أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - الحرب الطائفيه وأزمات المسلمين















المزيد.....

الحرب الطائفيه وأزمات المسلمين


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش الوضع العربي حاله خطره من مراحل وجوده وحركته فهو قد سقط بين ازمة ضمير ووطنيه من جهه وبين خضوع طائفي إبتزازي اسود من جهة اخرى , فالاوضاع القائمه في كثير من الدول العربيه لاتبشر بخير ولاتحمل في طياتها بوادر آمن واستقرار فالحدود تتفجر وتتعرض للاختراقات والمجتمعات تتقسم وتُسير من قبل جماعات دينيه مموله بكل ماتحتاجه من مال وسلاح وامكانيات الاتصال والاداره وهناك دوائر محليه واقليميه وغربيه تشارك في اثارة الخلافات الطائفيه لانها حينما تشتعل لاتهداء وتأكل كل شئي في طريقها البشر والحجر ولاتوجد لها حدود وسهلة الانتشار وجروحها لاتتعافى بسهوله والدول التي تقع في دائرة العنف الطائفي بطيئة التطور وسريعة الفساد وتحتاج دائما الى اداره وتوجيه من الغير.
المشهد العربي يُنذر بكارثه طائفيه منظمه وموجهه ونارها لن تستثني احد تشارك فيها اطراف جميعها خاسره والمتضرر الاكبر هي الشعوب العربيه وللاسف الكبير هو دخول رجال الدين على خط التحريض والدفع بالناس للكراهيه ولقتال بعضها البعض على اسس دينيه و طائفيه ونشر الفكر السئي البعيدعن الاسلام دين السلام والمحبه والاحترام .
الحرب الطائفيه مواجهتها صعبه واخطر من محاربة الجيوش وهي ظاهرة اصبحت تُصدر اكثر منها نتاجاَ محلياً والخوف الاكبر ان لاحدود لأي حرب طائفيه إذ انها تنتشر في المجتمعات العربيه بسهوله بسبب قلة الوعي وانتشار الاميه والبطاله ولأن مأساة المواطن العربي هي حاجته المستمره لشخص يوجهه ويقود وعيه ويتناسى هذا المواطن نعمة العقل الذي وهبه الله ليقدر على الفصل بين الحق والباطل والسؤال هو لماذا لايعتمد اكثر الناس في دولنا على العقل لانه الحجه الاساسيه على الانسان وإن تعرض هذا العقل للخلل بسبب التعبيئه الدينيه والطائفيه الخاطئه لماذا لايتوجه هذا الانسان الى كتاب الله مباشره دون وسيط وإن تصعب عليه الفهم والادراك للقرأن عليه بنقل اسئلته الى اكثر من جهه والتعقل في استقبال المعلومه والشرح وهذا معناه الارتكاز على العقل والمنطق في تطبيق مايسمعه ويشاهده او مايفكر به لان حتى الدين دائما يحثنا على الحقائق والمعرفه الدينيه ومطالبة رجال الدين بعدم تضليل الناس ودفعهم للتطرف والى الفتنه الطائفيه , لقد احتاج الناس إلى رسل وأنبياء يذكرونهم بمقتضيات الحقائق الدينية، رغم كونها حقائق فطرية تنتهي إلى بديهيات أولية، لكن الناس كثيراً ما تختلف في الحقائق الدينية لأنها تبعدها عن الاستناد إلى ما هو محسوم في مجال المعرفة مما يقتضيه العقل أو الحس وهذا ماقاله الإمام علي عليه السلام حينما بيّن الحاجة إلى تكرار بعث الرسل والأنبياء بالقول: "فبعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول، ويروهم آيات المقدرة" .
فالله تعالى الذي فطر الإنسان على الإيمان بحقائق الدين وهداه إليه بالعقل والوحي، لأجل ذلك نرى أن الدين بشكل عام يأتي لتنبيه البشر وتذكيرهم بالحقائق العقلية الأولية وتذكيرهم وحثهم على العقل والعقلانيه في تسيير امور حياتهم وعدم الوقوع في شرك الأمه الضاله حيث يبدوا فى الآفق محاولات ممنهجة ومتكررة لاحداث فتنة طائفية فى كثير من الدول العربيه وباايدي عربيه ومسلمه وبتعاون مقيت مع دول اجنبيه فالذي يجري في سوريا فاق كل التصورات البشريه وتتجه الاحداث نحو التصعيد الطائفي فالحرب هناك تشارك فيها اطراف متعدده وباجندات مختلفه ومن بينها بدأت الاجندات الطائفيه والدينيه تطل برأسها وبقوة السلاح وعرض الافلام الذي تقطع فيها الروؤس من الطوائف المختلفه على شاشات التلفاز والكمبيوتر في سقوط مريع للاخلاق والانسانيه وللقيم الدينيه الاسلاميه , لست مدافعا عن النظام في سوريا ولكن هناك كانت دوله ونظام وجيش و آمن يمنع تفتت المجتمع والاقتتال الداخلي والنظام السوري برئاسة الاسد يشبه انظمه عربيه كثيره مازالت قائمه وتقمع شعوبها ولااحد يحرك ساكناً , والان تحولت سوريا الى مربع عنف طائفي مخيف عاجلا ام اجلا نار الحرب هناك ستصل الجيران القريبه والبعيده لانها حرب لااحد يستطيع التكهن بنتائجها ونهايتها واخر حدودها.
الاسد مبدئيا مازال يتحرك وان كانت حركته محدوده بسبب الحرب وجيشه النظامي منهك بسبب طول الحرب وتعدد الجبهات والاعداء الحقيقيين وقتال الاخوه من الجيش الحر والقاعده والجهاديين والعملاء السريين فالجيش النظامي السوري كان يجُهز في السابق لحرب تقليديه مع الجار العدو الاسرئيلي وليس لحرب شوراع في الداخل السوري , سوريا تشهد حرباَ طائفيه على نار هادئه والعراق عاش في الفتره بين ٢٠٠٦ -٢٠٠٧ اسوء موجة حرب طائفية يحاول البعض اشعالها من جديد في الوقت الحاضر من خلال تحريض الطائفتين السنيه والشيعيه لقتال بعضها مع تشابه الظروف والاطراف التي تقود الاوضاع والصراع هناك كما في اليمن وتقسمها الى معانا وضدنا حوثي وغير حوثي وحدوي وانفصالي , وليبيا تعيش فراغ سياسي ونظام دوله ملئي بالثقوب الطائفيه والتكفيريه القادمه من خارج ليبيا وقاتلت مع المعارضه الليبيه ضد القذافي تحت شعار الحريه من الديكتاتوريه واليوم تحاول فرض فلسفتها التكفيريه عبر الترهيب والترغيب الديني على الشعب الليبي .
المتشددين الدينيين والتكفيريين والقاعده ومن يقف خلفهم بالمال والسلاح يدركون ان الاوضاع والدول تتغير ليس في صالحهم لان منهجهم العدائي للاخرين مبداء منبوذ وغير صالح للعلاقات بين الناس والدول من منا ينسى تدفق المجاهدين الى البوسنه والهرسك ولكن وبعد انتهاء المعارك قامت الحكومه البوسنيه بسحب الجنسيات منهم بعد ان بدوأ في تشكيل جماعات لنشر وفرض ارائهم التكفيريه على المجتمع البوسني وتغلغل الارهاب في البوسنه والهرسك عبر منظمات وجماعات اسلامية" متشدده تحت غطاء منظمات خيرية تقوم بتحويل اموال الى مناطق يقطنها مسلمون من اصول بوسنية وألبانية , والوضع الشيشاني الذي انتهى في ١٩٩٤ باانتصار شيشاني على جيش يلتيسين المنهك والممزق بسبب الفساد وبعد تسليم الرئيس الروسي بوريس يلتسين بحقيقة انتصار المعارضه الشيشانيه وفرض سيطرتها على الجمهوريه القوقازيه تدفق الالاف من الجهاديين والتكفيريين الى الشيشان وانتشرت الفوضى واعمال القتل على اسس دينيه وزادت وتيرة التفجيرات الانتحاريه وحاول الجهاديين نشر افكارهم الفوضويه الى الجمهوريات المجاوره الامر الذي ادى في نهاية المطاف الى ايقاظ الدب الروسي من نومه وقام الجيش الروسي في فترة بوتين بفرض سياده الدوله الروسيه على جميع اراضي الجمهوريه المتمرده .
الروهينغا هم شعب مسلم سني مع بعض التقاليد الصوفية يعيشون مع اخوتهم البوذيين في مينمار بهدوء وسلام على مر السنين ولكن ومع بداية انتشار الافكار المتطرفه وفتح معسكرات لبعض المتشددين الروهينغيين في منطقه القبائل ببكستان ووجود بعض معسكرات القاعده المكان الذي اصبح آمناً لتدريب المسلمين من كل دول العالم على القتل والذبح والتفجيرات الانتحاريه وكره الغير مسلم بأسم الاسلام كان السبب في زيادة الاضطهاد والقتل ضد المسلمين في مينمار فلم تكن حادثه قتل الراخين لعشرة من المسلمين البورميين بعد اغتصاب وقتل امرأة راخينية هو السبب الرئيسي لتلك الأحداث الدمويه ضد المسلمين في مينمار وانما هي تراكمات واحتقانات طائفيه بدأت بتدمير تمثالي بوذا الاثريين من قبل حركة طلبان في افغانستان في عام ٢٠٠١ فهي لم تكن تماثيل مقدسه عند البوذيين فقط وانما كانت تشكل جزءاً من التراث الإنساني وهي من الناحية الشرعية لا تأثير لها على الجانب العقائدي وزادت شدة الاحتقانات في بورما بعد عودة بعض المتشددين من معسكرات القبائل الباكستانيه الى مينمار ومحاولتهم فرض الافكار المتشدده هناك.
نحن امه لدينا مشكله في تطوير الوعي والذات ولدينا مشكله مع انفسنا و مع الأقليات المسلمه من المذاهب والطوائف الاخرى والغير مسلمة ولانعرف سياسة تقبل الاخر كما هو وليس كما نريد وليس لدينا اي مرونه في التعامل مع الطرف الاخر وننسى قوله تعالى : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } (هود:119) . وان الجدال و الحوار ظاهره صحية لها أصولها , وآدابها وعندنا تعاليمنا في قوله تعالى ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) .
يبدوا ان صامويل هنتنجتون الصحفي و أستاذ العلوم السياسية قد قصد حينما نشر في مجلة فورين أفيرز مقالاً شديد الأهمية والتأثير بعنوان ( صراع الحضارات ) كان يقصد ان الصراع سيكون بين الحضارات الغير اسلاميه الحضارات التي تعمل من اجل رفاهية الاحفاد القادمه اما نحن فمشغلون بقتل انفسنا وجذورنا وتهديم قيمنا وحضارتنا ونعيش خارج التاريخ المعاصر ومشغلون بالصراع الطائفي في حرب الاخوة .



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حان الوقت ياسيدتي
- الى حبيبتي سيفو
- بيريزوفسكي ولعنة الفقراء والضحايا
- في كل الاحوال احبك
- د. محمد قباطي ونُخب القبيله الذكيه
- السياده الغائب الحاضر في اليمن
- الفكر الديني ومحدودية التطور والحركه
- التحرش الجنسي بين الاسباب والحلول
- الطفلة المشتهاة و البيدوفيليا الحلال
- القضيه الجنوبيه مواقف واقلام
- العمليات الانتحاريه بين التاريخ والمعاصره
- العلاقات الدوليه وثلاثية التغير
- الثعلب في ثياب الواعظين
- خيار الانفصال ليس جنوبيا
- كارثه اسمها اليمن
- وحيده في الذاكره
- ايتها الساحره
- اجمل قدر
- الايام ونُخب من الماضي
- الوراثه السياسيه في السعيده


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - الحرب الطائفيه وأزمات المسلمين