حماس وأنبوبة الغاز

علي طلعت عرار

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إستطاعت حركة حماس بوقت قليل نسبياً أن تجذب تأيد الملايين في العالم العربي والأسلامي بمختلف إنتمائاتهم الفكريه والمذهبيه وكان هذا نتيجة تضحيات ودماء قادتها الشيخ أحمد ياسين ومن كان وزيراً معنوياً للدفاع عن الأمة كلها بالقول والفعل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ،ناهيك عن المقاومه الشرسه لمقاتليها والتي جعلت من حماس نبراساً جهادياً ونشيد في حناجر الجماهير.

لا يخفى على أحد ان حركة حماس ولدت من رحم الاخوان المسلمين، ولكن دائماً كان يحسب لها إستقلالية قرارها وخصوصيتها الفلسطينيه وسهولة التفريق بينها وبين الأخوان في الدول المجاوره، وبقيت الامور على ما هي عليه حتى جاء الخريف العربي الذي تساقطت فيه القيم والأخلاق واعتلى فيه صوت السيوف وجز الرقاب بمجرد إختلاف المذهب أو العقيده.

تبنت القياده في حماس موقف الأخوان المسلمين وأنبوبة الغاز وتركيا العضو بحلف الناتو من الخريف العربي وخرجت من سوريا ورفعت شعار" النظام ظالم وغير ديموقراطي" رغم انها تسيطر على قطاع غزه منذ سنوات ولم نشهد انتخابات نقابيه أو طلابيه ولا حتى لأختيار خطيب الجمعه!!
لم تكتفي قيادة الحركه بالخروج، بل سلمت بنيتها العسكريه للمعارضه ووصل بها نكران الجميل والمجاهره به أن تقمع في غزه مسيره للتنديد بالعدوان الأسرائيلي على سوريا.

أنبوبة الغاز و تركيا الحليف الذي اتجهت اليه قيادة حماس حاضر لدفع المال ولن يجرؤ على امدادها بالسلاح وهذا لا يلبي طموحات حركة تحرر ومقاومه ، و واضح أن هذا الحليف الجديد لحماس منزوع الارادة وخاضع بالكامل للغرب وامريكا والمبادر دائماً لتنفيذ مخططاته.

بعد دخول المنطقه في هذا النفق المظلم وبعد القصف الاسرائيلي لدمشق ودخولها المعركه جنباً الى جنب مع المعارضه المسلحه، ستتزحلق أنبوبة الغاز وتنفجربفعل خيبتها وسوء اعمالها، لتقتل نفسها وتتجفف قنوات التضليل والتطبيع(الرأي والرأي الآخر) التي شيدتها وسينتهي حلم أنبوبة الغاز بالسيطره والنفوذ وستستعيد حركة حماس فلسطينيتها بعد تحجيم القياده المتنفذين فيها لوضعهم الحركه ومقدراتها تحت تصرف أنبوبة الغاز متجاهلين ان هذا يصلح فقط مع حركه أو تيار عناصره قابضه على الدولار وضاغطه فقط على السرير وليس جمهور حماس القابض على الثوابت والضاغط على الزناد.

#علي_طلعت_عرار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل