أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - اكرم هواس - تشافيز... و مشروع الواقعية الحالمة..














المزيد.....

تشافيز... و مشروع الواقعية الحالمة..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 23:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد ان هدأت العاصفة قليلا حول وفاة الرئيس الفنزويلي ... و ان لم .. ولا أتوقع ان تنتهي هذه العاصفة لأسباب لا تتعلق بظاهرة تشافيز و إنما ايضا بنواة لمشروع بديل... اود ان اسميه ... مشروع الواقعية الحالمة.... لذلك ارتأيت الانتظار قبل ان انشر مقالتي التي كتبت أساسا في خضم العاصفة كي اسلط الضوء على بعض عناصر المشروع من خلال قراءة اولية للسلوك السياسي للرجل الظاهرة.
عادة يتصف الثوريون ... بل أنهم هم أنفسهم يحبذون هذه الصفة... و هي أنهم حالمون ... يحملون امال شعوبهم... و رغم أن البشرية لم تقدم أبدا ما يفهم منه بانه الحلم النهائي ... إلا ان صفة الحالم أو صفة الحامل أحلام الناس يوضع دوما في مواجهة الواقع ... و عادة يصر الثوريون على أن الواقعية هي خنوع بل و خيانة و الثورية تعني العمل على تجاوز الواقع بأي ثمن حتى و أن كان بالعنف و القتال و خلق الدمار...
هذاالإطار العام للحالة الثورية التي شهدتها مختلف مجتمعات العالم و تحت قيادة حركات و جماعات تستند إلى أيديولوجيات و أفكار و مناهج تنظيمية مختلفة يبدو و كانه يعيش إعادة تشكيل مكوناته في السنوات القليلة الأخيرة...حيث ظهر هذا الرجل العسكري و الحامل لتأثير حركات التحرر ضد الاستعمار التي سادت العالم الثالث في أوائل و أواسط القرن الماضي... نعم ظهر هوغو تشافيز ليقدم نموذجا آخر الحالة الثورية ... اود أن اسميها الواقعية الحالمة...
هذا الرجل... خلافا للكثيرين ممن سبقوه من الثوريين الذين وصلوا إلى الحكم و اصبحوا من اعتى دكتاتوريات التاريخ ابتداء من الرفاق في الاتحاد السوفيتي و مرورا بالكتلة الشرقية كلها و الصين و كوريا الشمالية و بعض دول أفريقيا و طبعا العالم العربي ... فان هذا الرجل اصبح اقربا إلى الناس فهو يغني و يعزف الموسيقى و يراقص النساء و يقبل ايدي الناس... و لكن أيضاً بخلاف كل الشعبويين فهو كان يعمل بجد لتحسين ظروف الناس وقد حقق الكثير من ذلك خلال سنوات قليلة...
ربما نتحدث هنا عن ارث و ثقافة خاصة بتجارب شعوب أمريكا لاتينية ... لكن من المؤكد أيضاً أن ما حدث في العقود القليلة الأخيرة يمثل ظاهرة جديدة في قيادة المجتمعات لان تجرية دي سيلفا في البرازيل كانت أضخم بكثير و أكثر نجاحا اقتصاديا و أن كان اقل شعبوية و اقل ثورية وفق المقاييس التقليدية للثورية فلم يكن هناك عنف و لا قتل و لا حتى أيديولوجية حاكمة....
تجربة تشافيز و أن تخللتها صراعات سياسية داخلية و خطاب معادي للهيمنة الأمريكية التاريخية على دول أمريكا اللاتينية إلا أن خوض الصراع نفسه كان مغلفا بكوميديا ساخرة تجعل حتى أسوأ الأعداء يضحكون... منها قوله عن الرئيس بوش... أن الشيطان كان هنا... تشافيز عمل أيضاً على أسس إنسانية في العلاقات الدولية خاصة في علاقاته مع الانظمة في امريكا اللاتينية لكن ايضا مع الرئيس اوباما رغم ان الأخير هو رئيس الدولة الإمبريالية الأولى في العالم و الذي من المفروض ان يجعل منه الهدف لانتقادات تشافيز...
أما في الشرق الأوسط فقد حاول تشافيز أن يكون صديق الجميع من رجعيين و تقدميين و ديمقراطيين و دكتاتوريين و كذلك من يساريين و أصحاب المشروع الإسلامي... و لعل اقرب ... و ربما اغرب...علاقاته كانت مع احمدي نجاد حيث زاره في ايران 13 مرة و استقبله في فنزويلا 6 مرات...مما شكل شيئا يمكن ان يطلق عليه العلاقة التبادلية المبنية على أساس واقعي و ليس أيديولوجي دوغماتي أو منفعي براجماتي...
في محاضرة ألقيتها في جامعة البورغ في شمال الدنمارك قبل سنتين و كان يحضرها بعض الباحثين من أمريكا اللاتينية ... قلت ... لا ادري أن كان أي منهما ترك أثرا أكبر عند الآخر ... لان تشافيز الذي كان يسمي نفسه اشتراكيا و ربما ماركسيا بشكل ما كونه كان متأثرا بخط تروتسكي المعادي لستالين بدا يتحدث عن الله بل و يدعو الله إلى مساندته ... بينما أصبحت ملابس احمدي نجاة التي يرتديها في ظهوره التليفزيوني تشبه ملابس أفقر الناس أي ما يشبه هندام الجيل الأوائل من الثوريين في أمريكا اللاتينية و غيرها من مناطق العالم في بدايات و أواسط القرن الماضي ... طبعا باختلاف بسيط و هو أن احمدي نجاد لا يرتدي ملابس عسكرية كما يفعل معظم اولئك الثوريون الأوائل ....
مهما كان الرجل يحمل في قلبه الا من المؤكد أن تشافيز لم يكن قديسا كما وصفه احمدي بعد وفاته ... بانه سينزل مع النبي عيسى ... أو كما وصفه خليفته مندورا... بانه هو الذي أوحى بتعيين البابا الجديد للفاتيكان من الأرجنتين لكي يهدم العرش البابوي البرجوازي و يعيده إلى الفقراء الذين كانوا الهدف الحقيقي لقيام النبي عيسى..
تشافيز كان يحلم ببناء مجتمع يحضى فيه الفقراء بحقوقهم كما يحضى الأغنياء... كان حلما واقعيا سماها اشتراكية القرن الواحد و العشرين... لكن التساؤل هو ... هل ستسمح هيمنة القوى الكبرى بقيام هكذا يتمتع و لو بعدالة نسبية ..؟؟..
الاتهامات المباشرة و التقارير و الدراسات التي تصدر من مصادر مختلفة حول استخدام أمريكا لوسائل تكنو-بيولوجية لقتل الزعماء اليساريين في أمريكا اللاتينية و الحروب التي يتم اشعالها هنا و هناك في أجزاء مختلفة من العالم... كل هذا يشكل قلقا حقيقيا حول إمكانية ديمومة و انتعاش مشروع الواقعية الحالمة...
سنتابع الموضوع في مقالات لاحقة...



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة و داروين...
- التحرش الجنسي في منطقة فراغ الواقع-اجتماعي
- وطن الانسان
- غزة...ديبلوماسية الدماء..
- مصر...الثورة و الحرب...
- العراق... ازمة مستدامة..
- موسم الاعياد....موسم الاموات... و لكن...
- مصر... ايران... وسجال الحرب القادمة
- استراتيجية الاستفزاز و قياس رد الفعل
- انا...و الله... و هيجز..
- بؤس الديقراطية...؟!
- الاغتصاب... من المهد الى... ما بعد اللحد...
- يوم الشهيد الفيلي...ذاكرة الألم ومحرقة النبلاء..
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....5
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....4
- ذاكرة سلطان... عادل.. و ذاكرة جارية...طائعة..
- ملف المرأة
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....3
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....2
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....1


المزيد.....




- مسؤول: إسرائيل لم تتلق ردا من حماس بعد على اقتراح مصر لوقف إ ...
- أوستن: لا مؤشرات على أن حماس تخطط لمهاجمة قوات أمريكية في غ ...
- الشرطة تفض اعتصاما مؤيدا للفلسطينيين بجامعة في باريس.. والحك ...
- احتفالية في روسيا الاتحادية بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب
- دراسة ألمانية: الأثرياء يعيشون حياة أطول !
- إسرائيل ودول الوساطة بانتظار رد حماس على مقترح الهدنة المصري ...
- منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة المعارض الروسي نافا ...
- بايدن يعين مستشارا جديدا لمعالجة مستويات الهجرة
- دعما لغزة.. اتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات العال ...
- السويد.. وضع أطلس شامل للتطور الوراثي المبكر للدماغ


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - اكرم هواس - تشافيز... و مشروع الواقعية الحالمة..