سؤال إمرأة

سامح حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 10:54
المحور: الادب والفن
    

الساعة جاوزت الواحدة صباحا فى مقهى تريانون على شاطئ ألإسكندرية ... خلا الطريق من ضوضاء الزحام ... بدأت رعشة خفيفة من البرد اللذيذ تتخلل اوصالى و انا اتدفأ بكوب من الشاى حصلت علية بعد مناقشة طويلة مع الجارسون اوضح لة رغبتى فى الحصول على كوب زجاجى و ليس فنجان .... ... عيونها هناك ما زالت ترمقنى بطريقة فضت انهماكى فيما اكتب ... تولدت بداخلى رغبة مسيطرة فى ان افك حصار نظراتها المستمرة الى كل حركاتى ... تركت كل مابيدي و افرغت عقلى و اخذت ارمقها بشدة حتى تكف عن تشتيتى ... صافية الوجه ترتدى بلوز اخضر جنزارى بسيط جدا و بنطلون ابيض كتانى مريح .. متجاوزة قليلا فيما ترتدى من حلى شرقية رائعة الجمال يمتزج فيها كل ما امكن ابداعة من اللون الاخضر... اظافرها منمقات تضرب بتتابع منتظم على حرف المائدة لتصدر صوت رمح فرس تائه... و قدماها محلاتان بصندل ابيض فرعونى بسيور تلتف فى براعة لتعكس كم الوقت المستنفذ فى ربطها .... لم انتصر فى اختراق نظرات عينيها لى ... تصادمت حدقتانا طويلا لم تغير ناظريها ... ذهبت الى مائدتها ... دعوتها لتجلس معى لم تتردد فى تلبية دعوتى و بمجرد جلوسها فاجأتنى قائلة : انت بتكتب اية بقالك ساعتين ؟

- بكتب قصة

قصة ؟ هو حضرتك كاتب ؟

- لأ هاوى ... كل ما احس ان جوايا حاجة .. باكتبها

- ممكن اسألك سؤال ؟

- اتفضل

- حضرتك بقالك ساعتين بتبصيلى بتتابع مستفز ممكن اعرف لية

ابدا ابدا

انا كنت با بصلك شوية و اسرح شوية ... با فكر فى موضوع شاغلنى اوى ...

- يا ترى ممكن اعرفة يمكن اقدر اساعدك ؟

- ماعتقدش انى هاقدر اناقشة معاك

مافيش راجل ينفع اتكلم معاة فى الموضوع دة

- خلاص على راحتك ... تحبى تشربى حاجة سخنة ؟ الجو برد

- ميرسى اشرب شاى فى كوباية زيك

- ضحكت ... دى انا تعبت اوى على ما جبتها

- ممكن اسألك بقى عن الموضوع اللى بتكتبة

- اوى اوى

انا بأكتب عن العلاقات العاطفية والجنسية المتعددة خارج الزواج ... هل هى مفيدة ولا مدمرة للعلاقة الزوجية

- طبعا بتكتب عن علاقات الرجال المتعددة !!

-لأ

الرجال و النساء .. انا مش باشوف فرق فى التكوين النفسى و العاطفى بين الراجل و الست زى ما الراجل بتتعدد رغباتة ؛ الست كمان بتتعدد رغباتها

اتسعت حدقتاها مذهولة و اخذت فترة من الصمت ليست بقليلة قبل ان تصيح فى وجهى

- مش ممكن ...!!!! دة هو دة الموضوع اللى كنت بافكر فية طول الوقت

و اطلقت ضحكة مدوية رنت فى ارجاء المكان

سألتها

- هو حضرتك متجوزة ؟

- ايوة و بسأل نفسى كل يوم مائة مرة هو انا فىّ حاجة غلط ان مسيطر على تفكيرى الموضوع دة ؟؟ ينفع الست انها يجيلها نزوة هى كمان زى الراجل و لا تبقى تستاهل الرجم ؟



- بصى

سواء الراجل او الست مش هنا الفرق ؛ النزوة نزوة هى غلطة ... هى حتة شيكولاتة مش بتاعتنا و بناكلها من ورا الناس بنستمتع بيها و بننساها ....



المهم السؤال هنا

لو مسكنا نفسنا و ما اكلناهاش يا ترى ها نبقى مبسوطين ؟؟؟ ياترى مش هانفكر فيها كل يوم ؟؟ يا ترى مش هاتعمل حاجز نفسى متواتر فى حياتنا ؟



.... نظرت اليّ بوجوم و اندهاش و عيونها تبعث لى بألف سؤال



نظرت الى ساعتها و همت بالإنصراف ...



- انا اتأخرت و لازم اقوم دلوقتى .. ميرسى على الشاى



ذهبت ... متسارعة الخطى لتستقل سيارتها و انطلقت ... و انا اعلم علم اليقين .... الى اين هى ذاهبة ...



استرسلت فى كتابتى و طلبت واحد شاى تانى

#سامح_حنا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل