صدقي العتيري
الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 23:50
المحور:
الادب والفن
نظرية التطور لاتشمل فقط التطور البيولوجي, بل هي تدخل في الكثير من قضايا الحياة ..
يمكن للثقافة أن تتطور في اتجاهات مختلفة تبعا لظروفها الحياتية أو المجتمعية، فهي تتميز بقدرتها على تفسير السلوك العفوي أو اللاعقلاني الذي تزخر به كافةالمجتمعات.
فقد تحدث التطويريين في القرن ال19 عن التميز بين الوراثة العضوية والاجتماعية، لأنهم لم يكونوا على علم بقوانين “مندل” في الوراثة، كما كان مبدأ البقاء للأصلح يعني عندهم أن التطور يعتمد على أقوى الأفراد، ولذلك لم يميزوا بين التطور والتقدم.
بينما أساس الانتخاب الثقافي، يرجع إلى أن التطور الثقافي أسرع من التطور الوراثي الجيني نظرا لتوافر ما يسمى بـ “طاقة التكيف” أي القدرة على التكيف، وليست التكيف نفسه.. بالإضافة إلى أن الإنسان يتميز في مجال الثقافة بما يعرف ب “السلوك الجمعي”، نظرا للاستعداد الطبيعي عند الإنسان على التعاون والعمل الجمعي.. بل وتصنيف البشر الآخرين حسب جماعتهم، وهو ما يسمى بالعرقية أو الاثنية. ويتم التعبير عن هذا الانتماء عن طريق الوشم أو اللغة والطقوس والشعائر الدينية، وهذا الشعور نفسه، له دور أساسي في عملية الانتخاب الثقافي.
فكرة النظرية موجودة منذ عام 1867م، إلا التطبيقات عليها كانت في دراسة ظواهر العالم الواقعي. مثال ذلك أن محاصيل جديدة تعطى غلة أفضل عن سابقتها، وهى نتيجة مبتذلة، فلا ضرورة لصياغة نظرية محكمة لتفسير تلك الحقيقة الملاحظة من الجميع.. أو لتفسير ما هو واضح سلفا.
إن قوة الانتخاب الثقافي تتجلى بقوة في مجال السلوك اللاعقلاني، مثل الألعاب، الشعائر، الموسيقى، الأساطير، الحكايات، الموضة.. وكلها غير منتجة، وكلها أيضا تغيرت عبر التاريخ، ونادرا ما نعرف السبب، وهو بالضبط التحدي أمام نظرية الانتخاب الثقافي.
#صدقي_العتيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟