أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تقي الدين تاجي - -شَارْلي شَابْلانْ- وْ بنكيرانْ !














المزيد.....

-شَارْلي شَابْلانْ- وْ بنكيرانْ !


تقي الدين تاجي

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 17:57
المحور: كتابات ساخرة
    


في تفاصيل ما حدث لنا بالمغرب مع بنكيران، كثير الشبه بمقولة الشيخ كشك : "دعونا الله أن يرزقنا إماما عادلا آم طلع لنا عادل إمام"، مع اختلاف واحد هو أننا لم نطلب غير رئيس حكومة، فابتلينا برجل يجيد كل شيء، إلا أن يكون رئيس حكومة، بل ويرفض مع سبق الإصرار والترصد، إلباسه هذه الصفة، برغم مباشرته لمهامها التي لا يمارسها طبعا. لأنه لا يكف يردد "أنا مجرد رئيس حكومة"، وان كان الأصح أن يقول "أنا رئيس حكومة مجرّد "، لما تحمله كلمة "جرّد" من معان عميقة في اللغة العربية، فجرد الشيء أي قشره وأزال ماعليه. وبالتالي وبما أنه وزير مقشّر ومجرّد من كل صلاحياته الدستورية، فإنها الكلمة الأكثر دقة، ليبقى السؤال المحيّر و الوحيد، الذي ليس لأحد أن يجيبنا عنه غيره. واش قشروه ولا هو قشّر راسو ؟

و في انتظار أن يجيبنا بنكيران على هذا السؤال، برغم شبه اقتناعنا بأنه مستعد للتضحية بكل شيء من أجل أن يبقى "مجرداً"، وسعيد جدا بممارسته لدور " منشط البطولة"، لاسيما في ظل قدراته الهائلة على خلق "النشاط"، واستدرار القهقهات، في كل مرة تتاح له الفرصة لممارسة هوايته المفضلة في التنكيت والفكاهة. فإنه يبدو الوحيد الذي استطاع استيعاب مقولة "شارلي شابلان" : "أنا لا أزال على حالة واحدة، حالة واحدة فقط، وهي أن أكون كوميديا، فهذا يجعلني في منصب أكبر من السياسي". فالرجل لا يبرع في شيء آخر بقدر براعته في ضريب لمعاني، وغزيل لقوافي، والتقلاز من تحت الجلابة. فضلا عن امتلاكه للسان سليط لم يسلم منه أحد، حتى محرك البحث كوكل، الذي بات يشتكي من إقحامه لمفردات عجيبة في القاموس السياسي، كالأشباح، والعفاريت، والتماسيح، والفز، والقفز، والطنز، محدثا لديه ارتباكا، في البحث والتعريف والتصنيف لهذه الكلمات الدلالية، ومهددا إياه بخسارة تحديه للعالم، بإيجاد عيب واحد فيه، وأن من يجده يفوز بـ 30,000 دولار أمريكيا.حيث أصبح البحث فيه عن صور التماسيح والعفاريت، يعطيك صور كائنات أخرى غير التماسيح البرية، والجـْنون. السيد ما كفاهش غير ضيّع ثقة المواطنين، ناض زعزع ثقة كوكل فراسو.

ولعل أول خرجة تنكيتية رسمية لبنيكران، كانت هي تلك التي شغل بها المغاربة بربطة عنقه، وأضحك بها الكثيرين حينها، دون أن يفطنوا الى دلالاتها السيميائية، التي كانت تنبئ بحقبة حكومية "كرافاطية"، أركانها الرئيسية : شدٌ، وربطٌ، ولف. أي شدوا اعصابكم، واربطوها لأننا سنلتف على انشغالاتكم لنمارس عليكم فن التنكيد المغلف بالتنكيت.لتتبعها بعد ذلك سيول من الكلمات والهضرة التي أبدعها السيد بنكيران طيلة سنة كاملة، لم تنفع المغاربة في شيء، ولم تشتر لهم لا زيتا ولا خبزا، بقدر ما عادت عليه وحده بالنفع ، من خلال ترييضه لعضلات فكيه الثمانين التي يقال أنها تتحرك حينما يتلكم الإنسان –عفوا- حينما يتكلم بنكيران. و لو كان الكلام رياضة أولمبية، لكان هو بطلها العالمي بدون منازع مع تحطيم كل الأرقام القياسية. فبرغم ما يبدو من استيعابه لقاعدة "شارلي شابلان"، الذي لم يكن يحب الكلام ولا السياسيين، وكان أول من استخدم لغة الإشارة والتعبيرات الميمية، فإننا لا نكاد نتخيل بنكيران يستطيع العيش بدون كلام ولو ليوم واحد، فهو قد يتنازل عن الهواء والماء، إلا الهضرة الخاوية ، التي يحكى عن "شارلي" في إحدى مشاهده السينمائية أنه أصر على أن يصور مسؤولا سياسيا كان يفتتح نصبا تذكاريا، ويخطب في الحاضرين وكأنه يصرخ بصوت طير مزعج، للدلالة على خواء حديث السياسين وتكراره، وخلوه من المعنى والمغزى.شأنه شأن حديث وزيرنا المجرّد.لكن لو قدر لـ "شابلان" أن يبعث إلى الحياة مرة أخرى، والتقى ببنكيران، لرفع له القبعة وأهداه عصاه، متوجاً اياه على عرش "الكوميديا السوداء"، خصوصا إن علم أنه يتفق معه في كون "الفشل لا يهم، والاهم هو "تخليونا نفشلوا على خاطرنا " - ، وإن كان "شابلان" لم يقل ذلك تماما، وإنما قال : أن الفشل لا يهم، لكنه من الشجاعة أن تعترف أنك أضحوكة.



#تقي_الدين_تاجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تقي الدين تاجي - -شَارْلي شَابْلانْ- وْ بنكيرانْ !