أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز حسين عيسو - مآسي البوسنة .... عندما التاريخ يعيد نفسه














المزيد.....

مآسي البوسنة .... عندما التاريخ يعيد نفسه


فايز حسين عيسو

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن ما يقع على أرض سوريا اليوم هو أشبه بحرب حيث يتقاتل طرفان بشراسة و يسعى كل طرف للغلبة وإنزال الهزيمة بالآخر. إن ما يحدث بالتحديد هو ارتكاب النظام للمجازر، أو أشبه بإبادة جماعية ضد سكان عزل، تهدف أولاً وأخيراً إلى القضاء على كل من يقف ويعارض النظام. والمجازر التي ارتكبت وترتكب بحق الأبرياء هي شبيه بمجازر البوسنة البشعة التي كانت تجري وبينما كان العالم يتفرج، حتى فُرِضَ في النهاية على أطراف النزاع توقيع اتفاقية سلام في أمريكا. ما حدث آنذاك لم يكن حرباً كم تصورها البعض بل كانت مجزرة بحق البوسنيين الذين أجروا استفتاء حول الاستقلال وهو ما حدث في 29شباط عام 1992، حيث وافق مسلمو وكروات البوسنة على الاستقلال بينما قاطع الصرب الاستفتاء وليكون ذلك بداية القتال. وجرى آنذاك التطهير العرقي على نطاق واسع وكان هدفه إذلال شعب وتدمير ثقافته، حيث أستمر إراقة الدماء بكل وحشية في ذلك الوقت ، وأحرقت البيوت وذبحت الحيوانات ، وتحولت المنازل إلى ركام . والكثير من الأعمال والأفعال اللإنسانية واللأخلاقية مارستها قوات وميليشيا سلو بودان ميلوسفوتش بحق الشعب البوسني. إنما جرى في البوسنة وما يجري في سوريا هو نفس السيناريو مع اختلاف قليل، الشعب البوسني أجرى استفتاء من اجل الاستقلال والشعب السوري طالب بالحرية والكرامة والديمقراطية، فمنذ بداية الثورة السورية الشعب نادى بالسلمية، لكن النظام رفض السلمية واستخدم القوة ضد المتظاهرين العزل، ومع مرور الأيام ومع استخدام الرصاص الحي وقتل المواطنين، لم يبقى للمواطن وسيلة يدافع بها عن نفسه سوى حمل السلاح وهذا ما أراده النظام أن يحمل المواطن السلاح ليبرر لنفسه استخدام القوة، واستخدم القوة بكل شراسة وقتل ودمر واعتقل ولا زال ، ومع ذلك لم يستسلم الشعب ، فارتكبت المجازر بحقه، وشرد الآلاف ودمرت قرى وأحرقت المحاصيل. وقبل كل ذلك روجت سياسة الطائفية من أجل خلق فتنة بين أبناء الشعب منهم من انجر وراء ذلك ومنهم من عارضها. ففي المناطق التي يتظاهر فيها الشعب تدمر مساكنهم ويقتل أبنائهم ويهجر من تبقى، أم المناطق المؤيدة تعيش حياتها الطبيعية بعيون أمنية. فهل ما يقوم به النظام هو تطهير طائفي ؟؟؟ إن خريطة الصراع أصبحت واضحة وعُرِفَ أطرافها. وتؤكد الأحداث ومنذ البدء أن هناك من يؤجج هذا الصراع وأن هذه الأحداث أنما هي مؤشر على صراع دموي تختلط فيه الثارات القديمة وحمى الكراهية المذهبية التي تزداد ترسخاً، هذه الكراهية المذهبية التي أصبحت حديث بعض الوسائل الإعلامية التي يظهر على شاشاتها علماء الدين والمثقفين والسياسيين. والحلول لوقف التدمير والقتل بعيدة وتبتعد يوماً تلو الآخر. فالمشهد السياسي بعيد حيث الخلافات الدولية لا تزال قائمة بين مؤيد ومعارض، كما هو الخلافات بين أطياف المعارضة السورية. فإذا كان الغرب قد اتخذ موقف المتفرج على ما جرى من حرب إبادة وعمليات اغتصاب وتشريد وإهدار الكرامة وإذلال الشعب البوسني، فإن موقفه تجاه ما يجري في سوريا هو نفس الموقف، وثورة الحرية والكرامة السورية ستنتصر على الاستبداد والإجرام الذي يرتكبه النظام وميليشياته وعلى الدول الغربية التي تتفاوض على الدماء السورية كما انتصر الشعب البوسني بعد سنتين من الممارسات البشعة التي ارتكبت بحقه.



#فايز_حسين_عيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز حسين عيسو - مآسي البوسنة .... عندما التاريخ يعيد نفسه