احمد عصيد:من المطالبة بتصحيح تاريخ المغرب الى الدعوة الى دمج اكاذيب في التربية الاسلامية.

بلعيد بيعلا

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 02:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ن المطالبة بتصحيح التاريخ من الاكاذيب الى المطالبة بادماج اكاذيب في التربية الاسلامية!
تدافع الناس مؤخرا في اتجاهين مختلفين بعد ما قاله عصيد عن مقررات التربية الاسلامية:فمنهم موالون لهذا الاخير، كل على طريقته؛من معتدل حاول التعقل و التحاجج،و من غاضب اطلق العنان للسانه فسمعنا و قرأنا الوانا من السب و الشتم لكل مخالف. اما الاتجاه الثاني فاقتنص تلك الكلمات اقتناصا كاليائس الذي انتظر على جمر لسماعها ،لتنطلق آلة التكفير على عادتها من مختلف المنابر صغيرها و كبيرها حتى اكبرها اطلاقا وهو منبر من يفترض ان يكون رئاسة حكومة!!!!
فماذا قال عصيد؟الجواب جاء على لسانه بعد ان انطلقت الحملتين معا، فكان بالحرف الواحد:"فما قلته هو أن الرسالة المنشورة في المقررات الدراسية والموجهة من الرسول إلى أحد الملوك لا يجب أن تنشر في المقررات لأنها تتناقض وفكرة أخرى موجودة في ذات المقرر والتي تقول إن الإسلام انتشر بالسلم، فلا يمكن أن نقول هذا وننشر رسالة تتنافى وتلك الفكرة، فإما أن نقول بأن الإسلام انتشر سلميا وندعم الفكرة بجميع السبل الممكنة أو أن نقول العكس وندعم الفكرة نفسها، ولكن لا يمكن نشر فكرتين متناقضتين تخلقان الارتباك لدى التلميذ والمطلع على تلك المقررات؛ وشخصيا أنا مع فكرة أن الإسلام انتشر سلميا، لذلك، أنا مع أن تدعم هذه الفكرة بدل نقضها ضمنيا."
فلنعد قراءة ما قاله عصيد، بعيدا عن ضوضاء المتعاطفين و الحاقدين!و قبل ذلك فلنلق نظرة عن تاريخ الاسلام، و الجميع يعلم انه (الاسلام) انتشر بحد السيف في بقاع كثيرة من العالم،و شمال افريقيا واحدة منها :الكل عالم بتاريخ ديهيا،اكسل و غيرهما مع الجيوش العربية.الا انه انتشر بطريقة سلمية في مناطق أُخر لم تصلها الجيوش الاسلامية ابدا!
اذا علمنا ان ما قاله عصيد جاء في ندوة لحقوق الانسان، ثم ما ينهي به جملته من كونه يميل الى تدريس فكرة ان الاسلام انتشر بطريقة سلمية، والغاء و ثيقة تاريخية كتبها محمد(ص) ،تحتمل قراءَات مختلفة،فان هذا تناقض مع مبادئ حقوق الانسان اولا،لان معرفة الحقيقة حق اساسي من حقوق الانسان، و هو دعوة صريحة الى ادماج اكاذيب اخرى في منظومتنا التربوية بعد اكاذيب مناهج التاريخ!
التناقض الفعلي لا يوجد في فكرة انتشار الاسلام،ان سلميا او بعنف، بقدر ما يوجد في الشكل الرسمي لدولة المخزن بمدارسها و كل ادارتها عندما تسمي نفسها دولة اسلامية و لا نجد اي تطابق بين ما يدرس في فصول التربية الاسلامية و ما يحدث في جميع مناحي الحياة من ظلم و نهب و لا مسؤولية!
اما تناقض عصيد و المتعاطفين معه، و هم من اصم آذاننا بضرورة اعادة كتابة تاريخ المغرب،لما فيه من اكاذيب، و ما يقولونه هو حق في ذاته،هاهو يخرج علينا داعما فكرة ان الاسلام انتشر بطريقة سلمية،اي جاء الى المغرب دون حرب او اقتتال؛و لم يقتل من الامازيغ اي كان!وكل ما قيل بالامس بلسان عصيد و اتباعه عن الغزو العربي لشمال افريقيا وسبي الجواري و الغلمان باسم الدين الجديد ،يجب علينا ان نمحوه من كتب التاريخ!اما ديهيا و اكسل، فلم يكونا الا حالتين شاذتين، لم يكن لهما اتباع و لا انصار، ماتا هباءًا و دون اي سبب معروف!كل هذا ليلائم التاريخ نصوص التربية الاسلامية التي يريدها عصيد على مقاسه ،و لتذهب الحقيقة الى الجحيم!
و بعد كل هذا، الن يكون خطاب كهذا في خدمة اديولوجيا العروبيين و الاسلامويين؟ايخشى عليه من الاغتيال و هو من يريد ان يقدم لهم ماعجز كل المفكرين العربانيين عن فعله؟اليس بابا لمزيد من المغالطات؟الن يكون تكفيره و تهديده بعد هذا احد شيئين:اما الغباء او العداوة الظاهرية و الولاء الخفي!
افبعد هذا من تطبيل من كلا الاتجاهين؟امن عقل يحكّم احيانا؟
سلام!

#بلعيد_بيعلا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات