أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زرواطي اليمين - خنتك مع الكلمة، فأنا وإن فكرت فيك فمنتهى أفكاري الكلمة














المزيد.....

خنتك مع الكلمة، فأنا وإن فكرت فيك فمنتهى أفكاري الكلمة


زرواطي اليمين

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


كنت أحاول أنت أكتب، حين قاطعتني حبيبة القلب، ماذا تفعل؟ فلت: أنا أكتب، علت وجهها نظرة الانزعاج لكنها تواضعت وانصرفت عنها وقالت: عادي وليكن اكتب، فإن كنت قد خنت المرأة الوحيدة والأبدية في كوني، فهي مرة واحدة ووحيدة وقد تكون أيضا خيانة أبدية، إنها عشقي للكلمة، فمسكينة هي ومسكين أنا الواقع في غرام الكلمة، حين لا أكتب، أفكر، وأنا وإن فكرت ففي كلمات أكتب منها ما تفلح ذاكرتي اللغوية في رسمها في تلك الجمل والفقرات، أما الباقي، فهو إما سائر عني أو دائر حولي علي أفلح في ترجمته إلى لغة إنسانية أنقل عبرها ما في رأسي من أفكاري عن الحرية، الحب، الجمال، الإنسانية المحضة، وعن تمردي الدائم على كافة أشكال الولاء والطاعة والحكم والسلطان. فهي إذا علاقة حب صعب علي أن أتركها رغم أنها أي حبيبتي البشرية تستحق أن أطلق الدنيا وما فيها من أجلها، لكنها تتواضع لي وللكلمة، وتفضل إفساح مجال لتلك الأفكار التي تثقل كاهلي وتدفعها أحيانا إلى الحزن معي أو علي وأبدا ليس على نفسها، لن أحدث قرائي الأعزاء اليوم عن السياسة كثيرا، فو الله أشفق عليهم من السياسة وهموم الإنسانية المشتركة طبعا، حتى أني أشفق أحيانا على من تقصفه كلماتي وهو الذي لم يشفق على شعبه من القصف بالقنابل الحية المميتة، أو القصف بالسياسات المخزية الوضيعة. لا علينا، فحتى القلب والعقل يتعب كل منهما ومن حقه أخذ قسط من الراحة، تلك الراحة التي أحاول أحيانا عدم التفكير فيها حتى لا أعود إلى تلك الخيانة آه آسف أقصد العلاقة الغرامية التي تجمعني مع الكلمة، فأتمنى لو أنني أكملت دراسة الموسيقى التي أعشقها وأحبها فيما أحب منها هواية العزف على الكمنجة، لكن الظروف حرمتني من تلك الفسحة الروحية التي تريحني من التفكير، وتبعدني عن الكلمة بعضا من الزمن، أتمنى لو أنني أيضا أكملت موهبة الرسم، علي أرسم تلك الأفكار في لوحات تبعدني أيضا عن ممارسة تلك العلاقة مع الكلمة! لا أدري هل هي لعنة أم نعمة أن تكون على علاقة مع هذا المخلوق الرائع الجميل "الكلمة" هناك طبعا من لم ولن يفهم ولن يفقه هذه العلاقة، لأنه محروم من نعمة أو أقول نقمة هي التفكير، فكيف يكتب أو يتكلم من لا يفكر، لا عجب، هاته مخلوقات موجودة وتعيش بيننا فعلا، لا يفكرون ولا يكتبون ولا يرسمون ولا يعزفون ولا يحبون من يفعل وكيف يفعلون؟! فهم محرومون، ملعونون، من جمال تلك العلاقة الرائعة مع الفكر والكلمة، وهم من يطلق لعناته اليومية ضد كل من يعزف كل من يرسم كل من يكفر ومن يكتب، لقد تركت الكمنجة فعلا وعشت، تركت الريشة واستمرت الحياة، لكني لم أعرف أن لا أفكر فاستحالة الحياة دونما الكلمة، كيف يعيش الإنسان خارج إطار الفكر الإنساني الرائع والخلاب الخالي من كل شوائب ومعاصي الكره والحقد على الآخر؟ كيف يعيش في دوامة التفكير في أفكار الآخرين؟ ثم أليس ذنبا ومعصية أن يشارك الآخرين في علاقتهم مع كلماتهم؟ تلك معضلة أخرى تواجه الفكر الإنساني وتستمر في تعكير صفو كل كاتب وفي تشويه كل كلمة. ولعلنا قد نترك لأحبابنا كلمات وجمل وفقرات تضيف على جمال الحياة والقلوب والأرواح، روعة يضيفها المولود الجديد بين عاشقين ولهانين ببعضهما، يكون نتاج حبهما ولد يرسخ تلك العلاقة والحب ويمنحه استمرارية أبدية وخلودا إنسانيا، تماما هو الأمر سيان بين كل كاتب وكل كلمة.



#زرواطي_اليمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوب ليلها كنهارها وشعوب كل أيامها وهج!
- لا تزال أزهار الربيع المتبقية.. تخجل في بلدي!
- بين الغربة في الوطن وفكرة الوطن البديل!
- غول على المواطن البسيط. وحسب! بقلم زرواطي اليمين
- ما يريده المواطن الجزائري البسيط ولم تفهمه السلطة ومعارضتها!
- فرانسوا هولاند رهينة الفهم الخاطئ والفشل الذريع!


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زرواطي اليمين - خنتك مع الكلمة، فأنا وإن فكرت فيك فمنتهى أفكاري الكلمة