أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جوزف أيوب - أثر الدين في تقدم الحضارة من الناحية البسيكولوجية















المزيد.....



أثر الدين في تقدم الحضارة من الناحية البسيكولوجية


جوزف أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 21:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المقدمة:
هذا الإنسان الذي لطالما حاول الإغتناء بالمعرفة من أجل ادراك سبب وجوده ومعرفة هدف بقائه، وأيضاً لتحقيق ذاته بواسطة انجازاته، قد ادعى امتلاك الحقيقة وذلك إما عبر النص الديني، العقل، التجرية، أو الوجدان. لكن يبقى هو الإنسان العنصر الذي يتأثر بكيفية تحليل الواقع والطبيعة من حوله، كذلك تحليل واقعه مع ذاته. في كل الأحوال يحاول الإنسان تجنب الإفلاس الفكري خوفاً من الركود والبطالة الفكرية، فيحاول أن يتخطى واقعه وذاته مستنداً على قناعاته، التي تؤدي إلى تشكيل حضارته. هذه الحضارة التي يتجلى فيها كل ما انجزه الإنسان على كافة الأصعدة المادية والمعنوية.
تجنباً لتوسع البحث وتناول العوامل المؤثرة في الحضارة ان كان على الصعيد الجغرافي بما تؤثر الطبيعة والموقع الجغرافي على نمط التفكير والحياة للمجتمعات وبما تتميز الطبيعة الجبلية أو الساحلية...الخ، أو الإقتصادي، هذا التأثير الإقتصادي إن كان في العلاقات التجارية أو الإرث وما عدا ذلك، أو التأثير السيسيولوجي في علاقة الإنسان مع الإنسان من حيث العادات، والديموغرافيا وتوزع الفئات والأعراق... وما شابه. سنحصر البحث في التأثير الديني على الحضارة الإنسانية من الناحية البسيكولوجية وكيف الدين يشكل العامل الأبرز في تشكيل منظومة الإنسان، وكيف الدين إن لم يحقق تطلعات شعب ما سيكون بمثابة العائق الأكبر في سبيل تطوره وتقدمه، وبالتالي كيف أن صيرورة العقل ستتخطى ما هو قائم.
يُقسَم البحث بدايةً إلى تمهيد حيث يتناول علاقة الحضارة بالثقافة وكيف أن الدين هو العنصر الأبرز لتشكيل ثقافة الإنسان، مع الأخذ بعين الإعتبار قد تم تجنب البحث عن الهوية الثقافية لعدم التوسيع في الدراسة. من ثم سنتناول مفهوم الدين من الناحية البسيكولوجية لدى سيغموند فرويد وما هو مفهومه للدين وكيف تطور الدين تاريخاً وصولاً إلى الأديان التوحيدية. ومن ثم لدى اريك فروم ورؤيته للديم كمفهوم عام وكحاجة ملحّة وما هو الدين التسلطي والدين الإنساني. إلى أن نرى الدين بشكل شبه اجتماعي نفسي عند جورج قرم وكيف يتمأسس الدين من خلال الطبقة السياسية.
وهكذا، يكون السؤال الذي يُطرَح دائماً: هل الدين عامل مؤثر في الحضارة؟ وهل هذا التأثير مرتبط بالحضارة من حيث بنيتها الإجتماعية والإقتصادية، أم من حيث بنيتها الفكرية أي الثقافية، أم أن هذا التأثير يكون على كافة الأصعدة التي يتمظهر في تطور مجتمع معين؟ 
تمهيد
انطلاقاً من أن المجتمعات لم تكن يوماً دون دين أو معتقد ولم تكن يوماً متحررة كلياً من أي فكر غيبي، وكيف أن الدين كان له الأثر في تحول المجتمعات، نلحظ كيف كان الإنسان دائماً في حالة تخطي لعلاقته مع ذاته ومع الواقع من حوله. هذا السعي الدؤوب كان بهدف ارتقاء الإنسان بنفسه إلى ما هو أفضل له. حيث كان يصنع حضارته في كل مرة كان يعيد فيها صياغة نفسه بما يتلاءم وحاجاته المتجددة والمتطورة، بحيث تعبّر الحضارة عن خاصية الإنسان في بحثه الدؤوب لتجاوز الواقع ورفض ما هو كائن بهدف الوصول إلى ما هو أفضل.
ولكن بدءاً علينا التمييز بين الحضارة والثقافة. هناك تباين حول تعريف الحضارة فى علاقتها بالثقافة، فهناك من العلماء والمفكرين من اعتبر كل حضارة تحتوي على عامل ثقافي أو حتى عدد من الثقافات الفرعية، وآخرين فرقوا بين الحضارة والثقافة، حيث صنّفوا الإنجازات المادية داخل حدود مفهوم الحضارة بما تشمله تلك الإنجازات من التكنولوجيا والعلوم الطبيعية والتطبيقية والرياضية، بينما صُنّف تحت عنوان الثقافة كل ما هو أدبي ومعنوي من قيم ومثل عليا وإنجازات فنية وفكرية وثقافية وأخلاقية وغير ذلك. في حين أن بعض المحللين جعلوا التفرقة مختلفة بين مفهومي الثقافة والحضارة، فأطلقوا مفهوم الثقافة على ما يسود المجتمعات البدائية من سمات غير حضرية، وأطلقوا تعبير حضاري على ما يسود المجتمعات المتقدمة من تعقد في العلاقات وأنماطها وتطور وديناميكية وسمات حضرية. إلا أن هذه التفرقة بين الحضارة والثقافة بقيت تحظى بقبول أقلية فى صفوف المؤرخين والعلماء والباحثين المعنيين بالحضارات، وبالتالي فإن أغلب هؤلاء يعرّفون الحضارة باعتبارها تشمل القيم والمؤسسـات وأنماط الحياة والتفكير والسلوكيات التى يلتزم بها الأفراد عبر الأجيـال المتعاقبة فى مجتمع ما أو يحرصون على الالتزام بها أو يتخذونها مرجعية لهم. فالحضارة إذاً هى مجموعة متناسقة من الخصائص والظواهر الثقافية. وتظهر الحضارة عندما يحقق الإنسان انتقالاً نوعياً في علاقته مع ذاته ومع الطبيعة والحياة بشكلٍ عام. وتشير الحضارة بوصفها ظاهرة إنسانية، إلى مفصل هام من مفاصل التاريخ البشري، أي إلى واقع التعددية التي عبّر الإنسان بواسطتها عن انتقاله الدائم من حالة إلى أخرى في سياق تاريخ متواصل ومتوتر. وقد عرّف ول ديورانت الحضارة "أنها ظاهرة عامة تخص كل المجموعات البشرية في أزمنتهم وبيئاتهم وأشكال وجودهم المختلفة"، وبأنها "نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة في انتاجه الثقافي وهي تتألف من عناصر أربعة: الموارد الإقتصادية والنظم السياسية والتقاليد الخلقية، ومتابعة العلوم والفنون".أما ايمانويل وولرشتاين عرّف الحضارة بأنها "عملية أصيلة خاصة من الإبداع الثقافي والتي هي من صنع شعب ما" وأنها "تجميع لرؤية للعالم وعدد من التقاليد والبنى والهياكل والثقافة (بما يشمل هنا المادية وتلك الروحية). وتشكل كل هذه العناصر درجة ما من التواصل التاريخي الذى يتعايش أيضاً مع ظواهر أخرى مختلفة". ومن جهـة أخرى رأى اميل دوركايم فى الحضارة "نوعاً من البيئة المعنوية التى تحتوي على عدد معين من الأمم بحيث تعتبر الثقافة الوطنية لكل منها هى بمثابة ثقافة فرعية منبثقة عن الحضارة الأم".
أما آخرين أمثال ماثيو ارنولد رأى أن الثقافة "هي محاولتنا في الوصول إلى الكمال الشامل عن طريق العلم بأحسن ما في الفكر الإنساني مما يؤدي إلى رقي البشرية"، وقال "أن الدين هو من العناصر التي استعان بها الإنسان في محاولته الوصول إلى الكمال". أيضاً يرى فرناند برودل أن الحضارة "فضاء، مساحة ثقافية ومجموعة من المواصفات الثقافية" كذلك اشبنجلر يرى فى الحضارة "الهدف الحتمي للثقافة" بحيث أنه بدرجة تقدم البشر يستطيعون الاقتراب بالثقافة إلى مرتبة الحضارة، وبعد كل مرحلة من الإنجاز تتطلع الإنسانية إلى مرحلة اكثر تقدما. وبرأيه، فإن كل واحدة من هذه الحضارات تنتمي إلى ثقافة خاصة، وترجع هذه الثقافة إلى عوامل ذاتية وأصيلة، تكشف خصوصيات الهوية المجتمعية ونمط الوجود والنظرة إلى الحياة والعلم والدين والأخلاق والقانون، وكافة مجالات الثقافة، في الفن والموسيقى والتقاليد والسكن والزينة والفلكلور الشعبي. كما أن ولادة كل ثقافة وموتها، على حدّ سواء، يخضعان لقوانين خاصة، نفسية وروحية ومادية. وتعتبر الثقافة فى كل الأحوال عاملا مشتركا فى أى تعريف للحضارة، وهذا ما دفع سيغموند فرويد إلى أن يعبّر عن ازدرائه من التمييز بين الثقافة والحضارة.
لا بد من الإشارة هنا إلى أن مفهوم الثقافة يعبر عن سلوك خاص بالإنسان إضافة إلى أشياء مادية يستعملها بوصفها جزء لا يتجزأ من هذا السلوك. فتشتمل الثقافة على اللغة والأفكار والإعتقادات والعادات والقوانين والمؤسسات والتقنيات والأعمال الفنية والطقوس والإحتفالات. ولعل الشواهد التاريخية تؤكد إلى أي مدى كان هناك من اختلافات، بل وأحيانا تباينات وربما تناقضات فى المجتمع الواحد من حيث الثقافة. وهذا ما يؤكد على وجود هويات ومرجعيات مختلفة يعرف البشر أنفسهم من خلالها مثل الجنسية، العرق، القومية، اللغة، الدين وغيرها.
ولعل الدين من أهم وأبرز العوامل المؤثرة في الثقافة، فهو ليس معزولاً عن سائر الظواهر الثقافية. ويذهب أوليفرليمان إلى القول: "إن الدين شكل من أشكال الحياة ونهج للسلوك". كما يقول مالك بن نبي :"إن كل الحضارات الإنسانية تشترك في التدين بالديانات بل حتى الشريحة التي ألحدت و تعلمنت و أحلت المادة محل الله، قد جعلت من الفلسفة المادية عقيدة وديناً، فمن الحضارة الهندية والصينية مرورا بالحضارة الإفريقية إلى الحضارة الإسلامية وانتهاء بالحضارة الغربية الحديثة، كلها حضارات قامت على دين معين، فكل هذه الحضارات قد شكلت تركيبها المتآلف الأصلي للإنسان والتراب والزمن، في مهد فكرة دينية"
فعلى اعتبار أن الدين له علاقة وثيقة بالحضارة على مستوى البناء والتوجيه، فإن هذه العلاقة تتجسد بشكل فعلي من خلال علاقته بالعناصر التي تقوم عليها هذه الحضارة، ويعتبر الإنسان من أبرز هذه العناصر، ولأنه كما يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أهم العناصر الحضارية وأخطرها، ولأنه هو الذي سيتكلف بتسييرها وتسخيرها نحو هدف جد عظيم وخطير".
ولكي يقوم هذا الإنسان بالدور المطلوب، وعلى الوجه المطلوب، فإنه لم يترك هائما على وجهه في هذا الكون الشاسع، بل نزلت معه قوانين وتوجيهات سماوية تمثلت في الأديان والرسالات المنزلة عبر العصور والأزمان، كما وجدت عقائد وديانات أرضية وضعية كانت من اختلاق هذا الإنسان نفسه. من هنا يتبين لنا الدور الذي يقوم به الدين في التحولات التي تطرأ على الإنسان، إنه يوجهه أولا إلى النظر في نفسه، ويحثه على تقويمها أو تزكيتها، كما يوجهه إلى النظر في الكون من حوله.
وحول كيفية توجيه الدين للإنسان يرى مالك بن نبي "أن العنصر الديني يتدخل في تكوين الطاقة النفسية الأساسية لدى الفرد، وفي تنظيم الطاقة الحيوية الواقعة في تصرف"أنا" الفرد، ثم في توجيه هذه الطاقة تبعا لمقتضيات النشاط الخاص بهذه "الأنا" داخل المجتمع، وتبعا للنشاط المشترك الذي يؤديه المجتمع في التاريخ".
هذه العلاقة العضوية الخاضعة لإرادة الإنسان والمبنية أساساً على واقعه البسيكولوجي والسيسيولوجي تقوم بربط حركة الإنسان الداخلية مع واقعه الاجتماعي. فكيف يكون للدين التأثير على هذا الواقع؟ وهل هذه العلاقة بين الدين والمجتمع هي علاقة جدلية؟

انطلاقاً مما تقدم نشهد أن للإنسان الدور الأبرز من حيث الفكر في حركة تقدم الحضارة أم في تهديمها، المبني أساساً على الواقع البسيكولوجي والسيسيولوجي للإنسان نفسه. من هنا يتراءى الدين شكلاً من أشكال الفكر الإنساني. ولقد عرّف الدين في معجم اوكسفورد على أنه إقرار من الإنسان بأن لسلطة عليّة وغير مرئية سيطرة على مصيره، وبأنها تستحق الطاعة والإجلال والعبادة، هذه السلطة هي خارج الإنسان. وقد برزت كلمة تستحق حيث أن العبادة لا تكمن في خصائص المعبود ولا في الحب والعدل بل أن هناك سلطان على الإنسان ترغمه على العبادة وعدمها تشكل إثماً.

سيغموند فرويد
يرى فرويد أن أصل الدين يكمن في ضعف الإنسان في مواجهة قوى الطبيعة خارجه والقوى الغريزية داخله. فالدين ينشأ في مرحلة مبكرة من التطور البشري حين يكون الإنسان غير قادر على استخدام العقل للتعامل مع هذه القوى الخارجية والداخلية ويجب أن يكبتها أو يسوسها بمعونة القوى العاطفيةالأخرى. فبدلاً من أن يتغلب عليها بواسطة العقل يتغلب عليها بواسطة "العواطف المضادة"، وهكذا ينشئ الإنسان ما يدعوه فرويد "الوهم".
فيصف فرويد الدين كمرض عصابي لم يصب فقط الفرد بل الإنسانية جمعاء. فالدين نشئ كدفاع ضد قوى الطبيعة وتحويل للمخاوف الإنسانية من الطبيعة وقواها إلى الطبيعة ذاتها. فالأفكار الدينية تنبع من نفس الحاجة التي تنبع منها سائر فتوحات الحضارة ومنجزاتها: ضرورة الدفاع عن النفس ضد تفوق الطبيعة.
وهكذا يرجع فرويد الأفكار الدينية إلى الأوهام. "إن المذاهب الدينية جميعها أوهام لا سبيل إلى إقامة برهان عليها ولا يمكن أن يزعم أي إنسان على أن يعدها صحيحة وعلى أن يؤمن بها".
أما البشرية فكانت في شكل عشيرة يتزعمها رئيسها ويستأثر بجميع النساء إلى أن تجتمع الأبناء ضد الأب وتقتله. حينها يشعر الأبناء بالذنب فيشرعون قانوناً يحرم هذا العمل ومن ثم يشعرون بالحنين إلى الأب فيقيمون نصباً له، ويقيموا الإحتفالات بما شبه من حيوان. ثم يجد البشر بعد ذلك أن الحيوان غير أمين بتمثيل خصائص الأب فيتخذون نصباً آخر. نجد لهذه الأمثلة في التاريخ من الآلهة الإناث إلى الذكور إلى الإله الواحد. فالطوطم هو نفسه عقدة أوديب التي يقيم عليها فرويد معظم تفسيراته.
ويفسّر فرويد الأديان التوحيدية مجرد تطور للأديان الوثنية. ويرجع ذلك إلى تطور الحضارة المصرية بحيث أصبحت بحاجة إلى تطوير مفهومها من الاله ليكون إلهاً للجميع. "والحق أن التوحيد في مصر لم يكن، وهذا بقدر ما نملك أن نفهمه، سوى انعكاس ثانوي لنزعة الدولة إلى التوسع، فالله لم يكن سوى انعكاس للفرعون الذي يمارس سلطاناً مطلقاً".
هكذا يتبين لنا أن الدين لم يكن سوى حاجة لدى الناس لتعويض عقدة الذنب من حيث فقدان سلطان الأبوة، وتأسيس لشرعية سلطة الأبناء.

اريك فروم
يقول اريك فروم في بداية الفصل الاول من كتابه (الدين والتحليل النفسي): "لم يسبق للإنسان أن دنا من تحقيق آماله المكنونة كما دنا اليوم". فكشوفات الإنسان العلمية وانجازاته التي لم تعد تحصى، هي نتاج الملايين من السنين حتى استطاع الإنسان، أن يتفتح وأن يفتح ذهنه، ويسخره لتنظيم قدرات المجتمع وتركيز طاقاته نحو هدفٍ معين، ليخلق لنفسه عالماً من القوانين الخاصة ومصير معروف مسبقاً بالنتائج والتحليل والتخطيط. ويقول ايريك فروم بهذا الصدد "فأذا نظر الى ما خلق يقول أن هذا الذي ابدعه شيء جيد".
يعود ويطرح فروم السؤال التالي "ماذا يستطيع أن يقول الإنسان اذا نظر الى نفسه؟"هل الإنسان بنظر فروم حقق حلمه، حلم الكمال، هل استطاع ان يعرف نفسه وذاته، هنا يطرح فروم سؤال اخر في هذا الشأن "هل يستطيع ان يكون صورة الله؟".
برأي فروم أن الإجابة على هذا السؤال يدعو الى الحرج، والجواب هو أليم فبينما أستطاع البشر أن يخلقوا اشياء جميلة ورائعة، اخفقوا في الحياة الروحية التي تجتاحها الفوضى والضياع، المقربة من حالة الجنون الهستيرية.
وهذا الإنسان الممثل للمثالية يحاول اللجوء الى المعابد الدينية، لكي يسمع المبادئ التي تدعو الى القيم الأخلاقية المثالية، من حب وإحسان ولكن مايقوم به هو ترجمة خاطئة لحاجاته الروحية، وعودة الى الدين بطريقة سلبية ولا تقع في خانة الإيمان.

1. الدين كمفهوم عام
إعترف فروم أن أي مناقشة للدين من حيث "الدين" كمصطلح وكمفهوم تصطدم بحائط من التأويلات، لانه ببساطة هناك اراء كثيرة، والتصورات غير منتهية، بكل الاحوال يصعب تعميمه. فهناك اديان توحيدية واديان متعددة الالهة، وما إلى هنالك. والجميع قدّم مفهومه الخاص لهذا المصطلح حسب حضارته وثقافته والمجتمع الذي يتطور دائما في كل مفهوم يقدمه أو يتفق عليه، فلكل فترة فحواها من المصطلحات والمفاهيم، خاصةً أن كانت دينية. فذهب فروم الى ان يقدم تعريفاً لهذا المفهوم، لذلك حاول فروم نوعاً ما من تقديم تعريف بسيط للدين، الذي هو يحاول التحدث عنه إذ يقول: "أي مذهب للفكر والعمل تشترك فيه جماعة ما ويعطي للفرد إطاراً للتوجيه وموضوعاً للعبادة."
2. الدين كحاجة ملحّة
بعد أن قدم فروم رأيه عن مفهوم الدين، كان لابدّ من تعميم هذا الدين وتحديده في مفاهيم عدة مرتبطة بالجوهر العام للدين، فكان لابدّ ان يكلل هذا المفهوم وكيفية ارتباطه بالذات الإنسانية، التي تحتاج الى توجيه وعبادة. ومن هنا كان إستنتاجه أن الوجود الإنساني، هو بحاجة عارمة الى هذه العبادة وبطاقة قوية جداً. فالإنسان ليس حراً في أختيار أن تكون له مثلٌ عليا أو لا تكون له، لأنه في كل الأحوال هؤلاء الناس هم مثاليون يحاولون تقديم صورتهم المثالية دائماً.
ولكن هذه المثالية العامة لها ردات فعل مختلفة في العبادة وقد قسمها فروم الى قسمين:
• القوة والتدمير.
• العقل والحب.
إن ردات الفعل تمثّل نزعة الانسان وحاجته الدينية، فقد يعبد الإنسان، الحيوانات أو الأشجار أو الأصنام أو الهاً غير منظور أو شخصا يقدسه أو المال. لكن في كل الأحوال الأمور لاتقف في الوسط، يجب ان تثمر وتؤسس هذه المعتقدات، أشخاص بشقين أما الدمار أو الحب أما التسلط أو الأخاء.
وهنا كل إنسان بنظر فروم هو صاحب الحاجة التي يطلبها من أي شيء يقبل أساساً أن يتسلط عليه. وهنا يسأل فروم أي نوع من الدين "المتسلط" يساعد الإنسان على التطور أم يصيبه بالشلل التام؟
3. الدين المتسلط وفرويد
يعتقد فروم إن الحاجات أساسية، وملحة للإنسان، وهذه الحاجات هي تشكل أطارات التوجيه فهو هنا يختلف مع فرويد الذي يركز على الحاجات الغريزية (الجنسية والعدوانية) ويضع الحاجة في مفهومها الاجتماعي العام.
إذاً الإنسان بكل بساطة أن لم يستطيع توجيه طاقاته نحو ذاته العليا، فبكل تأكيد سيوجهها نحو الأهداف الأدنى لأنه دائماً، إن لم يملك الصورة الحقيقية لذاته يشكل لنفسه صورة وهمية ويصقلها بحاجاته ومتطلباته ويتشبث بها الى أن يعتقد أنها حقيقة، وبأصرار المتدين والقابل لأي معتقد هو يكون بحاجته.
لذلك يقول فروم "الإنسان لايعيش بالخبز وحده" ويعود الى الضروريات دائما التي تحدد مثالية الإنسان الذي لا يملك سوى هذه الأختيارات بين أفعال تكون أما سوداء أو بيضاء:
• الاشكال الحسنة أو الرديئة.
• السامية أو الدنيئة.
• المرضية أو الهدامة.
4. البدائية الدينية
إذاً الموقف الديني العام في المجتمع هو مجرد طلاء فوق معتقدات سابقة، وهذا الطلاء هو هش، أعطى فروم مثالاً على ذلك هم هنود الحمر في امريكا الجنوبية، واعتناقهم للمسيحية هي مجرد طلاء فوق عاداتهم ومعتقداتهم السابقة، وحيث اختلطت المسيحية بهذه المعتقدات .
وبهذه الفكرة التي قدمها فروم يستنتج أن هذا الظاهر من الإنسان لو تم النبش تحته قليلا لأكتشفنا العديد من الأشكال الفردية البدائية للدين، والكثير من هذه الأشكال هي أمراض "عصابية" ولو شاء المرء أن يسميها بأسمائها "الدينية" فهي:
• عبادة ألأسلاف
• الطوطمية
• الفتشية
• الطقوسية
• عبادة الطهارة

5. عبادة السلف أو الطوطم
هل فعلاً نجد عباد السلف؟ وهل لدينا طوطمية في حضارتنا؟ لدينا منها الحظ الكبير، يقول فروم: "من المؤكد أن عبادة السلف هي واحدة من أكثر العبادات البدائية أنتشاراً في مجتمعنا".
السلف هو الذي نعبده ولكن لماذا؟ لأن كل ما يدور حول طفولتنا من حاجات تكبر معنا تكون متجهة نحو السلف، الذي يكون في معظم الاحيان الملبي لمعظم حاجاتنا، التي نريدها ونتطلبها وهذا ما يشكل هذه العبادة، التي تدور حول السلف هي التي تعطي إطارا للتوجيه ومبدأ موحد للعبادة.
6. الدين لاينقذ الإنسان
هنا المتطلبات مختلفة والامور متشقلبة، فالدين التوحيدي الذي يجب ان ينقذ الإنسان من الأنتكاس الذي وقع فيه في عبادة السلف، لأن عبادة الله تعني إنقاذ الفرد من هذه العبادة المتأصلة في العاطفة، ولكن هذا الدين برأي فروم قد أنهزم من قبل السلطان الدنيوي وبقوة واضحة، وأخفق الدين في إنقاذ الإنسان الفرد، والسبب يقول فروم: "حبذا لو كانت الكنائس ممثلة لا للحرف الذي نزلت به الوصايا العشر أو القاعدة الذهبية فحسب بل لروح هذه الوصايا."
هكذا يقف فروم في موقف المعاكس للدين، ويستنتج أنه ينبغي أن نفصل حاجاتنا التي تكون بدائية عن الدين التقليدي العام القائم منعاً للأنهيار الأخلاقي؟
7. الدين التسلطي وفروم
بما أن الإنسان تحكمه قوة عاقلة خارجية في الديانات "التأليهية" فهو بكل الأحوال نوع من التسلط، ولكن بحد ذاتها هذه الفكرة لاتشكل التسلط لوحدها، فالإنسان نفسه هو يعتقد أو بالأحرى متأكد من نفسه، بأنه فرد ضعيف وعاجز وتافه الشأن، ولايشعر بالقوة ألا بمقدار ما يكتسبه من الأله ومعونته، عن طريق الطاعة والأستسلام التام لهذا الأله . لأنه إن عصا صار في مصيدة الخطيئة وهذه المصيدة تشكل كل الامور في الأذعان التام للسلطة الخارجة.
وبما أن الإنسان يفقر نفسه من الحب والفكر إذاً الاله هو الذي يملك الحب، الحكمة، والعدالة. والإنسان محروم طبعاً منها، فيصبح فقير وخاوي ويشعر بالضالة، ويصبح عاجزاً تماماً. فنلاحظ علاقاته تكون ذات طابع الخانع والمشوبة بالمازوشية.
ومن هنا ينطلق فروم في جملة تلخص هذا الخنوع ويقول "إذ يصبح الإنسان بلا ثقة في أخوانه البشر، وفي نفسه، بلا تجربة لحبه الخاص ، وقوة عقله الخاصة.
8. الدين الإنساني وفروم
وبالعكس من التسلطية يدور الدين "الإنساني" على العقلانية التامة المتحررة من العاطفة، لأن الإنسان يبدأ ويشعر بقوته ويستطيع أن ينمي قدراته العقلية لتسير في طريق محبة الأخرين كما يحب نفسه، وبهذه الطريقة يعرف الإنسان موقعه بالضبط، وأين يريد أن يصل وهذا الموقع يجعله يرتبط بالعالم والمحيط بنمطين يكملان الفرد "كإنسان" الفكر، الحب .
وهدفه هذا الفرد هو تحقيق اكبر قدر من القوة لا العجز وتكون عنده الفضيلة الذات (عكس الطاعة) وبهذا يكون المزاج السائد هو الفرح (عكس الشعور بالذنب والحزن).
فالاله بالدين الإنساني صورة لذات الإنسان العليا ورمز على ما يمكن أن يكون عليه الإنسان. وهنا يضع فروم المسيحية الأولى في خط "الديانة الإنسانية" ويربط تعاليم السيد المسيح بمبدأ "ملكوت الرب في داخلك" وهذه الآية أوردت تعبير المسيح البسيط والواضح في التفكير الغير تسلطي. وهنا يقول فروم: فليس الأله رمزا للقدرة على الإنسان، بل رمزا على قوى الإنسان الخاصة".

جورج قرم
في المقابل، يميل قرم، إلى الربط بين مأسسة الدين )أو توظيفه سياسيًّا) وبين أزمة السلطة في المجتمعات "التوحيدية"، الأمر الذي يسهم، في حجب أزمة الدين ذاته. وتعود أزمة السلطة ذاتها إلى "انهيار التراث". ويبدو لدى قرم ردّ أزمة السلطة إلى "انهيار العالم التقليدي"، بما في ذلك "تغيرات فوضوية ومنحرفة في طريقة التعبير عن الإيمان الديني ذاته" . ويفضل قرم الكلام على الاستعانة بالدين في عالم العولمة بدلاً من الكلام على عودة الدين، وعلى ربط تلك الاستعانة بالحداثة "بوصفها أزمة في الثقافة والسلطة" وخيبة للعالم.
يقول فروم: "الواقع أن التداخل المحتّم، بترتيبات وتسويات شتّى، بين السياسة والدين داخل كل مؤسسة تدّعي إشباع الحاجة الدينية، كان وراء ظاهرة متناقضة أخرى، ذات عواقب كبرى. إذ صار الدين الممأسس خاضعاً للإستنزاف الطبيعي الذي يمارسه الزمن على كل مؤسسة: صار تاريخياً وتالياً متغيراً، فيما هو يحمل رسالة مطلق وإعلاء، خصوصاً في التوحيد. من هنا النزوع الجديد إلى اعتبار أن الرسالة الدينية "الكشف" عن وجود الإلهي، ليست بذاتها سوى حدث تاريخي، صحيح أنه أهم من سواه، لكنه لا يقلّ عنه خضوعاً للتغيرات التي يحدثها كل تاريخ، مع بدايته وفي نهايته، وهكذا ندخل في مجال الشك في صلاحية مطلقية الرسالة السماوية".
ويجيب قرم عن سؤال عودة الدين: "قد نكون في مواجهة شكل جديد لإيديولوجية أشد خبثاً وإيذاءً من الإيديولوجية التي جرى الإعلان عن موتها، لأنها لا تعمل إلا بمقتضى الإرهاب الفكري الذي ينتجه الإدعاء بالمقدس والاستعانة به".
ويعتبر قرم أن عودة الدين "ظاهرة سياسية كبرى، ليس لها من الدين سوى الاسم"، ويلحظ أن الاستعمال الحديث لكلمة أمة "بمعنى الشعب السيادي والسيد لمصيره، يحتفظ بقوة تعادل قوة الإيمان الديني". وحسب قوله: "التوحيد يُعتبر في الرؤية الهيغلية للتاريخ بمثابة مرحلة كبرى في تطورات الروح البشري، لأن في الدين خلاص يمكن نيله على المستوى الفردي، وليس على المستوى الجماعي، وهذا بالتأكيد لا يتعارض مع العقلانية المتجسدة في الدولة، ويقف مع هيغل برؤيته الأخرى لأهمية حركة المصالحة بين الدين وبين العقل، التي ستقوم بدور التأسيس لـ "غربية" حديثة في الثقافة الغربية .
هكذا يربط قرم العودة للدين بأزمة هوية يعيشها الغرب منذ انهيار الإتحاد السوفييتي، مع العلم أن قرم يرفض اعطاء صفة العودة ويستعيض عنها بأنها استعانة واستغلال للدين. ويعتبر قرم أن أزمة الحداثة لا يمكن حلها باللجوء إلى الدين، خصوصاً الأديان التوحيدية، مرجعاً السبب في ذلك للكم الهائل من الوقائع الذي أدى فيها استغلال الحداثة للأديان إلى مفاقمة أزمة هذه الأديان، فهذه الأديان المرتبطة بنصوص مقدسة، تتمزق فوراً إلى مذاهب يسعى كل منها لتثبيت فهمه الخاص للنص، وذلك بالإستنجاد السياسي الذي سيؤدي به تحالفه هذا لقمع كل المخالفين للفهم "الصحيح" مما يستدعي الكثير من العنف والفتن والحروب لا تختلف أبداً عن تلك التي أنتجتها الأيديولوجيات العلمانية الحديثة.

الخاتمة:
شئنا أم أبينا فإن الدين عامةً يبعث الأمن والطمأنينة والسكينة في نفوس الناس فإن كان الدين غير موجود فعلياً لا بدّ من ايجاده، ولكن ما نحن بحاجة اليه وما نبحث عنه، هل الدين كقيمة معرفية يؤدي الدور المطلوب من أجل تخطي العقبات الفكرية والسياسية والإجتماعية؟
مما لا شك فيه أن الدين قام بتشذيب الفكر البشري، بغض النظر إن كان هذا الدين هو توحيدي سماوي أو لم يكن. إلا أن تعميم فكر (ديني أم فلسفي) على المجتمع وأيديلجة هذا المجتمع هو بحد ذاته تقدم وتطور لمجتمع ما، إلى أن يصبح هذا الدين غير قادر على تلبية حاجات العقل وتخطي واقعه، فيقوم العقل بطرح ذاتيته ضمن نسق "شبه متكامل" في سبيل ايجاد توازن مع الطبيعة من حوله.
من هنا نرى أن تطور الفكر الديني مرتبط بشكلٍ جذري بتطور حاجات الإنسان البسيكولوجية والسيسيولوجية، فالدين إما أن ينزل حسب حاجات الناس، رحمة بهم وإرشاداً لهم، وإما أن يخترعه الناس وفق حاجتهم له. ونستشهد بـــــ بوذا عندما ينقض فكرة الألوهية نفسها التي هي عماد كل الأديان تقريباً ويقول: جنسنا البشريّ هو الإله الوحيد اليقظان.
ولعل من أبلغ ما قيل في ذلك كان قول ماركس: "البؤس الديني هو من جهة تعبير عن البؤس الحقيقي ومن جهة أخرى احتجاج على هذا البؤس. الدين زفرة مخلوق رازح تحت المصائب، إنه قلب عالمٍ بلا قلب، روح عالمٍ بلا روح. الدين أفيون الشعوب."


الهوامش
- د. الشامي علي، الحضارة والنظام العالمي أصول العالمية في حضارتي الإسلام والغرب، دار الإنسانية، بيروت 1995.
- د. مؤنس حسين، الحضارة، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، العدد الأول 1978.
- مالك بن نبي، القضايا الكبرى ط1، دار الفكر المعاصر، بيروت.
- محمد سعيد رمضان البوطي، منهج الحضارة الإنسانية في القران، دار الفكر، دمشق.ط2.
- مالك بن نبي، ميلاد مجتمع، دار الفكر.
- فروم ايريك، التحليل النفسي والدين، دار الحوار، ت محمود منقذ الهاشمي، ط 1، 2012.
- فرويد سيغموند، مستقبل وهم، ترجمة جورج طرابيشي.
- فرويد سيغموند، موسى والتوحيد،
- قرم جورج، المسألة الدينية في القرن الواحد والعشرين، دار الفارابي، ط 1 2007.



#جوزف_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسبينوزا
- الحرية في فكر زكي نجيب محمود
- مدخل إلى الأناركية
- مقتطفات من بيان المجتمع الصناعي ومستقبله: ثيودور كازنسكي
- الأناركية والسينديكالية: أريكو مالاتيستا
- ما هي السلطة؟ ميخائيل باكونين


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جوزف أيوب - أثر الدين في تقدم الحضارة من الناحية البسيكولوجية