آزاد برازي
الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:19
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الولادة الجديدة
(تحية إلى شعب العراق)
منذ ولادة الشرق الأوسط بكياناتها السياسية على انقاظ الدولة العثمانية لاحقا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى و الثانية ، سارت السياسة على نفس الوتيرة لعقود طويلة تحت مسمى (السياسة الوطنية) خاصة بعد تحقيق الاستقلال ، و قيام ما يسمى بالحكومات الوطنية فترسخت الكثير من المفاهيم التي كادت أن تصبح مفاهيم مقدسة غير قابلة للنقاش و مجرد التفكير بها جريمة لا تغتفر باعتبار أن هذه الأنظمة محمية بطريقة ذكية باسم الوطن و القومية و الملايين من الشعارات الطنانة و الرنانة مانحة إياها قيمة أخلاقية و وجدانية تحولت بشكل لا شعوري إلى قيم غرست في صميم الوجدان الإنساني، بعد قيامها بعملية اصطفاء و ذلك بتوليف القيم الأخلاقية بما يتناسب مع مصالحها و استبعاد كل القيم المضرة بها ، فاستباحت ما يسمى بالحكومات الوطنية شعوبها و صادرت حقوقها ونهبت ثرواتها و كمت أفواهها .فاختزلت الأوطان بالزمر الحاكمة حتى جاء الوقت الذي بدأت الشعوب تكفر بتلك الأوطان الوهمية . إلى إن أشرقت شمس العراق بعد إن انزاحت الغمامة السوداء و عاد للعراق وجهه الناصع و دوره الحضاري ومرة أخرى تقدم لنا العراق دروسا عن عظمة الإنسان العراقي .
إن ما يحدث في العراق اليوم لهي أعظم ثورة في تاريخ الشرق الأوسط ثورة على تلك المفاهيم البالية و الذهنيات المتصلبة التي أوجدتها الأنظمة الحاكمة خدمة لمصالحها تحت مسميات عديدة كالمصلحة الوطنية و القومية
وفي حقيقة الأمر اشعر بنوع من الشفقة على ذهنية شعوبنا ففي ظل زحمة الأحداث و التغيرات الحاصلة و حدوث نوع من التناقض بين ذهنية الأنظمة التي اكتسبتها الشعوب و بين الواقع الحالي و الأسوأ هو الفارق الكبير بينهما لدرجة أن العقول لم تعد قادرة على استيعاب ما يحدث حتى تكاد أن تنفجر فالتغيرات تجاوزت حدود العقل فاختل التوازن .
وأخيرا نبارك للشعب العراقي ثوراته اعتبارا من ثورة اسقاط النظام إلى ثورة الإصبع البنفسجي متوجة بثورة الديمقراطية .
وتحية إجلال واحترام للذين جعلوا أجسادهم جسورا من اجل الحرية و الديمقراطية .
#آزاد_برازي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟