أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هتى عياد - عصام العريان مناديا: كده تسليك كده توليع














المزيد.....

عصام العريان مناديا: كده تسليك كده توليع


هتى عياد

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 12:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فى ستينيات القرن الماضى، اخترعنا –نحن المصريين- جهازا عبقريا (بمقاييس ذاك الزمان)، عندما أضفنا إلى أبرة الوابور قطعة فسفور فى طرفها الأخر، فأصبحت قادرة على إعادة إشعال وابور الجاز فيما لو انطفأ أثناء تسليكه، وانتشر فى شوارع المحروسة بائعو الجهاز الجديد ينادون «كده تسليك كده توليع»، حتى أصبح النداء أشهر من الجهاز ذاته.
ورغم التطور اللاحق وما أدى إليه من انقراض وابور الجاز، ومن ثم انقراض الجهاز «الجديد» العبقرى، فقد بقى النداء «كده تسليك كده توليع» حاضرا فى تراثنا الشعبى. ثم جاء الأخ لا مؤاخذه الإخوانى عصام لا مؤاخذه العريان، ليكشف لنا أن الجهاز ذاته لم ينقرض بل مازال يعيش بيننا فى صورة جماعة وحزب. ووجدنا أنفسنا أمام ذات الجهاز (أبرة الوابور) لكن مع تقنيات القرن الحادى والعشرين، أصبح كده جماعة وكده حزب.
كان طبيعيا أن تجد –فى ستينيات القرن الماضى- أبر وابور تعمل للتسليك فقط، بدون قطعة الفسفور فى طرفها الأخر، وكان من السهولة بمكان أن تلصق قطعة من الفسفور فى طرفها الأخر لتؤدى الوظيفتين معا، وكذلك من الطبيعى –فى القرن الحادى والعشرين- أن تجد شخصا ما عضوا فى الجماعة دون الحزب، لكن من السهولة بمكان أن يصدر قرار المرشد بلصق «قطعة الحزب» فى طرفه الأخر ليؤدى الوظيفتين معا، ويصبح كده جماعة كده حزب.
ويبدو أنه منعا للالتباس يحاول لا مؤاخذه العريان التمييز بينه وبين الوزير الجديد يحيى حامد (هو وزير ايه بالظبط؟)، فيقول إن الوزير إخوان وليس حرية وعدالة، بينما عصام نفسه يعمل من الجانبين، كده حرية وعدالة وكده إخوان.
وعلى سبيل اختصار الوقت وتوفير الجهد، وحتى لا يضطر العريان لتوضيح الموقف بالنسبة لكل أخ، وما إذا كان إخوان وحزب أم إخوان فقط، كان بوسعه أن يعلن عن القاعدة العامة التى تكشف لنا طبيعة الأخ الإخوانى، وما إذا كان تسليك وتوليع أن تسليك فقط، وأظن أن القاعدة هى أنه كل أخ حزبى هو بالضرورة إخوان، تسليك وتوليع، بينما ليس كل إخ إخوانى يعمل بالضرورة من الطرفين، يعنى قد يكون الإخوانى تسليك فقط.
لكن بين جهاز الستينيات العبقرى (كده تسليك وكده توليع) وجهاز الأخ العريان (كده إخوان وكده حزب)، فوارق عديدة، منها أن الأول اخترعه الناس تلبية لحاجة إليه كانت ماسة فى تلك اللحظة من الزمن، بينما الثانى (جهاز الأخ العريان) جاء فائضا عن الحاجة فارضا نفسه على المجتمع والناس، متخلفا بقرون عديدة عن اللحظة الزمنية الراهنة. ومنها أيضا أن الأول (كده تسليك وكده توليع) كان يؤدى الغرض منه ويقدم خدمة عظيمة لربات البيوت وكل مستعملى وابور الجاز فى حينه (أغلبية المصريين)، بينما الثانى (جهاز العريان) جاء ليسد كل المنافذ، ويطفئ النار والنور معا. ومنها –ثالثا- أن استعادة تراث الجهاز الذى انقرض (كده تسليك كده توليع) تثير بعض المرح والسعادة، بينما معايشة واقع الجهاز الجديد (كده حزب وكده جماعة) تثير من الهم والغم ما لا طاقة لبشر به. منها -رابعا- أن الأول (كده تسليك وكده توليع) استجاب لتطورات الزمن، وتراجع منزويا حتى اندثر تماما، ولم يبق منه سوى تلك الابتسامة التى تثيرها استعادة النداء الذى كان الأشهر فى حينه، بينما الثانى (كده جماعة وكده حزب) مازال يقاوم تطور الزمن، ويعتقد أنه قادر على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإجبار الناس على استعادة وابور الجاز من أرشيف التاريخ.
ابرة الوابور كانت أكثر ذكاء من عصام العريان وجماعته، وهذا بالقطع ليس ذنبها، وأظن أنها تنظر الآن إلى العريان بابتسامة فيها من الشفقة أكثر مما فيها من الاستغراب وهو مازال يجوب الشوارع ووسائل المواصلات مناديا (كده جماعة كده حزب)، ولعلها (أعنى أبرة الوابور) تنتظره وجماعته لينضموا إليها فى أرشيف التراث، مع اختلاف الصفحات التى يشغلها كل منهما.



#هتى_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هتى عياد - عصام العريان مناديا: كده تسليك كده توليع