أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوزيد مولود الغلى - من تراث الصحراء : قصص قنفذ














المزيد.....

من تراث الصحراء : قصص قنفذ


بوزيد مولود الغلى

الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 17:45
المحور: الادب والفن
    


القنفذ يقضي وفق الناموس :
اعتدى ذئب على ناقة و سلب منها عنوة بنتها البكر/ بنت مخاض ، فخاصمته الى القاضي القنفذ ، فاستدعاهما معا ، و ادعى كل منها أن " النويقة " من صلبه ، فتظاهر القنفذ بالمرض والتوجع ، وطفق يتألم ويئن حتى أشفق الذئب لحاله ، فسأله : ما بك ؟ ما الذي ألمّ بك ؟ ، فأعرض عنه وكأنه غير مبال بسؤاله ، فجال في خلد الذئب أن القاضي مريض لا يقوى على الاجابة ، فأعاد عليه السؤال مرة أخرى ، ثم أردف : هل أطلب لك آسٍ او نطاسيا ( أي طبيبا )؟ ، فرد القنفذ : لا حاجة لي به ، انما هي آلام المخاض . فتعجب الذئب من قوله ، وقال مستنكرا دعواه : وهل يلد الذكور حتى تصيبهم آلام المخاض ؟ ، فقال القنفذ : إذا عرفت هذا وأقررت به يا حبيب العين ، فاعط للناقة بنتها . ( أعرف بها ياحبيب العين واعط للناقة بكرتها ).

القنفذ أذكى و أدهى :

وضع الراعي الحملان الصغيرة في رِبَق( سلال مصنوعة من حبال مفتولة ) ، و جعلها على ظهر الأتان ، فانطلقت نحو الخيمة عائدة من المرعى . وفي الطريق ، ألفت ذؤيبا يتظاهر بالعجز عن المشي ، واستعطفها حتى لانت له ، فنط على ظهرها ، و افترس الحملان واحدا تلو الآخر ، و كلما سمعت الاثان ثغاءها أوهمها أنها خماص تلتمس ما يطفئ نار جوعتها ، ,فتدب مسرعة كي لا تبطئ في موافاة الخيمة . وما أن تراءى دخان من بعيد حتى تخايل الذؤيب دنو الاتان من خيمة أصحابها ، فقفز من على ظهرها ، وكشر عن أنيابه مبتسما ضاحكا متشفيا قائلا للاتان : هاه هاه هاه ، لقد خدعتك و التهمت ما استطعت من الحملان المحمولة على ظهرك . فشعرت الاتان بالخيبة والحسرة ثم دنت من الخيمة والتمست من أهلها ألا يمسوها بسوء حتى تأتيهم بالذئب الماكر الغادر كي ينتصفوا منه ، فوافق الراعي على ذلك ، وعادت على أعقابها حتى وجدت مغارة الذئب فبركت وبسطت ذراعيها عند باب المغارة ، وكأنها ميتة . تداعت الذئاب و الضبع الى هذه الفريسة السهلة ، وخال كل منهم أنها ميتة لا حراك لها ، بيد أنهم مكثوا في ريبة من صحة موتها ، ولم يتجاسروا على مسها حتي يأتي الحكيم القنفذ . استدعي القنفذ وجاء الى المكان على عجل ، واقترب من مناخرها ، فتحسس ريح نفَسها يخرج من مَشامّها، فصاح فيهم : " هذا الفَسّ ( كناية عن شدة السواد ) اللّي يننفس ، أنا ماني من جرّارِينُو " أي أنا لست ممن سيَجُرّه أو يقربه. " ، ولكن تبرءَ الحكيم القنفذ من قربان الاثان لم يمنع الذئبة والضبع من الوثوب على ظهرها ، فعلقوا بما عليها من ربَق ، و نهضت بهم حتى استقامت ثم مضت بهم عالقين وهم يتصايحون ويتباكون وقد فغروا أفواههم من شدة العويل ، فظن الضبع منصور أنهم إنما يتضاحكون من شدة طرافة ما نزل بهم ، فطفق يصيح و يصدح بأعلى صوته : " يا القوم اللّي تضّاحك ، أنا حَرْكَفتي طاحت أي (إحدى قوائمي سقطت ) ، إذ لم يستوِ راكبا على ظهر الاتان ، وبقيت احدى أرجله تُجَرجر كالشلو المقطوع من الجسد.

أوصلت الاثان الذئَبة والضبع الى أهل الخيمة ، واستعرضتهم أمام أعينهم واحدا تلو الآخر حتى تعرفت على غريمها الغادر ، فخيروه بين الذبح أو سلخ الجلد مع إبقائه حيا ، فاختار الحياة معذبا ، فأخذوا مُدية حادة ونزعوا عنه جلده ، فكان إذا تعرض لأشعة الشمس لسعته لسعا وبيلا شديدا ، واذا تنحى الى الظل نفشت في لحمه العاري أمةُُ من النمل ، وزادته سياط البرد الشديد لسعا . ففارقته الروح ، وظل فاغرا فاه من غير تبسُّم ، وكلما مرّ عليه الصغار ظنوه ضاحكا حتى بدت قواطعه ...



#بوزيد_مولود_الغلى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانكسار الخطير : من النخبة السياسية الى التبخة السياسية - ح ...
- أيام الجد والنشاط 2
- أيام الجد والنشاط 1
- صور بلاغية في الأمثال الحسانية
- الحسانية بين موقفين
- طريقك الى الشهرة: موقع كلب بريس


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوزيد مولود الغلى - من تراث الصحراء : قصص قنفذ