أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ابراهيم حمي - بين الثابت و المتحول -يفتح الله-















المزيد.....

بين الثابت و المتحول -يفتح الله-


ابراهيم حمي

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 18:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بين الثابت و المتحول في الفكر السياسي لدى النخبة اليسارية المغربية، يصاب المتتبع للمسار السياسي لهذه النخبة، بذهول و استغراب قد تؤدي به للحيرة و الشكوك في أحسن الأحوال، و في أسوئها قد يصل المتتبع إلى الجنون، ثم إلى العقوق السياسي نظرا لغرابة المواقف، وغرابة التحليلات السياسية التي يدلي بها بعضهم من حين لأخر، و التي تعتبر كمقاربة استنتجها أصحابها من خلال تجربة علمية و عملية لمسار سياسي معين. و ما أكثر الذين يريدون أن يقدموا اجتهاداتهم، التي من المفروض أن تكون هذه الاجتهادات، ثمرة لتجاربهم و خلاصة لمسارهم السياسي. إلا أن ما يتم التوصل إليه من طرف البعض، الذين مارسوا مهام القيادة اليسارية، و خصوصا التي تدعي أنها تتشبث بالخط الراديكالي، الذي هو من الثوابت المبدئية لهم و التي لا يمكن المجازفة بها، أو التشكيك في صحتها أو نجاعتها. على أساس أن هذا الخط الراديكالي و الجذري هو الحل الأمثل، لأنه يعتمد على التحليل الملموس للواقع الملموس هذا على سبيل المثال لا الحصر.
ومن يهتم بالتاريخ السياسي لليسار المغربي، سيجد في أخر المطاف أن المنطق التبريري، هو الذي تقدمه و تجتهد فيه هذه القيادات اليسارية، و تعتبره انه أسلوب تكتيكي الهدف منه الوصول إلى الهدف الاستراتيجي، و الذي هو التغيير الجذري و تحقيق النتائج المرجوة من العمل السياسي، و في الحقيقة إن هذا المنطق التبريري تساوت فيه كل أطياف اليسار، و تشابهت فيه السياقات التي مرت منها القيادات اليسارية، سواء كانت يسارية معتدلة أو يسارية راديكالية ماركسية. و لهذا علينا ألا نستغرب للتحول الطارئ لدى بعض اليساريين، في تغيير مواقعهم التي تتغير من النقيض إلى النقيض، كلما تقدم بهم قطار العمر نحو المغادرة الطبيعية للحياة السياسية، و ربما الحياة بصفة عامة. و عندها سنكتشف أن تحولاتهم لا رابط لها بالثوابت التي ضحوا من اجلها في ريعان شبابهم بقدرة قاد،ر و في ظرف قياسي و بسرعة 180 درجة تتم قناعاتهم بالمنطق الميكيافلي، الذي يعني بكل وضوح أن الغاية تبرر الوسيلة. وفي هذا السياق لا يمكن ا ن أدلي بأدلة قطعية أو حالات تعزز ما أقوله أو ادعي انه واقع الحال للمسار السياسي اليساري، و طبعا انأ لا أعمم هذه التحولات فهناك من يبقى متشبثا بقناعته و هذا يدخل في حكم الاستثناء.
و أنا لا أتكلم عن الاستثناء مادام يؤكد القاعدة، و لكنني فقط أريد أن أسلط الأضواء على مسار لبعض اليساريين المغاربة، و انطلاقا من تجربتهم الأولى عندما كانت قاعاتهم هي الوصول إلى الحكم، والى السلطة والى تدبير الشأن العام بمنطقنا الحالي، عن طريق الجماهير و لاشي غير الجماهير. و هناك من كان يقول إننا لن نقبل التفاوض بين النظام المخزني على أساس إشراكه في السلطة. و الأسباب كانت واضحة و المبررات كانت مقبولة آنذاك، نظرا لحجم تلك الأسباب التي كانت مبدئية عند أصحابها، و سنجد هذا المنطق عند قيادة الاتحاد الاشتراكي التي كانت تدعي أن الهوة بيننا و بين النظام هي جثة الشهيد المهدي بن بركة. و مع تراكم الأحداث، ومرور الزمن تغير هذا المبرر بمبرر أخر الذي فاجئنا به القيادي في الاتحاد الاشتراكي محمد اليازغي في مطلع التسعينيات عندما رفض حكومة التناوب الأولى و قال بالحرف:" إذا أردنا الحكم فعلينا أن نحكم عبر الصناديق، و ليس عبر تفاوض مع النظام." و لم تمر إلا مدة وجيزة حتى جاءت حكومة التناوب، و تم نسيان كل ما قيل و مع مرور حكومة التناوب في حلتها الأولى، و أنا هنا لا أريد محاكمتها بقدر ما أريد أن أقف عند التغييرات في الخطاب الذي تبرره القيادة في كل مرحلة، و لن اذكر هنا بان السي محمد اليازغي قبل في أخر المطاف أن يكون وزير بدون حقيبة. هنا اترك التعليق لمن أراد أن يعلق.
كما أنني لن اذكر بكل ما قيل من طرف قيادة التقدم و الاشتراكية، التي أصبحت حليفة لحزب إسلامي. كما أنني لا أريد أن اتهم قيادة التقدم و الاشتراكية أنها تمخزنت أكثر من المخزن. ولكن ما يهمني هنا هو المنطق التبريري الذي تتقنه البرجوازية الصغرى، عندما تريد أن تصل إلى مبتغها. تجدها تدافع عن تبريراتها، وعن مصلحتها التي تكون مقبولة و لها جدوى. ومادام أن التحولات السياسية مرتبطة بالمسار اليساري، فلن استغرب لليساريين الذين قلبوا الفيستة (أي غيرو جلدهم) وأصبحوا أطرا في الأصالة و المعاصرة الحزب الذي أسسه صديق الملك. و الذي سيدافع عن المشروع المخزني مستقبلا. فكل هاته الأشياء بالنسبة لي تدخل فما هو طبيعي في الصيرورة السياسية، عندما تفشل القيادات في تحقيق برامجها و أهدافها، و كما يقول المثال فالهزيمة يتيمة و النصر له ألف أب.
و هناك حالات أخرى تدخل في إطار الاجتهاد الفكري اليساري، و التي يستغرب لها الركبان كما يقال و التي لا أدري في أي خانة تدخل. هل هي في إطار المزايدات مع الرفاق، أم في إطار المزايدات مع النظام، و كيفما كان الحال، فهي اجتهاد يدل على عقم التجارب المتطرفة و المنقولة حرفيا عن تجارب أخرى لها خصوصياتها في زمنها ومكانها. و هذه الاجتهادات التي تدعو إلى التحالف بين النقيضين المتطرفين، الذي يشك كل عاقل في التعايش بينهما. فإن كان صاحب هذا المقترح اشتراكيا ماركسيا وعلمانيا، ويرغب في التحالف مع جماعة متطرفة دينيا و متزمتة فكريا، معادية لكل حداثة و لكل تنوير. فكيف ياترى سيتم هذا التحالف بين تيار يدعو إلى العلمانية، و تيار أخر يدعو إلى الرجوع إلى ما قبل التاريخ؟! إذ كيف ستتعايش الماركسية اللينينية و العلمانية المنفتحة مع الشريعة الإسلامية المتخلفة؟! ضد نظام ديكتاتوري مخزني متسلط، ومع ذلك علمانيا في شكله. فبالرغم انه يستعمل الدين كركيزة لتثبيت أسسه، و لكنه لا يحكم باسم الدين بشكل مطلق فهو يعطي إمكانية الدفاع و إمكانية الدخول إلى الحانات مثلا... الشئ الذي لن تجده في الجماعة التي يرغب صاحبنا في التحالف معها. ثم هل صاحبنا هذا كانت له إلمامات بالتاريخ و التجارب المماثلة للحركات الماركسية في إيران مثلا، التي تحالفت مع الزعيم الروحي أية الله الخميني، إبان الثورة الإيرانية ضد الإمبراطورية الإيرانية للشاه؟. وبعد نجاح الثورة الإيرانية، هل منا من يسمع بالزعيم الماركسي بازركان؟ و غيره من اليساريين و الديمقراطيين الذين ساندوا الثورة الإيرانية؟. كيف يعقل أن يتحالف الشخص مع زلزال لن يبقي عليه من اجل أن يزايد على خصومه و أعدائه؟ فالتحالف السياسي له منطقه و حساباته، في كل مرحلة حتى في مرحلة الانكسار. على الماركسي القح أن يفكر بطريقة تخرجه من الأزمة لا بطريقة تدخله إلى أزمة اكبر و أعظم، من التي دفعته للبحث عن حلفاء لا تربطهم به أي علاقة فكرية أو فلسفية أو إيديولوجية. و تكون حساباته خاسرة منذ البداية. و يقع له كمن قفز من المقلة إلى النار. فلا يمكن لأي عاقل، متمسكا بمبادئه أن يضحي بثوابته من اجل تحول شكلي.ولكن ماذا نفعل للبؤس الفكري والإحباط السياسي و اليأس المزمن لهذه النخبة، التي تفكر دائما في شخصها، و تنسى أن العمل السياسي اليساري هو صيرورة و تراكم عبر تاريخ من التضحيات، في سبيل تحرير الشعوب. و ليس مرتبطا بشخص أو أشخاص، أن يحققوا طموحاتهم و تطلعاتهم، التي لاتسمن و لا تغني قي المسار التحرري للشعوب.



#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على غزلان بنعمر


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ابراهيم حمي - بين الثابت و المتحول -يفتح الله-