أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قصي طارق - الاغتراب عند الدادائيين















المزيد.....

الاغتراب عند الدادائيين


قصي طارق

الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 09:18
المحور: الادب والفن
    



جاء الاغتراب في اللغة العربية من الفعل ( غرب ) بمعنى بعد وتوارى ويقال غربت النجوم اي بعدت توارت وغرب الرجل اي بعد ويقال غرب فلان اذا بلغ المغرب واغرب القوم اتوا الغرب( )ويقال كلام غريب اي بعيد عن الفهم وغير مالوف ولا مأنوس . والمغرب الذي ياخذ بناحية الغرب ، والغرب جهة غروب الشمس وتطلق على جهة البلاد التي هي من جهة الغرب كبلاد الفرنج( ).
ومن يهتم ويتعمق بدراسة عمليات التغريب يرى أنها جاءت " للقضاء على وحدة الفكر وتمزيق الذات السادية ، والحول بينها وبين أي تجمع تحت راية اكثر فعالية وابقاء الفكر الدكتاتوري او الكلاسيكي بلا وزن ولا هوية "( ) كما أن الاندماج الكامل مع الحضارة الغربية ودعوة مفكرين شرقيين إلى هذا الاندماج هو ارض خصبة للسقوط في آلية الاغتراب الثقافي والفكري ، وهنا تجدر بنا الإشارة إلى الفرق أو التتابع والتفاعل بين عملية التغريب والية الاغتراب الفكري بمفهومها الحديث ، ( ) وهنا نصل إلى استنتاج مهم مؤداه أن التغريب هو أشبه بعملية احتيال فكري يقوم به المفكر ، وبصيغة أخرى ـ إذا جاز التعبيرـ هو عملية نصب فخ للفكر الكلاسيكي من نظريات المفكرين والمثقفين المعاصرين ، بهدف ضياع الذات المركزية ، وآما السقوط في مثل هكذا فخ والانصياع لفكر آخر ، والتطلع إلى ارتباط ذهني يتنافى مع كل شيئ كلاسيكي (التراث والقيم ويؤدي إلى إلغاء الذات القبلية في التراث)، فهو الاغتراب وتحديدا الاغتراب الفكري( )، هذا ما جاء في تعريفه الرسمي " أن الفكر يبدو مغتربا حينما لا يكون نشاطا حقيقيا وأنما بالأحرى قبول دونما تساؤل لوجهة نظر شخص آخر"( ).
اذا لم ينجح الانسان في اعادة توحيد الاجزاء المنفصلة لعالمه، وفي ادخال الطبيعة والمجتمع في بيت العقل يظل الانسان الى الابد مكتوباً عليه الاغتراب"( ) اذا الانسان العربي والعراقي باذات مغتربين فكريا , قد فمهوفلسفة الاغتراب الفلسفة في عصر الانحلال هذا هي" ايضاح المبدأ الكفيل باستعادة الوحدة والكلية المفقودة"( ) .
واما عن اغتراب الانا فهي ذات بعدين اولهما مرتبط بسلب حرية اصدار حكمه فيما يتعلق بالسماح للرغبات الفردية بالإشباع من ناحية وسلب معرفته بالواقع وسلطة الكلاسيكيات في حالة السماح لهذه الرغبات بالإشباع من ناحية اخرى ومن ثم يكون الانا في وضع مغترب دائما سواء في علاقته بـ (الهو) وبـ(الانا الاعلى) ، والواقع ان اغترابه هنا يجمع بين الخضوع والانفصال في حالة اغترابه ، فاذا خضع لـ( الانا الاعلى ) والواقع ينفصل عن ( الهو) ويكون انفصاله خلال الخضوع واذا انفصل عن ( الانا الاعلى ) والواقع فانه يخضع لـ( الهو) والعكس صحيح"( )

وقد اهتم فروم بشكل خاص في تحليل اغتراب الانسان عن الطبيعة فبعد ان يقرر ان " جوهر الانسان .. يتمثل في التناقض الكامن في وجوده ( اي ) انه جزء من الطبيعة الا انه يتجاوزها باعتباره يملك ناصية العقل ووعي الذات "( )فيشير الى خروج الانسان من حالة الوحدة مع العالم الطبيعي الى الوعي بذاته بوصفه كيانا منفصلا عن الطبيعة ، وبالتالي يؤدي الى فقدان التناسق مع الطبيعة ، وفي بعض الاحيان يفسر هذا الانفصال ظهور وعي الذات اذ ان الانسان ينتزع من الطبيعة بمجرد تحولها ويتحول هذا الانفصال باعتباره مصاحبا لمنطق الانسان بصورة تلقائية وهو في جوهره شيء لا يمكن للإنسان التخلص منه ، وهكذا يبدو ان اغتراب الانسان عن الطبيعة هو امر حتمي لا مناص منه"( ) .
واحد الحركات المغتربة هي الدادائيه حركة فوضوية ذات نزعة عدمية، بنيت على أسس وجوديه اختلطت بالمجتمع ،و قلبت النظرة القديمة للفن رأساً على عقب مستندة إلى فلسفة كيرجارد، ومن بعده هيدجر، وجبرايل مارسيل، وجان بول سارتر، ( )،وبذلك فقد اعتمدوا ألأفكار الوجودية وخاصة أفكار سارتر و منها فكره الجوهرية في هذا الشأن بقوله: كان لابد أن يشعر جيلان بوجود أزمة في الأيمان وأزمة في ميدان العلم، لكي يضع الفرد يده على الحرية الخلاقة التي كان ديكارت قد أودعها للخالق ،ومن أجل أن يطمئن المجتمع إلى تلك الحقيقة التي تعد الأساس الرئيسي في كل نزعه إنسانية وهي: أن الأنسان هو الوجود الذي يتوقف وجود العالم على ظهوره،أن الفلسفة الوجودية حينما قامت إنما جاءت مناقضة صريحة وعاملة في اتجاه مضاد لتلك الحركات الجماعية وتلك الفلسفات التي تدعو إلى صب الناس في قوالب معينة من ناحية الاعتقاد والتفكير والسلوك، فهي فلسفة في وضع مقابل لكل حركة تقيميه، ولكل مشروع جمعي يتخذ ضرباً معيناً لا تتعداها القواعد والآراء، يقول ياسبرز: يكفي للفرد أن يوجد، فبهذه الواقعة نفسها نتجاوز الموضوعية، وهذا هو مبدأ كل فلسفة للوجود، ولا أهمية لها إلا في نظر الأشخاص الذين ارتضوا أن يكونوا أنفسهم، واختاروا الوجود الحقيقي لا الزائف، يبدأ من الصمت، وينتهي به، وغايته التعبير عن الوجود والوصول اليه،وأهم خاصية لهذا النمط من التفلسف البدأ من الإنسان وليس الطبيعة،


الفنانه:هان هاج
السنه:1919
حجم 90x144سم
متحف برليين القومي
المادة كولاج.
اسم العمال :دادا.
يوثق العمل حاله معينه من الارتياب متحول من نظام اللوحة الكلاسيكية قبل الحرب منطلق ليسجل المتغير وما أصاب النسق السوسيولوجي من تفكك ، وقد قدم تحول في الشكل فقدم إشكال ملصقه تملئ العمل ليكون عمل بلا فضاء ،فالأشكال الملصقة تملئ الفضاء محيلة العمل إلى شكل الفني يحفل بتعدد بؤر البصر فليس هناك مركز أو منظور وهذا اول تحول عن ما سبق من الإعمال الفنية كالانطباعية والتعبيرية، ونرى إن العمل يخذ طابع توثيقي لأنه يلصق صور أشخاص من تلك الحقبه ،وملمس العمل خشن بسبب التلصيق، و الاشكال تحلق في فضاء اللوحه خالقه علاقات ايقاعيه،و اللوحه مكونه من صور ملصقة مقطعه ،وهان هاج قامت بشيء غريب تختار أجساد صغير وتلصق إليها روس كبيره،كذلك تستبدل جسد الرجل بوجه مرآة والعكس صحيح ، و نرى العمل الفني وقد ملاء بصور من مجلات ،ومنها صورة لـروزيفلت الرئيس الأمريكي السابق ،واينشتاين وقد دخل في رأسه جهاز ميكانيكي، وصور لمكأئن وتروس حديده ،وأجساد أطفال عليها رؤوس كبار في العمر وهم من شخصيات الطبقة الارستقراطية،اضافه لدخول الحروف في شكل اللوحة ، حروف كبيره وحروف صغيرة مقطعه من مجلات متعددة وهذا التحول في كل مضمونيه اللوحة وشكلها، الخارجي، ما هو الا رد على الوضع الآني الذي يعيشه الفنان،والتناقض والنفايات والسريع وألعدمي وما هو لا يساوي شيء ،كلها تشترك لتقدم تحول في التعبير عن واقع حال حقيقي ،يعيشها الانسان بعد الحرب ، رغم فكرة الرفض التي استعرضناها في الإطار النظري يضل عمل هان هاج ، يحمل خصوصية مرتبطة بباطنية الفنان،إن الفنان الحديث، حمل إلام لم يحملها أي فنان فهو فنان الحرب والمأساة، ونحن نلاحظ إن التحول عما سبق في هذا العمل،وفي كل إعمال الدادا ،وعليه فقد حقق هذا العمل نفحه تعبيريه رغم الرفض للفكرة اصلا.انها مجموعه من التحولات وليس واحده صبت اليها الفنانه.



#قصي_طارق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قصي طارق - الاغتراب عند الدادائيين