أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جميل ماوردي - في سوريا وليس في أفغانستان















المزيد.....

في سوريا وليس في أفغانستان


جميل ماوردي

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 19:55
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يميل الفكر السلفي الجهادي العالمي لا شعورياً لإستنساخ نموذج الدولة الزنكية التي مهدت الطريق بشكل أو بأخر لظهور الناصر صلاح الدين، والذي بدوره إنتزع بيت المقدس من أيدي الصليبيين. كنت من خلال متابعتي لأدبيات الفكر السلفي الجهادي أستشعر مواطن الخلل والتصور الخاطئ ولكني كنت أعزو كثيراً من الأمور لعوامل الضغط الإعلامي والميداني على حملة الفكر الجهادي. فلربما لا يتخيل القارئ كمية الضغوط والصعوبات الملقاة على حملة هذا الفكر. مجتمعاتنا العربية لا لون لها ولا طعم، يعتقد العلمانيون بأن غالبية أفرادها متدينون، ويشتكي المتدينون من قلة إلتزامها بالدين، والحقيقة أن مجتمعاتنا ليست متدينة وليست متشككة بقدر ما هي منافقة، تقتات على النفاق.

لا يمكن لأصحاب المبادئ أن يعملوا و أن يتقنوا عملهم، أياً كانت توجهاتهم في بيئة يكثر فيها النفاق بهذا الشكل وتتنوع فيها الولاءات بطريقة لا يتصورها العقل، بيئة شرقية مهوسة بنقيضين- المال والدين. لهذا ولغيره كنت مستعداً أن أتفهم المنتمين للفكر السلفي الجهادي وأن أجد لهم الأعذار وأن أستوعب الإنحراف الهائل عن الخط الجهادي العالمي الأول.

يقول عبد المنعم منيب في كتابه " خريطة الحركات الإسلامية في مصر " في سياق مقارنته بين القاعدة والجهاد المصري:
" وهناك فرق بين الجهاد المصري و القاعدة رغم أن كوادر الجهاد كانوا هم الركيزة
اﻷساسية في تأسيس و إدارة القاعدة، فالقاعدة تبنت منذ 1998م استراتيجية محاربة
الولايات المتحدة وحلفائها عبر ضرب مصالحهم في أي مكان في العالم بهدف إضعاف
قدرتها و نفوذها في المنطقة اﻷمر الذي سيمنعها (حسب رأيهم) من مساندة حكام العالم
اﻹسﻼمي الذين نجحوا في التغلب على محاوﻻت الجهاديين في الحصول على الحكم
بسبب المساندة اﻷمريكية، كما أن القاعدة بجانب ذلك تهدف بهذه العمليات لكسب تأييد
الجماهير في العالم اﻹسﻼمي لدعم خط القاعدة و محاوﻻتها المستقبلية للحصول على
الحكم " إنتهى.

ما لا أستطيع أن أجد له عذراً هو الإعادة المستمرة لإنتاج الخطأ والمحاولة الدائمة لإستلهام النموذج البائد، إعلان دولة إسلامية في سوريا سيجر الويلات على البلاد وسيورطها في أتون حرب لن تبقي ولن تذر. كنت أعتقد متوهماً أن القاعدة ومن يحالفها أو يشاطرها أفكارها ستتجه لإقامة ما يشبه منطقة عازلة مع "دولة إسرائيل" لتمارس نشاطاتها إنطلاقاً منها، مستنسخةً بذلك لنموذج حزب الله، كان ذلك يمكن أن يخفف من معاناة الشعب السوري مستقبلاً وخصوصاً أن حلاً وسطاً كهذا سيفصل بين الدولة والمقاومة بحيث تقوم الدولة السورية المستقبلية بمهامها من إعادة البناء وتوفير مقومات العيش لمواطنيها وتسيير شؤونهم بعيداً عن التورط في الصراع القائم والذي لن يحسم بيوم وليلة على كل حال. لا تشير أدبيات جبهة النصرة في سوريا لمثل هذا الإحتمال، السلفية الجهادية مصرةٌ على إقامة "دولة الخلافة" وهي غير واعية لحقيقة ما ينتظرها ولحقيقة أن كثيراً ممن يؤيدها اليوم لما يعتبرونه بطولات وإنتصارات عظيمة حققتها الجبهة، سينقلبون عليها وسيساهمون بأيديهم بوضع النصب التذكاري على قبرها. هنا الشرق، حيث تقطع الرؤوس بإسم الله، وتوجه البنادق بإسم الله وتباع الأوطان أيضاً بإسم الله.

أخطاء العراق والصومال:

أحاديث:
"لحد يقام في الأرض خير لها من أن تمطر أربعين خريفاً"
"لحد يقام في الارض خير لاهلها من أن يمطروا أربعين صباحا"

على مثل تلك الأحاديث وما يقابلها باللفظ أو بالمعنى وغيرها من الأحاديث التي لا يسع المقام لبحثها، تقوم العقيدة السلفو-جهادية. ليس هنالك تصوراً واضحاً لمنظري السلفية الجهادية عن شكل الدولة. الدولة لديهم تقوم على أساس مبدأ "تعبيد العباد لرب العباد". أما الجواب عن سؤال من قبيل كيف السبيل لإقامة دولة تعادي السلطة الحاكمة فيها كل جيرانها بلا إستثناء وتعادي قوى العالم مجتمعة بما فيها الأنظمة الإسلامية، مؤجل إلى إشعار أخر. فالأرض العربية بنظر من ينتمي إليها ومن يناوئها لا تتعدى كونها حقلاً للتجارب إما تخيب أو تصيب.

كان إعلان "دولة العراق الإسلامية" في ظل الإحتلال الأمريكي خطأً لا يغتفر، أدى إلى صراع محتدم بين الجماعات المقاتلة وأدى كذلك إلى ظهور الصحوات التي طردت القاعدة من مناطقها وحرمتها من حاضنتها الشعبية. ولكن القاعدة غير معنية بالإستفادة من أخطاءها.

كانت حركة الشباب المجاهدين في الصومال أكثر منطقية في إدارتها للصراع وكانت تتقدم بخطوات ثابتة نحو مجتمع إسلامي متوازن إلى أن أصابتها حمى الوهابية و القاعدة وأخذت تدمر أضرحة ومزارات الصوفية مما أدى لظهور قوة مسلحة تحت مسمى "أهل السنة والجماعة".
يقول الكاتب سالم سعيد في معرض حديثه عن نشأة هذا التنظيم في مقال له على موقع الصومال اليوم:

"أما الظهور الفعلي للجماعة كواجهة مسلحة يعود إلى أواخر عام 2008م حيث ظهرت في المناطق الوسطى واصطدمت مع حركة الشباب والحزب الإسلامي على خلفية قيام الأخيرتين على نبش مقابر بعض أقطاب علماء الصوفية وهدم مزارات في أكثر من مكان ، وحظر المناسبات الدينية ، ناهيك عن تهديد التجمعات الصوفية في الجنوب بالويل والثبور ، الأمر الذي يرى كثير من المراقبين أنها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ومثلت الدافع الأساسي الذي من أجله حمل كثير من أتباع بعض طرق الصوفية السلاح في وجه حركة الشباب ، ومن الوهلة الاولى ظهر أن جماعة أهل السنة ليست انتفاضة عاطفية لبسطاء من المجاميع الصوفية ثاروا على خلفية هتك حرمات رفات مشائخهم وإنما هي واجهة مسلحة تتمتع بمصادر تمويل وتسليح منظمة نظرا للتقدم العسكري السريع الذي حققوه على حساب خصومهم ، والقوة العسكرية الهائلة التي ظهرت في حوزتهم ، مما مكن الحركة من السيطرة على عدة مدن في وسط وجنوب الصومال في وقت قياسي ، وإلحاق الهزيمة بخصومهم مما أرغمهم على التقهقر أمام زحف مسلحي أهل السنة والجماعة في أكثر من مواجهة ." إنتهى.

لا شك أني أميز في هذا المقام بين الوهابية والسلفية، فالسلفية بطبيعتها بحثية علمية، بينما تتصف الوهابية بالحركية. والجمع بين الإصطلاحين ليس دقيقاً بما يكفي وكذلك فصلهما تماماً لا يمت للموضوعية. على أن ليس كل سلفي يتصف بالحركة، وليس كل وهابي يميل للعلم صفة المشتغلين من التيار السلفي العلمي.

في سوريا وليس في أفغانستان:

كنت أناقش أحدهم عن مصطلح "الموحد". قلت له ما الداعي لأن يصف السلفيون الجهادييون أنفسهم بالموحدين، أفليس كل المسلمين موحدين؟ فأجاب بالنفي، تطور النقاش إلى أن سكت ولم يجد له مخرجاً، هكذا يميز الجهادييون أنفسهم عن بقية المسلمين. مصطلحات الراية النقية وتمايز الصفوف حاضرة ومسيطرة على العقل السلفو-جهادي. تلك المفاهيم والمعايير التي رفضها منظر دعوة المقاومة الإسلامية العالمية أبو مصعب السوري.

سألت أحدهم عن رأيه بتولي الإخوان المسلمين للحكم في مصر، فأجاب: لا أبايع محمد مرسي أو من كان على شاكلته من المميعين وأنه ليس معنياً بمبايعة إلا من يطبق الشريعة، لما لا وهم يصفون الإخوان المسلمين بـ "الخوان المفلسين". فإذا سألتهم ما هي الشريعة الواجب تطبيقها، إرتعدت فرائصهم وتجهمت وجوههم وكأن العدو تجسد فجأةً أمام أبصارهم. الحقيقة أن ليس لهؤلاء أي تصور واضح عن ماهية الشريعة، فإذا خضت نقاشاً مطولاً معهم ستصل بلا أدنى شك إلى زبدة الكلام، وزبدته أنهم يرون أن الشريعة في المقام الأول تتلخص بتطبيق الحدود لا أكثر ولا أقل.

يحدثني أحدهم:
في إحدى المجاميع الجهادية نُصّب أحدهم داعيةً شرعياً أو مسؤولاً شرعياً عن إحدى الكتائب، فجاءه أحدهم بتزكية من شخص معروف للكتيبة ويحظى بالتزكية. فسأل المسؤول الشرعي عن الكتيبة ما يلي: هل تكفر أل سعود؟
فأجاب الأخر بالنفي أو بما يفيد بأن الأمر ليس بدين وأنه غير معني بتكفيرهم من عدمه. نزل كلامه كالصاعقة على الداعية العظيم، فكيف يتجرأ ألا يكفر أل سعود. المضحك المبكي في الأمر أن السعودية وبتحريض من الغرب لا أقول صنعت هؤلاء، ولكن على الأقل فإن السلفية الجهادية لا تعدو كونها إمتداداً للحركة الوهابية، والحركة الوهابية ما كان لها أن تحقق نجاحاً لولا تحالفها مع أل سعود. وما كان لها أن تنتشر إنتشار النار في الهشيم في أرجاء العالم الإسلامي بشقها العلمي لولا أن الدولة السعودية إرتأت ضرورة نشر المنهج السلفي ليقف على ما يبدو في وجه المد الشيعي الإيراني. ولما إنتشر الفكر السلفي الجهادي لولا أن أمريكا والسعودية ومن حالفهم إحتاجوا يوماً ما لبث الروح فيه من خلال الزج بمعتنقيه في الدعوة للجهاد ضد الإتحاد السوفياتي في أفغانستان ومن ثم في الشيشان، لا لشيء إلا لأن أمريكا إرتأت أن ذلك يصب في صالحها.

- السعودية وغيرها من الدول العربية فتحوا أبواب الجحيم، أقصد الجهاد ضد الإتحاد السوفياتي بل ومولت دول النفط نشاطاتهم وأوعزت المؤسسة الدينية لرؤوس الأموال الخليجية للتبرع للحملات الجهادية زكاة أموالهم.

- لم يتوقف الدعم في الشيشان إلا لما بدأت روسيا تتعافى من أثار إنهيار الإتحاد السوفياتي، لتحقق تقدماً كبيراً على جبهة القوقاز ولتحقق قفزة إقتصادية هائلة ولتدخل مجدداً في صراع الأقوياء وليترك الجهادييون ليلاقوا مصيرهم المحتوم ليخرج أحد الجهاديين العرب قبل سنوات ليشتكي من قلة الدعم ونفاذ الذخيرة. تطلع الشعب القوقازي للحرية مشروع لا شك ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. روسيا بوتين ليست روسيا بوريس يلتسن. في الحرب الشيشانية الأولى حصل الشيشانيون على ما يشبه إستقلالاً مؤقتاً ولكن ذلك لم يَرْقَ لطموحات الجهاديين، فكان أن توجهت جموعهم للسيطرة على داغستان، لتضرب القوات الروسية هذه المرة بيد من حديد ولتستعيد الشيشان وتبعد الجهاديين إلى الجبال.

ما الذي تغير:

- إستيقظت الأصولية الإسلامية من ثباتها العميق حيث وفر سقوط الإتحاد السوفياتي جرعة زائدةً من النشاط للسلفية الجهادية لتبدأ حربها على من أسس لظهورها- السعودية وأمريكا.

- أحداث سبتمبر كانت الضربة الأولى لأمريكا جزاءً وفاقاً لها على المساهمة في صعود السلفية الجهادية. تفجيرات الخبر والرياض وما تلاها في السعودية كانت أيضاً جزاءً وفاقاً لها حيث كان لها اليد الطولى في إحياء أصول الحركة الوهابية ولولا إنشغال السلفية الجهادية بحربها ضد الأمريكيين في العراق بعد 2003 لدفعت السعودية الضريبة أضعافاً مضاعفة ومازالت السعودية مرشحة لدفع الثمن حيث أن القاعدة حاولت بعد سنوات من الركود في 2009 إغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودية للشؤون الأمنية.

- إنتقلت جحافل الجهاديين لتسكن كل أرض عربية ذات نظام هش، لتدمر أو تحاول كل ما وقع تحت أيديها من أبار النفط والبنى التحتية والوزارات كما في اليمن و العراق والجزائر وغيرهم. ليس لأولئك أي مشروع حقيقي للنهضة، المهم لديهم أن يطبقوا الحدود، تتلهف قلوبهم لرؤية منظر رجم الزانية والجلد بالسياط على ظهور متعاطي الخمور، فأي مصيبة أعظم من أن تدمر لمجرد التدمير ولإرضاء الغرائز.

- قلمت روسيا أظافر المقاتلين القوقاز وحصرتهم في الجبال ليصبح أقصى ما يمكن أن يقوموا به بعض المناوشات أو التفجيرات في داغستان أو إنغوشيا ضد أقسام الشرطة وضد منتسبي الشرطة من أبناء جلدتهم، تلك الهجمات التي نفرت غالبية القوقازيين وجعلتهم ينقلبون على المقاتلين. إضافةً لهجمات نادرة داخل الأراضي الروسية، كتفجير مطار " دوموديدوفا "، لم تسهم إلا في زيادة العداء لكل ما هو شرقي أو قوقازي ولتسهم في زيادة معاناة القوقاز. أخر محرقة للشعب القوقازي تتمثل في أرض سوريا، حيث إلتحقت أعدادٌ ملحوظة من القوقازيين لتقاتل النظام السوري وإني لأجزم أنهم ما قدموا لهذه الأرض إلا لإعتقادهم بأن معركة فاصلة مع اليهود تنتظرهم بعد سقوط النظام السوري، وإني لأجزم بأن دماءهم ضاعت هدراً.

- دخلت السلطة في سوريا في نفس اللعبة العالمية المتمثلة بتحريك الجهاديين لتصب نتائج أعمالهم الجنونية بما يصب في صالح من يحركهم من وراء حجاب، لم يكن على النظام السوري أن يدرب الجهاديين على أراضيه كما إدعى البعض (إحدى الأساطير). فالنظام السوري إكتفى بغض البصر عن نشاط الجهاديين داخل أراضيه وسهل لهم العبور إلى الأراضي العراقية في بداية الإحتلال الأمريكي للعراق بل وشجع على ذلك من خلال من جند من مواليه. وعندما زادت الضغوط على النظام السوري، ضيق عليهم وزج من عاد منهم من العراق في السجون إتقاءً لغضبتهم في حال توجهوا لحربه. كانت المرحلة الثانية من تدفق المقاتلين إلى العراق تنص على إتفاق ضمني مفاده أن "دخول الحمام ليس كخروجه" أي لا عودة للمقاتلين المتسللين عبر الحدود، فعودتهم تعني سجنهم ومحاكمتهم. وبذلك وجه النظام السوري لأمريكا طعنة نجلاء أنهكت قواتها وأقضت مضاجعها. لا يعني ذلك بحال أن النظام السوري لم يرضخ للضغوط الأمريكية التي أدت فيما بعد لإجباره على الدخول في حملة "مكافحة الإرهاب" حيث أن النظام السوري تعاون مع الإستخبارات الأمريكية على محاربة السلفية الجهادية وإمتلأت بهم المعتقلات بمن فيهم أولئك الذين تسلمتهم سوريا للتحقيق معهم.

- على من يطبخ السم أن يتذوقه، ولذلك كان على أمريكا والسعودية أن تدفعا ثمن إحياءهما للأصولية لينضم لهما النظام السوري وليدفع الثمن أضعافاً ولكن اليوم بأيدي أمريكا والخليج. ليس على تركيا أو الغرب أن يدربوا مقاتلي القاعدة أو أن يزودوها بالسلاح، فهنالك جهات متعاطفة مع القاعدة تتولى تلك المهمة. كل ما على تركيا أن تسمح للجهاديين بالمرور من خلال أراضيها. من الغباء الإدعاء أن تركيا لا تستطيع ضبط حدودها فالمخابرات التركية قادرة على مراقبة وسماع دبيب النمل على أراضيها.

أما ما ينتظر سوريا في مقبل الأيام لن يعدو محاولة إطالة أمد الصراع قدر الإمكان مما يحقق أفضل النتائج لأعداء الطرفين:
- ضرب القوى الجهادية بالنظام لإنهاك الطرفين
- جذب أكبر عدد من الجهاديين للمصيدة السورية مما يساهم في إبادة أكبر عدد منهم في المحرقة السورية
- تحضير قوات ممولة دولياً لمحاربة القاعدة (إستنساخ تجربة الصحوات في العراق)
- سوريا أضحت مرتعاً للمخابرات الغربية ولهذا فلا خطر داهم من الأسلحة الكيماوية السورية ما دامت أمريكا ومن يساندها متيقظين، مستعدين لإتخاذ الإجراءات الضرورية لوضع اليد عليها
- محاولة ضرب الأصولية السنية في سوريا (خصوصاً بعد أن نجح شيوخ الفضائيات بتأجيج الصراع السني_الشيعي) بالأصولية الشيعية في جنوب لبنان للقضاء على حزب الله وهذه الخطة كما يبدو إحدى الخطط البديلة في حال إستفحل نفوذ الجماعات الأصولية في سوريا وفي حال إقتنع أطراف الصراع بخطورة حصر الصراع في الداخل السوري
- هرمجدون الإنسان وليس هرمجدون الإله على الأبواب، الإنسان ليس معني فقط بإختراع النبوءة ولكن بالسعي الحثيث على تحقيقها.

لا شك أنه من الصعب التنبأ بما تحمله لنا قابل الأيام من الخبر اليقين ولكن على الأقل ننتظر أن يجيب المستقبل عن أحد أكثر الأسئلة إلحاحاً. هل ستشكل سوريا الصخرة الصماء التي سوف تتحطم عليها أحلام الأصولية المتشددة؟ أم أن الغرب بإستراتيجياته التي لم تثبت الأيام نجاعتها سيساهم من حيث لا يدري بصعود التيار الأصولي؟ وخصوصاً أن الحرب والدماء والتخلف تشكل عواملاً إضافيةً لتشكل الأصولية عداك عن صعودها وماذا عن عشرات المحطات الفضائية الدينية التي تبث من غير توقف والتي ساهمت في تجهيل الناس بإبعادهم عن روح العصر وبإحياء التعصب والطائفية فيهم؟ ماذا عن الفقر والجوع وماذا عن الدمار الذي سبب بفقدان ملايين الناس في سوريا لمساكنهم و لمورد رزقهم؟ ماذا عن القضية الفلسطينية التي لم ولن يجد الغرب لها حلاً يرضي جميع الأطراف؟ ماذا عن الجهل والأمية التي أسهم الغرب بتكريسها في الواقع العربي عن طريق حملاته الدونكيشوتية على المشرق العربي؟ ماذا عن الأنظمة الإستبدادية والشمولية التي يتحالف معها الغرب إرضاءً للربح والمصلحة؟

لا شك أن أمريكا حصنت نفسها بما يكفي نظرياً لتلافي وقوع هجمات كتلك التي حصلت في الحادي عشر من سبتمبر ولكن على أمريكا تقع مسؤولية تاريخية إتجاه الشعوب العربية. فلا يكفي أن تحصن نفسك وتترك الأخرين في مهب الريح وخصوصاً أنه بات من الواضح أن أمريكا لم تعد تهتم كثيراً لشأن الأصولية فقد إستطاعت تقليم أظافرها بما يكفي، فخطر الأصولية اليوم إنحسر في الجغرافية العربية إضافة لبعض الدول الإسلامية وهي إن تعمدت الضرر فلن تضر إلا شعوبها. وعليه فإن المسؤولية التاريخية الواقعة على الغرب تنبثق من حقيقة أن الغرب أسهم بصعود الأصولية التي حاربت أعدائه إبتداءً لتنقلب عليه لاحقاً ولم يتبق للأصولية إلا إتباع فتاوى أكثر منظريها الجهاديين ضحالةً ذلك بأن الدعوة الجهادية العالمية فقدت أهم منظريها العقلانيين البارزين ولم يعد المجال سانحاً إلا للجهلة لكي يفتون في أمرها. دفع العالم ثمن إيقاظ المارد الأصولي والخاسر الأكبر بلا شك العالم العربي، حيث توقف التاريخ وحيث شيع العقل العربي إلى مثواه الأخير. على أمريكا أن تتوقف عن اللعب بالنار وعلى العالم أن يعي خطورة ما تسعى إليه أطراف الصراع وعلى الشرفاء أن يوقفوا هذا السرطان.



#جميل_ماوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يؤمن أكثر الناس؟ جدلية الدين والإيمان


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جميل ماوردي - في سوريا وليس في أفغانستان