أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نزار فاضل عثمان - اسرائيل والأزمة السورية















المزيد.....

اسرائيل والأزمة السورية


نزار فاضل عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 09:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تهتم اسرائيل بداية وبالنظر الى الازمة السورية بنقاط عديدة منها، السلام والاستقرار عبر حدودها الشمالية، منع الاسلحة الكيميائية والبيولوجية من الوصول الى ايدي حزب الله او منظمات جهادية، وفي منع وجود هذه العناصر بمحاذاة خط وقف اطلاق النار في مرتفعات الجولان. كما تسعى اسرائيل الى اهداف اخرى قوامها ازالة التأثير الايراني عن سورية، واضعاف حزب الله، وفي منع ايران من استغلال الملف السوري لصرف الانتباه عن برنامجها النووي. وهنا تكمن الاسئلة بالنظر الى الازمة السورية، هل تهتم اسرائيل ببقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة؟ وهل تساعد اسرائيل قوى المعارضة؟ وما هي وجهة النظر الاسرائيلية بالتسوية السلمية مع سورية في ظل هذه الازمة الراهنة؟ وكيف تنظر اسرائيل الى الدور الايراني من الأزمة السورية؟ وما هي مفاعيل الاعتذار لتركيا؟

على نقيض القول ان اسرائيل يهمها بقاء الاسد في السلطة بسبب هدوء جبهة الجولان لمدة زادت عن الاربعين عام، فإن اسرائيل راغبة باستبدال نظام الرئيس بشار الاسد بآخر، وعلى الرغم من قلق صناع السياسة الاسرائيلية من هوية البديل، وتمنيها ان يكون علماني وموالي للغرب، الا ان حرب لبنان عام 2006، والمفاعل النووي في دير الزور بمساعدة من كوريا الشمالية، وتشكل النظام السوري كحليف لصيق لإيران، ودعمه لحزب الله يجعل مضار بقائه اكثر من نفعه، فتفضيل "الشيطان الذي نعرف" وهي المقولة التي اطلقها ارييل شارون ردا على رغبة جورج بوش الابن باسقاط نظام بشار الاسد، ردا على ما يفعله الاخير في العراق، لم تعد ذات أهمية تذكر اليوم. أما موضوع مد اسرائيل المعارضة السورية بالدعم، فهو امر غير واضح المعالم، ويصب في مصلحة النظام، وان كان الأقرب عدم تدخل اسرائيل في الاحداث الجارية في سورية الى جانب المعارضة، غير أن استقبال المستشفيات الاسرائيلية لجرحى من المعارضة –كما ذكرت قناة الميادين- يضع علامة استفهام حول الدور المستقبلي لمثل هذا التعاون. وعلى الرغم من نظرة اسرائيل الى الربيع العربي كمكسب لايران في تونس ومصر وليبيا، الا ان هذه النظرة تغيرت مع الازمة السورية، وبعد تبدل النظرة العربية، لا سيما السنية من ايران بسبب دعمها اللامتناهي للنظام، وخصوصا بعد مغادرة حركة حماس لدمشق، فبعرف اسرائيل كل ضار لايران هو مكسب لها.

والواقع ان تأثيرات الازمة السورية كانت محدودة بدورها على اسرائيل، فباستثناء حدث يوم النكبة في مجدل شمس، وما اعلنه رامي مخلوف حول"ان لم يكن هناك استقرار في سورية لن يكون هناك استقرار في اسرائيل" وبضع خروقات اخرى متفاوتة الحجم، لم يجر تحدي جدي يهدد الامن القومي الاسرائيلي. لكن هذا لم يلغ الشعور الاسرائيلي ان الازمة السورية قد تمتد اليها، وبالفعل فقد هددت اسرائيل من نقل الاسلحة الكيميائية والبيولوجية، واكبه تحذير اميركي من استخدام نظام الاسد لهذه الاسلحة. ولحقهما الاغارة الاسرائيلية على ما اعلنته كقافلة تنقل اسلحة لحزب الله.

وبالرغم من ان المحادثات السلمية الجدية قد طويت منذ عهد ايهود اولمرت عبر الوساطة التركية، الا ان الداخل الاسرائيلي ما زال يتكلم عن التسوية الاسرائيلية السورية وعن ارجاع مرتفعات الجولان بحسب ما ينقل ايتامار رابينوفيتش، وهو اذ يعتبر ان هاتين القضيتين قد علقتا في الوقت الحاضر بسبب الازمة السورية، لكنه يعكس المزاج العام الاسرائيلي بالذهاب الى حالة الخطورة التي كانت ستعيشها اسرائيل في حال تم السلام وفق المعادلة "الارض مقابل السلام"، لامكانية وصول الجهاديين الى مشارف اسرائيل عبر مرتفعات الجولان، لكن هنا سؤال، هل بالفعل يشكل وجود جهاديين بمحاذاة خط وقف اطلاق النار في الجولان خطورة فعلية على اسرائيل؟ قد لا يكون واضحا الجواب، الا ان الدفاعات الاسرائيلية لها باع طويل في حماية أمنها ضد التشكيلات المعادية والجهادية بحسب الفرض، الا مع وجود اسلحة دمار شامل مع هذه التشكيلات. ويذهب ايضا – رابينوفيتش- الى ان الحالة السورية قد ايقظت في اسرائيل الاهتمام بسياسة الاقليات في الشرق الاوسط، من علويين ودروز وغيرهم في حال سقوط النظام، وتحلله الى نزاعات طائفية وعرقية.

تنظر اسرائيل الى الحرب الاهلية السورية الى حرب ايرانية بالوكالة بينها وبين الغرب واخصامها الاقليميين، وهي اذ تعلم ان النظرة العربية لايران قد تبدلت بمنحى سلبي على اثر دعمها للنظام السوري ما يشكل مكسبا لها، وتعتبر ان سقوط الاسد سيوجه ضربة قاسية لايران وحلفائها في المنطقة، اذ على الرغم من قلق اسرائيل من الملف النووي الايراني وتعريضها بضربه، فإن ما يمنعها فضلا عن الرد الايراني، ذلك الرد المتوقع من حزب الله، اما بالنسبة لسورية فتعلم اسرائيل ان اي تدخل على جبهتها من قبل النظام السوري فسيؤدي حتما الى توجيه الضربة القاضية لحكمه، ان بواسطة اسرائيل نفسها او عبر تدخل عسكري خارجي. اما مع سقوط النظام فايران ستخسر ورقتها، ويتم احتواء حزب الله.

أما الجانب التركي من وجهة نظر اسرائيلية، فبعد الانقلاب بالموقف التركي من النظام السوري على اثر الثورة السورية، الامر الذي حولها الى قاعدة اقليمية للمعارضة السورية وملجأ لالاف اللاجئين السوريين، وطريق لامداد الثوار بالعتاد والمال، ترى اسرائيل ان عودة التحالف الى ما كان عليه سيعود بعد تسوية أزمة سفينة مرمرة عبر الاعتذار الذي قدمه نتنياهو لاردوغان، وبالتالي يبشر بمزيد من التعاون والتنسيق فيما خص الازمة السورية.

بالنهاية، تنظر اسرائيل الى الأزمة السورية وفق سيناريوهات عدة، وهي استمرار القتال واطالة الازمة مع قيام النظام، واستمرار القتال مع المعارضة الى المدى المنظور، أو انتقال ناعم للسلطة مع بقاء المؤسسات، أو انهيار كامل للسلطة وحلول الفوضى محله، أوانتصار النظام في قمع الثورة. واذ لا يوجد سيناريو مثالي يخدم المصالح الاسرائيلية، تكمن الخطورة على اسرائيل بوجهة نظرها في حلول الفوضى مكان النظام، وان كان الافضل بالنسبة لاسرائيل حلول نظام موالي للغرب في سورية ان سقط النظام الحالي، فإنها لا تبني عليه احتمالا كبيرا، وهي اذ تتفادى التدخل الواضح والمباشر في الازمة السورية، ترى ان تبني خطوات متمثلة بفتح قنوات مع الاطراف المتصارعة، من معارضة الى أقلية علوية – في حال سقوط النظام – يمثل الحل الانجع لمصالحها، وفي النقطة الاخيرة، مع التحديات الامنية التي فتحتها عليها الأزمة السورية، والربيع العربي ككل، الا انهما خلقا فرصا جديدة لها ايضا.



#نزار_فاضل_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة تركيا الاستراتيجية ودول الربيع العربي


المزيد.....




- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نزار فاضل عثمان - اسرائيل والأزمة السورية