ماذا وراء الاخبار

فريد جلو

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ماذا وراء الاخبار
تزدحم نشرات الاخبار المحلية والعالمية باخبار العراق ،طبعا ليست اخبار فتوحات المقبور ولا اخبار تقدم العراق اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا بل اخبار الازمات التي لا تعد ولا تحصى وما يترتب عليها من تفجيرات واغتيالات حتى نكاد نتفوق في هذه المجالات فضلا عن الفساد الاداري والمالي على الصومال ودارفور ،وطبعا من بين هذه الازمات تطل علينا حلولا وردية مقابل حلولا دموية ،الدموية معروفة ولكن الوردية ليست الخطاب العقلاني من كل الاطراف وليس المؤتمر الوطني ولا التنازل عن الكراسي الذي يظن بعضهم انه المختار من بين الجميع لشغلها ، بل الحلول الوردية هي لتقسيم العراق على اساس طائفي واثني كما اقترح بايدن الذي هو بالاساس مشروع كيسنجر في بداية السبعينات ،والمقصود هنا ما سمي لاحقا بالعولمة والشرق الاوسط الكبير فلا ظلم صدام حسين ولا بشار هو الذي اتى او سيأتي بالامريكان مرة ثانية للمنطقة بل هو المشروع الانف الذكر ،حصيلة هذا المشروع هو تأمين مصادر النفط والغاز وفتح اسواق المنطقة للسلع والشركات الامريكية وحليفات امريكا الذين يعانون من ازمة اقتصادية بنيوية حتى ضاقت اسواقهم ولم تعد قادرة على استيعاب السلع المنتجة والتي تنافسها السلع المنتجة في اسواق جنوب شرق اسيا والصين ،كما ان رأس المال لا يجد له امكانيات استثمارات جديدة في محيطه الحالي ،هذا ما يخططون لنا اما نحن والجيران تحولنا الى ادوات منفذة دون وعي بفضل من تسلطوا ويتسلطون على شعوب المنطقة حاليا ،كل شيء جاءنا مزيف ابتداءا من الديمقراطية وانتهاءا بالحرية وحقوق الانسان ،صفقت لنا شركات النفط ومعها الولايات المتحدة وحلفائها على اريحتنا باستبدال تاميم النفط بعودة الاستثمارات الاجنبية لهذا الحقل من الشباك بعد ان خرجت مطرودة من الباب ،ولم تقف اريحتنا عند هذا الحد بل اعطيناهم حق بناء مطارات صغيرة لاستخدامها للتنقل بين مواقعهم في العراق والدول المجاورة اضافة الى استخدام العمالة الاجنبية على مبدأ( على عينك يا تاجر ) بدل العمالة العراقية ، ان الفحوى الحقيقية وراء مكتسبات هذه الشركات والمطارات والعمالة هو التحضير لمرحلة قادمة لتأمين مصادر الطاقة لكل الاحوال اذا ما انجرف العراق الى حرب اهلية او حافتها .
اني اتمنى على العراقيين ان يتعاملوا مع الخبر بقراءة صحيحة لما بين السطور ،فعهد القصخون ومن لف لفه الذين يملون على الناس من منابرهم ما يجتهدون وعلى المستمعين ان يتقبلوه دون مناقشة لانهم ادنى وعيا هذا العهد قد ولّى ،فنحن في عهد العالم قرية صغيرة والى لقاء اخر مع اخبار جديدة .


فريد جلَو

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل