أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شكير الطائي - السياسيون وقشور الموز














المزيد.....

السياسيون وقشور الموز


علي شكير الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 23:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالامس يندهش من يرى بقالا يبيع موزا وتصيبه الدهشة أكثر عندما يرى زبونا يشتري أكثر من موزة واحدة .... يوم كان أطفالنا يهربون خوفا أذا ما قدم لهم الموز.
بالأمس نادرا ما ترمى قشرة الموز على الأرض ولكن يا لكثرة الذين يتزحلقون بهذه القشرة فتكسر سيقانهم أو أيديهم أو رقابهم.... ولا ندري أن كانت قلة الموز في ايام القحط رحمة لنا أم نقمة علينا فالذي يريد إن يأكل موزا عليه أن يعقد اجتماعا عائلي مطول فيقرر مجازفا بشراء كيلو موز واحد حيث يترتب عليه تحمل كافة النتائج القصرية مجبرا على التنازل براتبه أو نصف راتبه الشهري المحدود ... مضحيا بـ ( 29 يوما ) من الشهر بأكلة موز واحدة... وأن كانت هذه رحمة لمن يتذوق طعم الموز فأنها نقمة على الذين تزحلقوا بقشرته وهم قلة والحمد لله.
إما اليوم فقد أصبح الموز صديقا مميزا ومحبوبا لكل العوائل العراقية مما ساعد على انتشار بائعي الموز في المحلات وفي الشوارع العامة وبين سيارات الأجرة ، يتغذى به الجميع صغارا وكبارا ويشترونه متى ما شاءوا لرخص ثمنه ، ويأكلون منه ما تشتهي أنفسهم لطيب طعمه .... ولا ندري أن كانت كثرة الموز ورمي القشور على الأرض هي نقمة علينا فلا بد أذن أن تكون قلة الذين يتزحلقون بهذه القشور هي رحمة لنا.
فلا نستغرب من هذه المفارقة التي نتعايش معها .... بين كثرة من تزحلق من سياسي الأمس بقشرة موزة واحدة وبين قلة من يتزحلق اليوم رغم كثرة قشور الموز.... ففي تلك الأيام كانوا يعملون تحت سقف واحد وينتمون لحزب واحد وما عليهم إلا أن يوقعوا على القرارات الجاهزة فلا اعتراض ولا تزحلق ولا هم يقررون على عكس أيامنا الحلوة التي تمر علينا في عصرنا الحاضر حيث انعم الله علينا بكثرة السياسيين الذين ينتمون الى أحزاب عديدة وتكتلات وتحالفات أوجبت عليهم أداء قسم الولاء والدفاع عن مصالح أحزابهم قبل أن يقسموا للوطن الذي يجمعهم بخيمة واحدة ومصير واحد ، والعجب أنهم يتمنوا كل يوم لعراقهم الجديد التقدم والازدهار والعيش الكريم بحرية وأمان وكأنهم قد أجبروا الشاعر فقال : ( لا تؤخذ الدنيا بالتمني ..... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ) .
فاليوم وان كانت كثرة السياسيين هي رحمة لنا فأن تناحرهم وتشاجرهم هو نقمة علينا حيث الانتقادات الصاروخية لأداء الحكومة ( الذين هم جزءا منها ) في الفضائيات المنتشرة في كل مكان مثل بائعي الموز رخيص الثمن وسهل الشراء وسط الناس المغلوب على أمرهم .
فبالأمس والكل يعرف .... لا يستطيع كائن من كان أن يسأل ، أما اليوم والحمد لله اسأل ما شئت ...... وأترك الإجابة لمن يعرف الجواب ....... وألا ماذا نفسر ؟ إن من أراد بالأمس إخراج المحتل، اليوم يسعى لبقاء المحتل...!
إن من رفض بالأمس التجزئة وتقسيم العراق ، اليوم يطبل ويزمر داعيا الى الأقاليم مع سبق الإصرار والترصد .
من يقف وراء أولئك الذين ينفذون أجندة خارجية تعرقل أداء الحكومة المنتخبة الذين هم شركاء فيها بالسراء ومنكرين لها بالضراء....
ولكي لا نطيل في موضوعنا ولا نثقل بالأسئلة الكثيرة التي يمتلكها أكثر السياسيين ويعرفون أجابتها قبل غيرهم من عامة الناس عليهم الاعتراف بأن عراقنا الجديد لا يبنى بتصفية الحسابات أو النضرات الضيقة المدافعة عن المصالح الحزبية الهدامة ، أو بالانسحاب من الحكومة والبرلمان . اللتان هما بأمس الحاجة من إي وقت مضى الى تواجدهم الفعال ليل نهار من اجل مصلحة الشعب والوطن وبعكس التواجد والعمل الدءوب سوف يتحملون امام الله تعطيل كثيرا من المشاريع التي تخدم أبناء هذا الوطن المضحين بالمال والدماء مقابل العيش الكريم .
فيا ساسة اليوم تذكروا الأمس واحتكموا الى عقولكم ولا تجعلوا هذه التضحيات تذهب مع مهب الريح لأنكم مسؤولون أمام الله يوم تصرخ الحناجر ( أوقفوهم فأنهم مسؤولون ) .... اعملوا لعراقكم الجديد فهو بحاجة الى التلاحم والتكاتف في شتى مجالات الحياة وساهموا في دفع عجلة التقدم الى الأمام بلا توقف أو رجوع الى الخلف .
أيها السياسيون احذروا التزحلق بقشور الموز والوقوع في مخططات أعداء العراق الذين لم ولن يروق لهم استقرار ورقي بلدكم بجميع أطيافه ومذاهبه وأقلياته كي يكون نموذج حيا ومؤثرا على المنطقة التي ننعم بخيراتها جميعا ... حافظوا على عراق اليوم فهو أجمل وأزكى وأغنى وأقوى في عيون أهله وتمتعوا بأكل الموز ولكن لا ترموا القشور ألا في الأماكن المخصصة كي لا يتزحلق الناس



#علي_شكير_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخير والشرومسلسلات هذا الزمن
- مقومات عريف الحفل


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شكير الطائي - السياسيون وقشور الموز