أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي الحبشي - هل صحيح ان الديموقراطية هي الحل ؟















المزيد.....

هل صحيح ان الديموقراطية هي الحل ؟


مهدي الحبشي

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يكاد ينقضي يوم واحد دون ذكر مصطلح " الديموقراطية ". في الفضائيات، أثناء المناظرات، في اجتماعات المؤسسات السياسية... دول تشهد التحول الديموقراطي و أخرى تسعى لتعزيز ديموقراطياتها، أفراد و مؤسسات و منظمات ترفع شعار " الديموقراطية هي الحل ". العالم الناطق بالعربية لم يسلم من هذه الموضة بدوره، و مجتمعاته أصبحت تنظر إلى الديموقراطية نظرة تأليه و تقديس، و كأن هذه الأخيرة كفيلة عن طريق عصى سحرية بتجنيب المجتمع ويلات الطائفية و اغناء الفقراء و الحد من ترف الأغنياء و تحويله إلى " مدينة فاضلة " حيث الأمن و السلم و الرخاء و السعادة... ما إن يسقط نظام ديكتاتوري و تعلن السلطة الانتقالية إرساء نظام ديموقراطي. فقد تناسى الناس أن الديموقراطية ما هي إلا آلية اختيار رجال السلطة و ليست بمخطط إصلاحي، هذه الآلية بدورها تعتريها عدة علل.

و لأننا نعيش في مجتمعات مستضعفة فكريا فإننا ننجر خلف تصورات الغرب المتقدم دون تمحيصها و إعادة النظر فيها قبل تبنيها. و من بين هذه التصورات: " الديموقراطية ". فقد حاولت الرأسمالية الأمريكية و حليفاتها البرجوازية الأوروبية عن طريق سلاح " الإعلام " و " العولمة " ترسيخ ذهنية لدى مواطني العالم الثالث ( و مجتمعاتنا من بينها ) مفادها : " أن الديموقراطية هي الخيار الأمثل " لحل كل معضلات المجتمع. و من نتائج هذه الحملة الإعلامية " ثورات الربيع العربي " التي انفجرت و سال بسببها دم الأبرياء و التي تنشد سحق ما تبقى من ديكتاتوريات شمولية و بلوغ نظام ديموقراطي السلطة فيه للشعب.
و لكن السؤال الأهم في الأمر هو : هل الديموقراطية فعلا هي الحل لمشاكل هذه المجتمعات ؟ هل سلطة الشعب ينبغي ان تمارس بهذه الطريقة ؟

لم تكن سلطة الشعب لتكون حلاً أبداً إذا كانت غالبية شرائح الشعب تترنح في بحار الجهل، الأمية في مجتمعاتنا غول مفتول العضلات و الوعي السياسي محدود جداً، و العقل النقدي يغط في نوم عميق مما يجعل وسائل التأثير على الرأي العام تسرح و تمرح كما يحلوا لها. فالسؤال البديهي هو : كيف ننتظر من فرد تعتري عقله كل هذه الأمراض أن يكون في صوته خير للمجتمع ؟ ديموقراطية حسب التصور البرجوازي في ظروف كهذه من شأنها فقط أن تشجع شراء الأصوات و تقوية الفساد و استئثار الطبقة التي تجيد الترويج و التحكم في الإعلام و السيطرة على العقول بالسلطة، حيث تستطيع بسلاحها الفتاك هذا دفع كمية هائلة من الجمهور للتصويت عليها و اختيارها، حتى و إن كانت سيئة و لا تهتم بالمصلحة العامة. و لنا في التجربة التونسية مثال حي، حملة اغتيال للمعارضين و حالة من الاحتقان ضد حزب النهضة الذي كان قد تم اختياره في الأصل عن طريق صناديق الاقتراع أي بكل ديموقراطية، هذه التجربة قد تدفع المفكر إلى إعادة النظر و التفكير في هذه الديموقراطية التي يمكن إذا وضعت في سياق غير ملائم أن تتحول إلى شر مطلق.
و لعل الغريب في الأمر، أن تلك الدول التي تحاول الترويج لتصورها الديموقراطي هذا، هي بنفسها ليست بديموقراطية و هذا ما قد يستنبطه المحلل بكل بديهية فهي تطبق "ديموقراطية شكلية و صورية" في وقت تعيش واقع ديكتاتورية طبقة معينة "ملاك وسائل الإنتاج" كنموذج في النظام الأمريكي، و لعلنا قد سمعنا أكثر من مرة عن سيطرة لوبي اليهود و منظمة المتنورين و الماسونيين على السياسة الأمريكية و أن لهذه الجهات و غيرها القرار في تحديد الرئيس و السياسة الأمريكية الخارجية و الداخلية... إذن أين هي سلطة الشعب أو الديموقراطية في مثل هذه الحالة ؟. فالديموقراطية التي يحاول الغرب الترويج لها اذن ما هي في الأصل الا نموذج معلول و ملطخ بسموم الرأسمالية الجشعة، و محرف عن الديموقراطية الحقيقية التي نظر لها الفيلسوف الاغريقي أفلاطون، هذا الأخير اعتبر أن السلطة في نظام ديموقراطي هي " للفئة المتنورة و المثقفة " فهي الفئة المؤهلة لممارسة السلطة نظراً لدرايتها بالسياسة و بمصالح الوطن، و قد ينظر الناظر إلى هذا التصور على أنه طبقي، وفي الحقيقة هو ليس من الطبقية بشيء فلا يوجد شيء يدعى " الطبقة المثقفة " لأن الطبقية مصطلح ينتمي إلى المعجم الاجتماعي و تحيل على الأوضاع الاقتصادية لا الفكرية، فهناك طبقة غنية و طبقة فقيرة و طبقة " متوسطة " نسبة إلى الوضعية المالية لكل منها. و الطبقة الاجتماعية مسألة تورث من الآباء للأبناء على عكس الجهل الذي يمكن محاربته بكل عصامية و ليس ابن الأمي أميا بالضرورة، كما أن الثقافة و التعلم و تحصيل الوعي هي مسألة متاحة لكل شرائح المجتمع و بالتالي فان الانضمام إلى الطبقة السياسية، بالمنظور الأفلاطوني، مسألة متاحة لكل من أرادها هي الأخرى و ليست مقيدة على الإطلاق بقضبان الطبقية. و إذا رجعنا إلى النظام الديموقراطي حسب التصور الإسلامي، أو ما يسمى ب" الشورى "، فسنجد أن الإسلام هو الآخر تبنى ديموقراطية اقرب إلى التصور الأفلاطوني منه إلى التصور الرأسمالي المستحدث : فقد كانت كل قبيلة تكلف أكثر أفرادها نباهة ( أي ذكاء و فهماً بالأمور ) بتمثيلها في الاجتماع الذي يجرى بين نبهاء كل القبائل المسلمة من اجل التشاور و اختيار الخليفة الذي يرون فيه الخصال المناسبة من شرف و شجاعة و ذكاء قصد مبايعته لتولي أمر المسلمين و قيادتهم في حروبهم و الحرص على مصالحهم داخلياً و خارجياً. و في هذا اعتراف صريح بدور المثقفين في نظام الشورى أو ما قد نسميه " الديموقراطية الإسلامية ".

و لتعزيز هذه الفكرة، فقد انتقد عظماء البشرية هذه الديموقراطية و فيما يلي بعض مقولاتهم في الموضوع :
" ضع 11 أحمقاً على اليمين و 10 عباقرة على اليسار، سوف يفوز الحمقى ... هذه هي الديموقراطية " جاك بريل.
" جهل ناخب واحد في نظام ديموقراطي يضر بأمن الوطن كله " جون كينيدي.
" خلف كواليس الديكتاتورية يسيل الدم، و خلف كواليس الديموقراطية يسيل المال " سيغموند غراف
" البروبغندا بالنسبة للديموقراطية تؤدي نفس الدور الذي يؤديه العنف في الأنظمة الديكتاتورية " نعوم تشومسكي
" الشيء المقرف في الديموقراطية انها تضطرك لسماع رأي الأحمق " ريني ديكارت

ختاماً يمكن القول أن السياق الذي يصح فيه تطبيق ديموقراطية بشكلها المتداول اليوم، هو حين تصل الشعوب الى مرحلة وعي جماعي، مرحلة تاريخية قادمة لا محالة، بقدومها يصبح من المعقول بل من الواجب على الشعوب أن تناضل من اجل إشراك الجميع في اللعبة السياسية، و تطالب بالسماح لكل مكونات المجتمع بالمساهمة في الإدلاء بصوتها و رأيها السياسي.



#مهدي_الحبشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد اليسار المغربي من الداخل


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي الحبشي - هل صحيح ان الديموقراطية هي الحل ؟