة عرفية ابتدائية أو استئنافية مندوب مخزني, مفوض من طرف حكومة المراقبة,بالناحية التي يرجع عليها أمره.ويجعل أيضا لدى كل واحدة من المحاكم المذكورة,كاتب مسجل يكون مكلفا أيضا بوظيفة موثق.
الفصل السادس:
إن المحاكم الفرنساوية التي تحكم في الأمور الجنائية حسب القواعد الخاصة بها,لها النظر في زجر الجنايات التي يقع ارتكابها في النواحي البربرية,مهما كانت حالة مرتكب الجناية.ويجري العمل في هذه الأحوال بالظهير المؤرخ في 12 غشت 1913 المتعلق بالمرافعات الجنائية.
الفصل السابع:
إن الدعاوي المتعلقة بالعقارات,إذا كان الطالب أو المطلوب فيها من الأشخاص الراجع أمرهم للمحاكم الفرنسوية المذكورة,تدخل في اختصاص هذه المحاكم.
الفصل الثامن:
إن جميع القواعد المتعلقة بتنظيم المحاكم العرفية و تركيبها وسير أعمالها,تعين بقرارات وزيريه متوالية,تصدر بحسب الأحوال,ومهما تقتضيه المصلحة.
(حرر بالرباط بتاريخ 16 ماي 1930 وسجل في الوزارة الكبرى في التاريخ نفسه)

قراءة في تأويل الظهير من طرف (الحركة الوطنية)
مع وجود الدليل الكامن في كون هذا الظهير شريفا, و مصادقا عليه من طرف السلطان ,فإن هذا لم يمنع من تتعارض مصالحه وهذا الظهير, بان يؤوله و يقوله ما لم يقل,و ويجعل منه أسطورة,وهي اعتبار هذا الظهير ظهيرا عنصريا,صليبيا,مسيحيا,معادي للعروبة و الإسلام.والإدعاءالعكس,در لتماسيح و تنصير الأمازيغ.وهذا هو العكس, لقد خلقته (الحركة الوطنية)خلقا.وذلك بتهويلها و تغويلها لظهير 16 ماي 1930,وإعطائه حجما عملاقا مخيفا,كما أعدوه لعنة شيطانية يستعاذ منها بقراءة "اللطيف" في المساجد.ولأجل بناء وتقوية مصداقية أسطورتهم,لجأ (الوطنيون) الفاسيون إلى العناصر الثلاثة التي توجد في كبريات الأساطير.أول هذه العناصر:
-عنصر التهويل والتغويل:
نظرا لكون أي أسطورة تتأسس دائما على حدث تاريخي,أو اجتماعي واقعي,تنسج حوله أحداث خيالية تتكاثر إلى أن يغيب معها الحدث الحقيقي.أصل أسطورتنا ينحدر من حدث وقع بالفعل,وهو صدور ظهير 16 ماي 1930. و انطلقت (الحركة الوطنية) في بناء أسطورتها حول "الظهير البربري", الذي يحمل مضمونا منافيا لمضمون الظهير الحقيقي, الذي أولته تأويلا بعيدا عما جاء به, وأصبح الناس يتحدثون عنه ويكتبون عنه , لكن ليس بالاعتماد على الحقيقة, وإنما اعتمادا على تأويل (الحركة الوطنية), حيث أصبح مضمون الظهير : تحويل الأمازيغ إلى نصارى ويجب البحث عن وسيلة لإبلاغ هذه الفكرة للمغاربة.لكن هذا الظهير بعد ذلك أصبح يخص المغاربة –يا له من تحول-,لكن و مع ذلك مازال أبو بكر القادري يتهمه بتنصير "البربر".
عنصر المقدس الديني:
إن كل ما يضمن لكل أسطورة الدوام,هو اعتمادها في نشأتها على عنصر"المقدس الديني",وكذلك بالنسبة لأسطورة(الظهير البربري),التي استمدت مشروعيتها من "المقدس الديني" الذي منحها التزكية, والعنصر الذي السيط الكبير والصدى الواسع أيضا "للظهير البربري" هــو "اللطيف" المشهور.و كما هو معروف,فإن اللطيف لا يردد إلا في النكبات, والمصائب والكوارث الكبرى,التي لا نملك حيالها حولا و لا قوة. بالإضافة إلى ارتباط هذا العنصر بالمقدس"الله", هناك أيضا مكان مقدس يردد فيه اللطيف وهو المسجد. وذلك بشكل جماعي, مما يزيد هذا العنصر حضورا, وقوة, وتأثيرا. ومن خلال الطابع الديني المقدس,الذي أضفاه "اللطيف"على هذه الأسطورة,نفذت هذه الأسطورة إلى وجدان الإنسان المسلم, لتمسه في أعماق مشاعره الدينية والوطنية, وذلك ما جاء في الجزء الذي أضافوه للطيف وهو "...ولا تفرق بيننا وبين إخواننا البرابرة." وهذا هو النفاق بعينه, عجبا لهؤلاء القوم عن أي أُخوة يتحدثون, ومتى كان الأخ يخذل أخاه, ويتركه يقتل(بتاء مشددة) و يباد من طرف المستعمر في الجبال,حيث كان يبارك هذا المستعمرَ ويهنئه, على كل انتصار يحققه, وعلى كل ما يرتكبه ضد أخيه.هل تعتبر هذه أخوة؟؟, بالطبع لا,إنها قمة الكراهية التي يكنها أهل "اللطيف" لــ البربري الذي حوله "اللطيف" إلى أخ, بعد أن تخلى عنه أصحاب "اللطيف" –الإخوة الجدد له- وتركوه لفرنسا, تفتك به و تبيده. و أغلقوا عليهم الأبواب في المساجد, واخذوا يتباكون على "إخوانهم", متهمين فرنسا بالتفريق بينهم وبين هؤلاء "الإخوان".وقد قدم هذا العنصر الديني خدمة كبيرة لفرنسا, حيث تمكنت استغلال دعاية تنصير الأمازيغ, للتستر و لإخفاء حقيقة ما كانت تقوم به من إبادة وقتل ضد إيمازيغن, ولكسر شوكة المقاومة المسلحة الأمازيغية. وعوض الفضح والتصدي لما كانت تقوم به فرنسا, تم اللجوء إلى السكوت, وترويج قراءة اللطيف في المساجد, لإذهاب خطر الوهم والأسطورة. إذن لو كان الأمر يتعلق بتنصير الأمازيغ, لكان ذلك خيرا لهم من أن يفترى عليهم, لكن الحقيقة هي أن إيمازيغن تعرضوا لأبشع الجرائم. بهذا العنصر استطاعت (الحركة الوطنية), خداع كل المسلمين في العالم, وليس المغاربة فقط. وجعل "اللطيف" من أصحابه (أبطالا), يدافعون عن إسلام كل المسلمين, وليس وطنهم فحسب.
الدور التأسيسي لأسطورة الظهير البربري:
خلقت (الحركة الوطنية) من ظهير 16 ماي 1930, الأسطورة التي دخلت بها التاريخ بعد أن طردت أصحاب الحق منه, إنها أكبر عملية نصب في التاريخ, وقد أسست هذه الأسطورة لشرعية (الحركة الوطنية), لا لشرعية الأمازيغية التي فقدت مكانها, أو بالأحرى انتزع منها مكانها في التاريخ. منذ انطلاق زوبعة "الظهير البربري", أصبحت الأمازيغية رهينة به, وأصبحت مرتبطة في الأذهان بالاستعمار والمؤامرة والخيانة والتفرقة والفتنة, كما تعتبر هذه الأسطورة اغتيالا رمزيا للأمازيغية, ولا تزال كذلك , من الإقصاء المستمر لها وعدم الاعتراف بها, بل وأصبحت محاربتها فعلا مشروعا, مثلها مثل كل الجرائم التاريخية. وجب التوضيح أن (الحركة الوطنية) لم تظهر إلا مع بداية الثلاثينات, أي بعد ظهور "الظهير البربري"؟؟؟, إن كانت هذه الحركة أنشئت لمحاربة المستعمر, فلماذا لم تظهر منذ بداية الاحتلال؟؟ أم أنه كان علينا انتظار صدور (الظهير البربري) ليستيقظ وعينا الوطني, أو بالأحرى الوعي الوطني لدى (الحركة الوطنية), كما كان تدمير ونهب خيرات البلاد أقل خطرا بالنسبة (للوطنيين) من تطبيق العرف الأمازيغي في بعض المناطق المغربية كما ينص الظهير. بهذا يمكننا قراءة (الحركة الوطنية) أنها لم تنهض لمحاربة فرنسا, لأنها تعتقد أن هذه الأخيرة تريد الرفع من مكانة العنصر الأمازيغي بالمغرب, وبالتالي فقد نتج هذا العداء لفرنسا من طرف الفاسيين, عن معارضتهم لمقتضيات الظهير الشريف, الذي رأوا فيه اهتمام فرنسا بإيمازيغن. ولعل عدم استعمال كلمة الاستقلال إلا بعد 11 يناير1944, إن كان يدل على شيء فإنما يدل على عدم اهتمام الفاسيين بخروج فرنسا من المغرب, نظرا للثراء الذي يجنونه من بقاء الاحتلال الفرنسي في المغرب, وللإشارة فقط فقد بدأت المقاومة المسلحة منذ دخول الأفواج الأولى من القوات الفرنسية و الإسبانية وذلك قبل سنة 1912, وكل أطراف هذه المقاومة كانوا أمازيغ. وخلال هذه الفترة,كان الذين سيصبحون أصحاب القرار يدرسون في فرنسا, أو بالمعاهد الفرنسية بالمغرب, ويؤدون التحية للعلم الفرنسي صباح مساء, دون أن يكترثوا لما كان يحدث "لإخوانهم" في الجبال, الذين يقاتلون ويموتون دفاعا عن الوطن. لكن بعد ظهور "الظهير البربري" أصبح الكل "مقاومين" و"مجاهدين", وليصبح أهل(الحركة الوطنية) أبطالا, عليهم مقاتلة عدو معين وهو فرنسا, لكنهم خلقوا عدوا وهميا وهو "الظهير البربري", متوهمين بذلك أنهم يدافعون عن الوطن.
وللحديث عن مخترعي هذا الوهم, فقد خرج هذا الأخير للوجود, على يد أباطيله المنحدرين من البورجوازية الفاسية الأندلسية, التي كانت تتمتع بنفوذ داخل المدن القديمة للمملكة, وإن كانت لا تمثل سوى 2 بالمائة من سكانها, وهؤلاء السكان الذين ينحدرون خاصة بالرباط,سلا وفاس, من أسر مسيحية أو يهودية, حرصوا على الحفاظ على أنسابهم, وتحالفوا مع المخزن, والتحموا به. ومن أكبر رواد هذا الظهير:
--الحاج محمد المقري: الذي كان يشغل منصب الصدر الأعظم, بحكومة الملك, والذي أقرته فرنسا أثناء الحماية, في منصبه حتى الاستقلال.
--عبد الله الفاسي: قاضي فاس ووزير تلك الحكومة, والذي استبق الأحداث بوضع نفسه و عائلته تحت الحماية الفرنسية, قبل أن توقع معاهدة الحماية.
بتمهيدها لسقوط البلاد في قبضة المستعمر, تتحمل البورجوازية الفاسية المسؤولية الكبرى في المصيبة التي وقع فيها المغرب , وما ترتب عنها من أحداث. والشخصيتان المذكورتان, هما أبرز وأقرب الأصدقاء لفرنسا, لأنهما ساعدتا على التأثير في عبد الحفيظ كي يوقع على معاهدة الحماية.
ومن المعارضين لظهير 16 ماي 1930,والذين قادوا المعارضة ضده, محمد بن عبد السلام لحلو, الذي استفاد سابقا من الحماية الألمانية, والحامل لميدالية الشرف الفرنسية, المكون من 8 أشخاص وكلهم من أهل فاس, وهم معارضون أيضا للظهير, وهؤلاء هم: حمزة الطاهري, أحمد بوعياد, العربي بوعياد,حسن بوعياد, عبد القادر التازي, أحمد الدويري, إدريس بن عبد الرحمن برادة, وأحمد مكوار, حيث سلموا رسالة للملك بتاريخ 23 غشت 1930, تتضمن 13 مطلبا, تتمحور حول الأوضاع المعاشة بالمغرب, ومن بين هذه المطالب إلغاء ظهير 16 ماي 1930, وأهم ما يتجلى أن النخبة المعارضة للظهير, تقبل احتلال فرنسا للمغرب, لأن مطلب الاستقلال لم يرد ضمن المطلب 13.ومن المعارضين أيضا للظهير الحثالة الذي وصف كلام الأمازيغ أنه لهجة رعاة وقوم سذج, وهو زعيم حزب الشورى و الاستقلال, محمد بن الحسن الوزاني وكما يقال أنه أول من أطلق الظهير البربري على هذا الظهير, وكذا علال الفاسي, الذي نعت زميله بجامع القرويين المختار السوسي بفقيه الجرومية. دون آن ننسى صاحب الفكرة عبد اللطيف الصبيحي, الذي اطلع مسبقا على نص الظهير, فخرج يحرض ضده, من أوائل أتباعه: أحمد بلافريج, علال الفاسي, عبد القادر بن جلون, محمد حسن الوزاني, عبد العزيز بن إدريس, عبد الكريم حجي, وهذا الأخير أفتى عليهم قراءة اللطيف, بمساجد الرباط, سلا, وفاس.
بهذه الأسطورة, كذب أهل فاس على العالم كله, واستغلوا الله والدين لأغراضهم القذرة, وطعنوا في بسالة إيمازيغن, وخلقوا تاريخا وهميا, الذي كانت أهم تداعياته أن أصبحنا, بحقائق مزيفة, وننكر دور المقاومة المسلحة, في محاربة المستعمر. في هذا السياق آمل أن يأتي يوم يعرف فيه جميع المغاربة, حقيقة تاريخهم, وأرى أن هذا بدأ يتحقق.
عبد الحميد الإدريسي Abdelhamid O-o Tghzoute



#عبد_الحميد_الإدريسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد الإدريسي - - الظهير البربري- بين الحقيقة والتأويل